النشر المحلي بين الرسمي والأهلي·· هموم وطموحات

يحتل النشر المحلي الإماراتي حيزا واسعا في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو يتوزع بين مؤسسات رسمية وأخرى أهلية، لكن الطابع الغالب عليه هو عمل المؤسسات الرسمية، وخصوصا في ما يخص دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومركز جمعة الماجد، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والمؤسسات المهتمة بالتراث والدراسات الاستراتيجية مثل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وجامعة الإمارات، إضافة إلى ما هناك من المؤسسات الحكومية المهتمة بالجوانب القانونية والجنائية مثل إصدارات أكاديمية شرطة دبي وكلية الدراسات العليا والبحث العلمي ومركز دبي للتوحد· أمام هذه المؤسسات نتوقف فنجد الكثير من الإصدارات والمنشورات الأدبية والفكرية المهمة، ويستطيع المتجول أن يجد عناوين مهمة في كل جناح، ولكن ربما كانت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة هي الأكثر نشاطا في الإصدارات الأدبية، فهي تحرص على نشر ما يقارب ستين كتابا سنويا، تتوزع على فروع الأدب والفكر، من شعر وقصة ومسرحية ورواية ودراسات نقدية، وهو ما يجعل الإقبال على جناح الدائرة كبيرا نسبة إلى غيرها من المؤسسات· ومن أحدث إصدارات الدائرة هذا العام كتاب الشاعرة الإماراتية ظبية خميس ''صاحبة الزمان'' وهو كتاب يمثل- كما تقول المؤلفة في مقدمتها ''رحلة شبه تأملية وشبه نقدية·· تأخذني أحيانا إلى نصوص مبدعين آخرين أو موسيقى أو أفكار وتأملات، سواء في السياسة أو الطبيعة أو الروحانيات''، وللقاص إبراهيم مبارك صدر عن الدائرة كتاب ''ضفاف الكلام''، وصدر للباحث عبدالعزيز المسلم كتاب ''خراريف''، وللكاتب ناصر جبران صدر كتاب ''نفحات الروح والوطن'' ويضم ما يسميه عبدالفتاح صبري في تقديم الكتاب نصوصا ''محرضة لتفاصيل الوطن للتعلق به والحنو عليه، لأنه ليس مجرد رمل أو تلة أو سهل أو جبل·· إنه نصوص ليست للتسجيل بقدر ما هي إبراز روح المكان··''، وفي مجال المسرح صدر كتاب الشاعر وليد علاء الدين الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال المسرح بعنوان ''البحث عن العصفور''، وللكاتب السوري عدنان كزارة صدر كتاب ''القصة القصيرة في أفق التلقي، وغيرها الكثير من الكتب· وبالتوقف عند مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية نجد قائمة إصداراته تحتوي الكثير من الدراسات ذات الطبيعة السياسية والفكرية بشكل خاص، ففي القائمة مئات الكتب الصادرة منذ العام 1995 حتى ،2007 ولكن أحدث إصداراته تتعلق بـ ''التحولات الراهنة ودورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربي'' الصادر هذا العام، وكذلك نجد كتبا ذات علاقة بالنفط والغاز، ويلفت الانتباه كتاب بعنوان ''البرنامج النووي الإيراني: الوقائع والتداعيات'' وهو ما يعني المتابعة الحثيثة من قبل المركز للمستجدات الراهنة في المنطقة، وهو يتابع ما يصدر من كتب وبحوث فيصدر ''نظرية ''نهاية التاريخ'' وموقعها في إطار توجهات السياسة الأميركية في ظل النظام العالمي الجديد''، وفي مجال المستقبل نقرأ ''مناهج الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها في العالم العربي''، ويهتم بالبحث فيصدر ''هل هناك أهمية للمؤسسات البحثية؟ تقويم تأثير معاهد السياسة العامة''، وحول العراق نقرأ ''أهمية النجاح: الحساسية إزاء الإصابات والحرب في العراق'' و''الخروج من العراق: استراتيجيات متنافسة''، وكذلك الحال في ما يخص متابعة المركز للمستجدات العلمية من خلال كتاب ''الإنترنت والبحث العلمي''، و''التنمية وهجرة الأدمغة في العالم العربي'' وسواها الكثير· أما منشورات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لهذا العام فتتوزع على أنواع عدة، وأبرزها في مجال البحث والترجمة، ومنها كتاب للدكتور شهاب غانم يحمل عنوانا باللغة الإنجليزية وهو Coffee Date، وكتاب لخالد الراشد بعنوان ''كله أزرق''، وللقاص ناصر جبران كتاب بعنوان ''سيح المهب''، إضافة إلى أنطولوجيا الشعر الإماراتي، من إعداد شاكر نوري ورجاء ملاح· كما كانت قد صدرت عن الاتحاد هذا العام رواية الإماراتي علي أبوالريش ''ثلاثية الحب والماء والتراب''، وترجمة لكتاب ''العين الثالثة'' قام بها محمد عيد إبراهيم، وكتاب ''عطش البحر وجمرة الصحراء'' الذي يضم مجموعة قصص لعدد من كتاب القصة القصيرة في الإمارات، وأخيرا كتاب الباحث التراثي حمد بن صراي الذي يحمل عنوان ''الفرس ومنطقة الخليج العربي''· ونختم بقائمة إصدارات جمعة الماجد وهي قائمة طويلة من كتب التراث المحققة على أيدي باحثين ومحققين متخصصين، ولا يمكن عرضها جميعا، بل نكتفي بأبرز عناوينها، حيث تنتهي القائمة بإصدارات العام ،2007 وتضم كتاب ''القراءة من أجل التعلم'' تأليف الدكتور عارف الشيخ''، و''قراءة في حياة الرافعي'' إعداد كل من الدكتور أنس صلاح الدين صبري والدكتور يونس قدوري الكبيسي·