السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أجريت جراحة القلب المفتوح 3 مرات حزناً على مدربي القطاعات السنية

أجريت جراحة القلب المفتوح 3 مرات حزناً على مدربي القطاعات السنية
12 ديسمبر 2007 00:11
يبلغ من العمر 83 عاماً، منها 77 سنة مع كرة القدم التي أجرى بسببها ثلاث جراحات قلب مفتوح، ويقول إنه زار معظم دول العالم لمشاهدة النابغين من المدربين والالتقاء بهم لمعرفة أسرار اللعبة، إنه المدرب الهولندي ويليام كروفر الذي ولد عام 1924 في روتردام، وبدأ يلعب الكرة في السادسة ثم انتقل إلى نادي سبارتا روتردام ، وعندما بلغ الثامنة عشرة فاز مع فريقه ببطولة هولندا عام 1942 وانتقل إلى نيميجن حيث لعب معه وحقق العديد من البطولات حتى اعتزل اللعب ولكنه لم يعتزل الكرة لأنه بدأ مرحلة أخرى في مجال التدريب وقاد 5 فرق هولندية أهمها ليثفونرو الذي فاز معه ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي ثم اتخذ قراراً غريباً بالابتعاد عن تدريب الفرق الأولى والعمل مع الناشئين والصغار، له نظريات ثابتة في هذا مجال تدريب الصغار، وعمل في أندية الوحدة والوصل والجزيرة، وفي قطر ثم في النادي الأهلي المصري وقد التقيناه أثناء زيارته حالياً لنادي الجزيرة بدعوة من إدارة النادي وأجرينا معه هذا الحوار: ؟ بماذا تحب أن نبدأ به الحديث معك؟ ؟؟ أحب أن أقول في البداية إننا نشاهد دائماً في استوديوهات التحليل المعلقين والمحللين يتحدثون عن الأهداف ومهارات اللاعبين في تسجيلها، ولكن أحداً لم يهتم بكيف نعلم اللاعبين تسجيل تلك الأهداف، هم يصفون خطة المباراة وأهم لحظاتها فقط· ؟ ما انطباعك وكذلك الأوروبيون عن كرة الإمارات ؟ ؟؟ لا أحد في أوروبا يعرف شيئاً عن كرة الإمارات، ولكنني أعلم أن الكرة هنا تتطور ببطء، والطموح لابد أن يكون أكثر من ذلك لأن الدولة تمتلك إمكانات كبيرة يمكن من خلالها أن تصل لمستوى أفضل،ولابد من منح الأطفال الفرصة في تعلم الكرة الممتعة· ؟ ماذا تقصد بالكرة الممتعة؟ ؟؟ الكرة التي قدمها مارادونا وزيدان ويقدمها حاليا ميسي ورونالدينهو، وهي التي تعتمد على تجاوز المنافس والمرور منه إلى المرمى مباشرة لتسجيل الأهداف مثل مارادونا، أو صناعة الفرص للآخرين ووضعهم في مواقف سهلة للتسجيل مثل زيدان، ومن الممكن أن يتم الخلط بين النوعيتين ليكون هناك لاعب واحد يمتلك الميزتين مثلما حدث مع ميسي ورونالدينهو، ومهمتي في الحياة حاليا وعلى مدار السنوات الأخيرة هي إكتشاف طريقة التدريب القادرة على تطوير مهارات اللاعب ومواهبه في سن مبكرة لنصنع للجماهير العاشقة عشرات اللاعبين مثل مارادونا وزيدان· ؟ من السهل أن يتم تطوير خطط اللعب ورفع لياقة اللاعبين وزيادة الكفاءات الدفاعية والهجومية ولكننا نسمع لأول مرة عن صناعة مهارة لاعب؟ ؟ فائدة العلم في أي تخصص وضع آليات لتعظيم المكاسب وتحويل الظواهر الطفرية إلى برامج وطرق ممارسة، ولولا أن المدربين اكتشفوا موهبة مارادونا وطوروها لما عرفه أحد ،لأنه كيف تمسك يدي وتطالبني أن أكتب؟ وأنا من خلال الدراسات التي وضعتها أعتمد على تدريبات محددة وعددها 6 تدريبات مختلفة أضع فيها اللاعب في مواقف تستدعي ذكاءه في المراوغة أو توزيع الكرة بشكل سليم، وأطلب منه حلاً واحداً في كل تدريب وأترك له الفرصة للتجريب عشرات ومئات المرات في مجموعات 3 لاعبين و6 لاعبين ثم 9 و11 لاعباً، وأنا أتحدى أن يكون هناك مدرب واحد في ألمانيا التي تملك 5 ملايين لاعب مسجلين بالاتحاد يعلم اللاعبين مهارة وودل في التحجيز على الكرة ثم التحول للاتجاه الآخر مثلا أو مهارة مارادونا في المراوغة أو زيدان في التمرير وتغيير الاتجاهات، ولهذا فلا يوجد لاعب واحد بألمانيا يملك مهارات المراوغة والمرور لإحرازهدف جميل لأن فاقد الشيء لا يعطيه· ؟ لكن ألمانيا من أقوى المنتخبات وبها مدربون مشاهير وانجازاتها معروفة للجميع في البطولات الكبرى · ؟؟ في ألمانيا وإنجلترا يوجد مدربون رائعون في التحدث فقط وقيادة المباريات ولكنه لا يوجد مدربون متخصصون في صناعة اللاعبين الموهوبين، وفي كل انحاء العالم حاليا التدريبات في الفريق الأول وفي المنتخبات تسير بشكل واحد هو أن تصل الكرة إلى لاعب فيعطيها للاعب آخر، ولكن من يهتم من المدربين باتاحة الفرصة للاعبين في خط الوسط والهجوم في المراوغة والمرور والوصول للمرمى والتسجيل 50 مرة في كل تدريب مثل لاعب التنس الذي يسدد الكرة في كل تدريب أكثر من 200 مرة· ؟ لديك أرشيف لتسجيل أفكارك وتطبيقاتك فيه ليعود له المدربون الجدد؟ ؟؟ لقد وضعت كل خبرتي في التدريب وطريقتي في تطوير مهارات اللاعبين في شرائط فيديو ومجموعة أقراص ممغنطة وبعض المذكرات الخاصة، وحاليا يتم توزيع وبيع هذه الدروس في أسواق أوروبا ليتعلم منها المدربون ويطبقوها على لاعبيهم وهي تنتشر بشكل جيد وتجد سوقا رائجة في هولندا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهذه الشرائط مدتها الزمنية 40 ساعة وتتضمن كل عناصر كرة القدم وهي: التحرك والتسديد والمراوغة والتمرير، والتسليم والتسلم والحفاظ على الكرة والخطط والمهارات وعلى أفضل طرق التدريب، وفي هولندا توزع حاليا بالآلاف· ؟ حضرت تدريبين لفريق الجزيرة فما هو انطباعك؟ ؟؟ إنه تدريب مثل كل التدريبات التي تتم في العالم، تدريبات لياقة ثم تقسيمة 11 لاعبا ضد 11 وتمرير الكرة من لاعب لآخر، ولاحظت وجود أكثر من لاعب موهوب بالفريق مثل رقم 10 ''دياكيه'' ورقم 14 ''توني'' ورقم 29 ''دادا'' وكل التدريبات التي شاهدتها مفيدة لطريقة اللعب ولكني لم أشاهد تدريبا واحدا للاعب ضد لاعب أو لاعب ضد لاعبين لتنمية مهارات المراوغة والمرور والتسجيل ولكني اكتشفت بسهولة أن اللاعب رقم 29 ''أحمد دادا'' هو الوحيد الذي كان يتدرب في الصغر بكثافة على المراوغة والمرور وهو الوحيد الذي يقدم المتعة بالمجان لجماهير النادي· ؟ ما هي الروشتة الصحيحة لإعداد الناشئين من واقع خبرتك في الإمارات؟ ؟؟ أن تتسع قاعدة الممارسة، وبعد ذلك تأتي أهم خطوة وهي اختيار المدرب الكفء صاحب الخبرة، وأن تكون هناك استراتيجية وخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى وآليات للتطبيق لتحقيق أهداف هذه الاسترانيجية وأنا الآن على قناعة بأن الجزيرة يسير على الطريق الصحيح، وقد اعطيت نسخة من كل مؤلفاتي وخططي وشرائطي لبدر رجب الذي يقود مدرسة الكرة والذي سبق له أن عمل معي 5 سنوات في الأهلي المصري· ؟ لكن البعض يقول إن تجربتك في الأهلي فاشلة بدليل أن الفريق الأول يعتمد على شراء اللاعبين من الأندية الأخرى؟ ؟؟ هذا كلام غير صحيح فبالأرقام أخرجت 18 لاعباً للمنتخبات المصرية، وللأسف ان مدربي الفريق الأول كانوا يفضلون شراء اللاعبين من الخارج على حساب منح الفرصة لأبناء النادي فكانوا يتحولون لأندية أخرى في مصر وخارجها بدون أن يحصلوا على الفرصة والطريف أن نفس المدربين كانوا يكتشفون أحيانا انهم اخطأوا في التفريط في بعض اللاعبين ثم يتعاقد النادي معهم بعد ذلك بمبالغ كبيرة· ؟ كيف نؤسس أكاديمية لكرة القدم مثل أكاديمية أياكس ؟ ؟؟ النموذج الأمثل لأي أكاديمية يقوم على اختيار المدرب الكفء ثم توفير المناخ الملائم لتطبيق أفكاره ضمن منظومة عمل تراعي الإعداد النفسي والبدني والمهاري والخططي للناشئ، ولكن ما شاهدته في الدول العربية للأسف يقتل موهبة اللاعب قبل النضج لأنه في كل دول العالم يظل الناشئ يتعلم الكرة ويستمتع بها من السادسة حتى الرابعة عشرة بدون ضغوط ولا بطولات، وفي الدول العربية يوضع الناشئ تحت الضغط من سن العاشرة وننظم له بطولات ونطالبه بالفوز، وعندما يصل اللاعب الى سن الـ 16 سنة يكون جهازه العصبي قد احترق تقريبا، فضلا عن النظام التعليمي القاسي الذي لا يفرق بين لاعب موهوب وآخر لا يمارس الرياضة ومتفرغ للتعليم، وهنا يجب اختصار المناهج التعليمية للموهوبين كجانب تحفيزي، لأن لاعب كرة القدم أصبح ذي مكانه مرموقه في المجتمع ولم يهتم أحد بمعرفة المستوى التعليمي لبيليه ومارادونا وزيدان ورونالدينهو وميسي· ؟ لماذا بادرت بذكر السلبيات في المجتمع العربي رغم أن السؤال كان عن تأسيس الأكاديمية الناجحة ؟ ؟؟ لأنك لو عالجت تلك السلبيات ونجحت في اختيار المدرب الكفء ستكون قد وضعت القاعدة الصحيحة لأي أكاديمية، والقصة ليست في وقت الدراسة أو النظام التعليمي وحده لأن كل الناشئين في العالم يدرسون ولكن عقلية الناشئ العربي تختلف أيضا عن عقلية الناشئ في أوروبا فكل لاعب في أكاديمية أياكس أمستردام يقدم تقريرين أحدهما أسبوعي والآخر شهري عن مواعيد الاستيقاظ والنظام الغذائي والتدريبات في النادي والواجبات المنزلية التدريبية ويتضمن كل عنصر على درجات تعطى للاعب في كل بند من هذه البنود· ؟ ما هي مميزات اللاعب في الإمارات؟ ؟؟ كثيرة وأهمها المهارة العالية والطاعة في تنفيذ تعليمات المدربين· ؟ ما هي أهم عيوبه؟ ؟؟ كثيرة أيضا أهمها أنه مزاجي ولا يحب التقيد بنظام ثابت لأن طموحه محدود باللعب في الدولة ولم يفكر في الاحتراف الخارجي· ؟ هل مدربو مدارس الكرة في العالم يلقون التقدير اللائق؟ ؟؟ كنت اتمنى ألا تسألني هذا السؤال لأنه يجرحني، فمهمة مدرب قطاع الناشئين من وجهة نظري أخطر وأهم بكثير من مهمة مدرب الفريق الأول الذي يحصل على الملايين ولولا جهد مدرب القطاع لما حقق شيئا مدرب الفريق الأول وأنا عملت في مرحلة طويلة من حياتي مع الناشئين عن قناعة بأهمية هذا الدور بعد أن قدت الفرق الأولى في 5 أندية هولندية من بينها فينورد، وللأسف فأن شعوري بالظلم في تقدير مدرب قطاع الناشئين والتعامل معه بشكل لائق بالاضافة إلى عملي الشاق جعلني أجرى عملية القلب المفتوح 3 مرات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©