الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زلزال إرهابي يهز الجزائر: 201 قتيل وجريح

زلزال إرهابي يهز الجزائر: 201 قتيل وجريح
12 ديسمبر 2007 00:50
استنكرت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة أمس العمل الإرهابي الوحشي الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء في الجزائر، وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في اتصال هاتفي مع معالي مراد مدلسي وزير الخارجية عن غضب الإمارات الشديد إزاء هذا العمل، مؤكدا تضامنها قيادة وحكومة وشعبا مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة في هذه المحنة ووقوفها إلى جانبها واستعدادها لتقديم أي مساعدة في هذا الشأن· كما أعرب سموه عن أحر تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين· وكان زلزال إرهابي يهز الجزائر ، حيث سقط عشرات القتلى والجرحي من جراء هجومين ارهابيين متزامنين بسيارات مفخخة في العاصمة الجزائرية، وبينما قالت محصلة رسمية ان 22 شخصا قتلوا وجرح اكثر من 177 آخرين، قالت مصادر طبية ان عدد القتلى وصل الى 67 قتيلا الى جانب عشرات الجرحى · وأعلن رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم ان ''لا شيء يبرر الجريمة'' مدينا الاعتداءين ·وصرح بلخادم للصحافيين ''الجريمة جريمة، و(الاعتداءان) جريمتان استهدفتا ابرياء· هناك طلاب وتلاميذ بين الضحايا· لا شيء يبرر الجريمة''· وادلى بلخادم بتلك التصريحات في مستشفى بني مسوس على مرتفعات الجزائر حيث توجه لزيارة الجرحى لكنه لم يقدم حصيلة· وألغت الحكومة اجتماعها الاسبوعي الذي كان مقررا ان يرأسه إثر الاعتداءين الذي نفذ احدهما انتحاري· وقع الاعتداء الاول قرب مقر المحكمة العليا والمجلس الدستوري في حي بن عكنون السكني واستهدف حافلة نقل طلاب في حين استهدف الاعتداء الثاني مقر المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في حي حيدرة المجاور· من جهته اعلن وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني ان سيارتين مفخختين كان انتحاري على الاقل يقود احدهما، استخدمتا في الاعتداءين · وصرح الوزير للصحافيين في مكان الانفجار ان ''السيارة المفخخة الاولى انفجرت امام المجلس الدستوري في بن عكنون (على مرتفعات الجزائر قرب المحكمة العليا) والثانية امام مقر المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في حيدرة'' موضحا ان ''اعتداء حيدرة نفذه انتحاري حسب الشهادات الاولى''· واضاف ''ان الحصيلة مرتفعة جدا'' دون اعطاء المزيد من التوضيحات· وقال زرهوني ''لسنا في مأمن من اعتداءات من هذا القبيل'' داعيا الجزائريين الى ''المثابرة في اليقظة لأنه من السهل ارتكاب اعتداء بالقنبلة''· وقال احد شهود العيان بينما كان يقف امام واجهة المجلس الدستوري المنهارة بفعل الاعتداء ، ان ما حصل ''كان اشبه بالزلزال''· والتصقت اشلاء بشرية بالبوابة الآلية المقامة عند مدخل موقف سيارات بناية المجلس الدستوري، واصيبت البوابة بالتواءات عدة بسبب قوة الانفجار الذي سمع دويه حتى كيلومترات عدة· وانهارت اسقف المكاتب وتحطم الزجاج المزدوج للنوافذ· وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة دشن قبل فترة قصيرة مقر المجلس الدستوري الذي هو عبارة عن بناية تقليدية الهندسة· كذلك اصيب مقر القضاة المقابل له ومقر المجلس الاسلامي الاعلى وعدة فيلات مجاورة بأضرار كبيرة فتخلعت الأطر المعدنية للنوافذ واندثرت على الطرق· و انتشر حطام حافلتين على الطريق بعد ساعات من صدمهما بسيارة مفخخة· واندفعت السيارة المفخخة المتوجهة الى مدخل المجلس الدستوري باتجاه الحافلتين بقوة قبل ان تنفجر ما ادى الى مقتل العديد من الطلبة في الانفجار· وقال كمال (20 سنة) صاحب محل تجاري مجاور ''رايت رجال الاغاثة يخرجون من المجلس الدستوري حاملين اكياسا تحتوي على اشلاء بشرية''· وتسبب الانفجار بحفرة في الارض يبلغ قطرها عدة امتار· وبعد عشر دقائق انفجرت السيارة المفخخة الثانية امام مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة وبرنامج الامم المتحدة للتنمية المجاور له في حي حيدرة السكني الفخم· وسقط 4 قتلى من موظفي الامم المتحدة واعلن عن فقدان 14 منهم على ما افاد مصدر دولي· وقال احد عناصر الدفاع المدني في مقر المفوضية الدولية حيث هرع رجال الانقاذ لانتشال الجرحى العالقين تحت الانقاض بعد ساعات من التفجير ''ما زال العديد من الاجانب تحت الانقاض''· وروى شاهد جريح اصيب في وجهه ورأسه ينزف دما ''كنت افتح الاذاعة لمعرفة ما حصل في بن عكنون (الاول) عندما هزني انفجار هائل''· وجاء الاعتداءان الارهابيان بعد هدوء ساد البلاد شهرين· واسفرا عن سقوط ما لا يقل عن 67 قتيلا وعشرات الجرحى حسب حصيلة موقتة من مصادر طبية · وقال كمال لمراسل وكالة فرانس برس ان ''الارهابيين جعلوا من الحادي عشر موعدا رمزيا، من الآن فصاعدا لن اخرج من منزلي في الحادي عشر من كل شهر''· وهو يشير بذلك الى اعتداءات الحادي عشر من ابريل الماضي ضد قصر الحكومة ومركزي شرطة في ضاحية العاصمة واعتداء الحادي عشر من يونيو الماضي على ثكنة الاخضرية شرق العاصمة· واعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة في جنيف ان عشرة موظفين جزائريين في المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الامم المتحدة للتنمية قتلوا في التفجيرين · وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس في الجزائر العاصمة ''ان عشرة زملاء جميعهم جزائريون قتلوا في الاعتداء، معظمهم موظفون في مقر برنامج التنمية''· واوضح المسؤول ان هؤلاء الاشخاص قتلوا في مكاتب المفوضية العليا للاجئين وبرنامج التنمية التابعين للامم المتحدة· وفي جنيف تحدث مصدر من الامم المتحدة عن ''مفقودين'' بعد اشارته الى سقوط 4 قتلى بين موظفي الامم المتحدة· واعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة في نيويورك عن مقتل 4 وفقدان 14 موظفا· وكان مساعد مدير برنامج التنمية في جنيف جان فابر قد اعلن ''ان الاعتداء اسفر عن نحو اثني عشر مفقودا''· ونبحث عنهم بين الانقاض''· يذكر ان حي حيدرة مقر عدة وزارات منها الطاقة المالية وسفارات ومنازل دبلوماسيين· كما يقيم في ذلك الحي الفخم العديد من كبار مسؤولي الدولة· ونددت الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي بالاعتداءين الارهابيين، كما عبر العديد من القادة العرب والاجانب عن تضامنهم مع الجزائر في وجه الارهاب، وأدان البيت الابيض الاميركي الهجمات، وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض ''ندين هذا الهجوم على مكتب الامم المتحدة من جانب اعداء الانسانية الذين يهاجمون الابرياء· الولايات المتحدة تقف الى جوار شعب الجزائر والى جانب الامم المتحدة وهما يتعاملان مع هذا العنف غير المنطقي·'' وصرح بأن الرئيس الامريكي جورج بوش وزوجته لورا قدما العزاء لأسر من فقدوا أرواحهم في هذا ''التفجير المروع في الجزائر''·
المصدر: الجزائر-عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©