الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متاعب أولمبية

4 مايو 2009 23:17
على الرغم من أن بلادي قدمت بعضاًمن أعظم الرياضيين الأولمبيين في التاريخ، فإن بعض الأشياء المتعلقة بالاستعدادات الجارية لاستضافة دورة الألعاب الشتوية الأولمبية 2014 المقرر عقدها في مدينة ''سوتشي'' السياحية المطلة على البحر الأسود، تبدو مثيرة للقلق في الحقيقة• أنا من مواليد ''سوتشي''، وسأخوض الانتخابات التي ستعقد اليوم على منصب العمودية، وهي انتخابات تتصف بكافة مظاهر''الديمقراطية المصنوعة''، منها على سبيل المثال أن خصمي المدعوم من قبل الكريملن، يتمتع بمزايا إدارية وإعلامية واسعة، لا يتوافر سوى لدى أقل القليل منها، لا بل قامت السلطات أيضاً بمصادرة بعض المواد الخاصة بحملتي الانتخابية، كما دأبت على مضايقة أنصاري• على الرغم من ذلك، قررت المضي قدما في طريقي، لأن حالة الديمقراطية في روسيا تعتبر من مشاغلي الرئيسية• من هذا المنطلق أقول بوضوح إن ''سوتشي'' غير قادرة - على ضوء الخطط الراهنة -على استضافة الأولمبياد الشتوي، وأن الاستمرار في النهج الحالي للاستعدادات، يقلق راحة سكان سوتشي، بل والمنطقة بأسرها•لبيان بعض مظاهر إقلاق الراحة، يكفي أن نعرف أن السلطات قامت بإجلاء مئات من سكان المدينة من بيوتهم، كما شرعت في إجبار آلاف غيرهم على توقيع عقود تأجير لبيوتهم مع الحكومة الإقليمية، وأغلقت شواطئ المدينة التي طالما اجتذبت السائحين إليها، وخصصتها لتنزيل وتخزين المعدات والآليات الثقيلة التي ستستخدم في بناء المنشآت الأولمبية، مما أدى في مجمله إلى سخط السكان، ودعاهم إلى معارضة تلك الاستعدادات الضخمة للأولمبياد، التي نغصت عليهم صفو حياتهم• لم يقتصر الإزعاج على السكان، بل إن المنظمات البيئية بما في ذلك منظمة ''جرين بيس'' أعربت عن قلقها من الضرر الذي لا سبيل لإصلاحه الذي تلحقه تلك الاستعدادات، بالمنظومة البيئية النادرة لمنطقة القوقاز الغربي، حيث يتم إزالة مقومات الحياة الحيوانية والنباتية بالجرافات، وتمضي عمليات بناء المنشآت اللازمة للدورة قدماً دون أدنى اهتمام بالبيئة، مما يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث انهيارات أرضية، أو إلحاق أضرار ببعض المواقع المدرجة في قائمة التراث الطبيعي العالمي التي تعدها اليونسكو• يأتي بعد ذلك موضوع الرشوة والفساد• فالمناقصة الأولمبية المبدئية التي قدمتها روسيا كانت تتضمن وعوداً باستثمار ما يقرب من12 مليار دولار، بيد أن الأزمة المالية الحالية ستؤثر على تلك الاستثمارات على الأرجح، وقد تدفع روسيا إلى الاستدانة خلال وقت أقرب مما يُتصور، وهو ما قد يدفع العديد من الروس للتساؤل عما إذا ما كان بناء قاعدة أولمبية لائقة، هو خير استثمار للاحتياطيات النقدية للدولة، في ظل الظروف الحالية العصيبة والتي قد يستمر تأثيرها لبعض الوقت مستقبلا• وهناك نقطة مهمة أخرى، وهي أن سوتشي تقع بين روسيا وجورجيا، وتحديدا في المنطقة التي عادة ما تشهد توترات عسكرية تنقلب أحيانا كما حدث في أغسطس الماضي إلى صراعات مسلحة• وهذا بالطبع يمثل تهديداً أمنياً غير مسبوق لسلامة فعاليات الألعاب التي ستجري في هذه المدينة وسلامة مشاهديها، إذ لم يسبق من قبل أن تمت إقامة دورة ألعاب أولمبية شتوية في مدينة قريبة من مناطق الصراع الساخنة مثل دورة سوتشي• ليس هناك شك أن رياضيينا، يستحقون شرف استضافة ألعاب أولمبية ولكن آثار استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 - بناء على الخطط الحالية - سوف تكون كارثية سواء للمدينة أو لسكانها• وخلال دورة موسكو للألعاب الأولمبية عام ،1980 كانت المواقع التي استضافت فعاليات الدورة موزعة في مختلف أنحاء البلاد، وهي مقاربة تنظيمية يمكن استعارتها وتطبيقها على دورة سوتشي •2014 بوريس نيمتسوف نائب رئيس وزراء روسيا السابق ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©