السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض التشكيليين العام.. توثيق لجماليات الصدمة

معرض التشكيليين العام.. توثيق لجماليات الصدمة
21 فبراير 2014 00:59
إبراهيم الملا (الشارقة)- بأساليب فنية متنوعة جمعت بين السرد البصري الحر، والامتثال لشروط التفسير الذاتي للفن يقدم تسعة وعشرين فناناً وفنانة تشكيليين، ضمن المعرض العام السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دورته الثانية والثلاثين، 130 عملاً تنتمي لأفرع الفن المختلفة كاللوحة والمنحوتة وأعمال الفيديو والأعمال التركيبية، حيث تحاكي جمعها تيمة المعرض الأساسية وهي «قصص لم تحك بعد». المعرض الذي افتتحه سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة مساء أمس الأول بالقسم الشرقي لمتحف الشارقة للفنون، يقام بالتعاون بين جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وإدارة متاحف الشارقة، ومؤسسة براجيل للفنون. وتأتي تيمة المعرض «قصص لم تحك بعد» ضمن رؤية القيم على المعرض الفنان ناصر نصرالله لجعل الأعمال تنطق من خلال التكوين البنائي والتصوير الضوئي والفضاءات اللونية وفنون الفيديو آرت، والتجسيد الإسقاطي والتفاعلي، وكي يكون الفنان بمثابة الراوي الذي يقدم للمتلقي الذاكرة المختزنة، وأن يبعث بإشارات بصرية مترجمة لهذا الذاكرة بالذات، وبما تنطوي عليه من شواهد طبيعية واستعادات لزمن الطفولة وحوارات شائكة مع الذات والآخر، وكل ذلك في إطار يجمع بين الدراما والجمال والصدمة. وحسب التصور الذي انبنت عليه فكرة المعرض، فإن جلّ الأعمال المقدمة سعت إلى الكشف عن المخبوء من العلاقات السردية الكائنة في المحيط الحياتي انطلاقاً من الذات الفردية ووصولاً إلى الذات الجمعية، مع بلوغ بعض الأعمال لمناطق فلسفية راوحت عوالم الفكر والتعبير والتجريد، إلى جانب تناوب هذه الأعمال بين ضفتي العاطفة والذهن، عبر جغرافيا مكانية تضع الزمن الإنساني في اعتبارها. ولعل المعرض السنوي العام للجمعية يبرز بوصفه التظاهرة الفنية الأكبر التي تنظمها جمعية الإمارات للفنون التشكيلية سنوياً بالتعاون مع العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية التي تسعى في تعاونها مع إدارة الجمعية على إنجاح هذا المعرض ومواصلة تأثيره في المساحة الخصبة بين عمل الفنان، وتجاوب متذوقي الفنون ومن شرائح المجتمع المختلفة مع هذه الأعمال. وفي الدورة الحالية من المعرض كشفت الأعمال عن تناولها وبوعي مع الحساسية الفنية المعاصرة، لتعبر عن الحراك التشكيلي الراهن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدمت أعمال المعرض بانورامية جامعة لحركة التشكيل في الإمارات، وجمعت بين عدة أجيال فنية، احتل خلالها شباب الفنانين المساحة الأكبر من العرض. وكان واضحاً هذا التمازج أو الحوار البصري بين الفنانين المخضرمين في الساحة المحلية، وبين الرؤى الشابة المقترنة بشغف تعبيري يحاكم الواقع فلسفيا ويتخذ من الفن معبراً لتمرير هذه الرؤى باعتبارها وجهة نظر منشغلة بالسخط والحنين، ومكتنزة بالتمرد، كما بالانفلات نحو ماض يسهر على حماية صوره الذائبة والآيلة للتلاشي. تحضر في المعرض أعمال لفنانين ذوي بصمة أسلوبية مكرسة أمثال عبدالرحيم سالم ومحمد القصاب ومحمد أحمد إبراهيم وخليل عبدالواحد وفاطمة لوتاه وابتسام عبدالعزيز وكريمة الشوملي، بجانب أعمال لفنانين شباب أمثال ناصر عبدالله ومنى عبدالقادر وخولة درويش وراشد الملا، لتصنع هذا المزيج المتقّد من الدهشة المشتركة بإزاء حركة الزمن وطاقة المخيلة في ترويض هذه الحركة المدفوعة في أحراش الغياب والتحول، والشاغلة لحيّز وجودي مبهم بين العتمة والضوء، وبين الصمت والبوح، وكأن ثمة قصة حبلى بالأسرار، تتوالد وتخرج هنا وسط تفاصيل الوقت لتؤبد كوابيس الفنان وأحلامه، ولتنطق بلغة مغايرة ومفتونة بغموضها، لغة تتجاوز الحروف والكلمات، وتنجرف نحو مجهول الحكاية وفائض الخرافة، ونحو تلك الصرخة التي تنطفئ بغرابة في السكوت المطلق. وكما هو المفتاح الملتصق بمدونة المعرض، فإن الأبواب الكثيرة التي تفتحها الحكايات غير المروية في ذهن المتلقي، والغائرة في العمق التخيلي للأعمال، هي أبواب مواربة على المتاهة وعلى لذة الاكتشاف أيضا، تحضر اللوحة هنا والصورة الفوتوغرافية، ويحضر الشريط السينمائي والمجسمات التراثية وعينات البيئة من صخور وأشجار وموسيقا، كما تحضر أشياء البيت القديم ولوازم الغائبين. وشهد افتتاح المعرض الذي يستمر حتى نهاية شهر أبريل المقبل، عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والمهندس، وليد الزعابي، وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإنابة ومنال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون، وأعضاء مجلس إدإرة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، إضافة إلى نخبة من الفنانين والنقاد والإعلاميين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©