الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبيد بن معضد.. شاعر النبط و «رجل التراث»

عبيد بن معضد.. شاعر النبط و «رجل التراث»
21 فبراير 2014 01:00
جميل رفيع (العين)- غيب الموت أمس الأول الشاعر عبيد بن معضد بن عبيد بن معضد الخريباني النعيمي عن عمر يناهز 85 عاماً، في الولايات المتحدة الأميركية بعد رحلة طويلة مع المرض. ويعد الشاعر من رواد الشعر النبطي بالدولة، وقد أصدر نادي تراث الإمارات مؤخراً ضمن «سلسلة شعراء من الإمارات» الذين نشرت لهم من قبل دواوين شعرية، ديوان الشاعر الإماراتي بن معضد، وقام بجمع أشعاره وإعدادها الدكتور راشد أحمد المزروعي رئيس لجنة الشعر الشعبي في نادي تراث الإمارات. وجاءت تلك الخطوة بناء على توجيهات ودعم ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، في إطار حرص النادي، من خلال لجنة الشعر الشعبي، على أن يُعزِّز من إصدار «سلسلة شعراء من الإمارات»، للتعريف بهم ونشر الشعر النبطيّ في الإمارات، عبر جمع وتوثيق ونشر دواوين الشعراء في الدولة الذين رحلوا رحمهم الله، والشعراء الأحياء، لكي يحافظوا على قصائدهم في دواوين مُحققة حفاظاً عليها من الضياع والاندثار. سيرة الشاعر تحكي سيرة حياة الشاعر عبيد بن معضد بن عبيد بن معضد الخريباني النعيمي أنّه من قبيلة النعيم فخذ «البوخريبان»، مولود في منطقة مزيد عام 1929م، وقد قضى فترة صباه متنقلاً مع أسرته بين الإمارات وعُمان وتجول في عدة مناطق، مثل ضنك والحلّه وحفيت والسنينه ومزيد وهيلي والوجن والقوع، حاله حال بقية أبناء البادية المتنقلين من منطقة إلى أخرى في ذلك الوقت طلباً للكلأ والمرعى. وترعرع وشبّ ابن معضد في مناطق أهله ومساكنهم. أما عن موهبته وتفتح قريحته الشعرية، فإنّه بدأ يقرض الشعر مبكراً مذ كان عمره أقل من خمسة عشر عاماً. وكان المرحوم الشاعر سالم بن ثعيلب العامري صديقه وجاره لفترة طويلة في منطقة الوجن حتى وفاة ابن ثعليب عام 1974م. وقد تساجل الشاعر ابن معضد معه بقصائد كثيرة وكانت مساجلاته وصداقاته مع سالم العامري قد أثّرت عليه وزادت من مَلكته الشعرية. أغراض شعرية على الرغم من محاولات الشاعر الأولى نظم الشعر، فإنّ خبرته ازدادت في الحياة وتنوعت أغراضه الشعرية فتطرّق في قصائده إلى مختلف أغراض وأبواب الشعر النبطي، ومنها أغراض المدح والرثاء والنقد الاجتماعي وشعر النصائح والحكم والشعر التراثي والتغرودة والمشاكاة مع الشعراء، والغزل. وقد امتاز ابن معضد بكونه راوية كبيراً ومعروفاً على مستوى الإمارات، إذ شارك في الكثير من الأمسيات التراثية وحاز جائزة الراوي من دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، كما أطلق عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيبّ الله ثراه، لقب «رجل التراث» لحفظه الكثير من الأشعار القديمة والتغاريد والحكايات الشعبية، كما أنّ له باعاً طويلاً في فنّ الشلاّت والردح والونّه والطارج، وهو مغنٍّ بدويّ معروف وله أشرطة موجودة في محال التسجيلات، ولهذا فقد اختير ليعمل بعد تقاعده في محل «إيواء الأيتام» لكي يعلمهم الآداب والسنع والعادات والتقاليد الإماراتية الصرفة، نظراً لخبرته وحنكته في هذا المجال. كما ساهم الشاعر ابن معضد النعيمي في برامج الإذاعة والتلفزيون من أبوظبي ودبي، وهو ضمن أعضاء مجلس شعراء العين الرئيسيين منذ بداية تأسيسه. لذلك فله علاقات عديدة مع جميع شعراء مجلس العين وأبوظبي والإمارات الشمالية. كما كان عضواً فعّالاً في برامج الإذاعة مثل برنامج جلسة شعبية وبرامج التراث التي كانت تذاع من إذاعة أبوظبي خلال التسعينيات من القرن الماضي، وقد أثرى خلالها الساحة الشعبية الأدبية بالكثير من المعلومات والمواد التراثية. ونقتطف من قصيدة له بعنوان »اشتكيلك يا بن مهيله» الشاعر المرحوم سعيد بن مهيله الشامسي، ويقول فيها: اشتكيلك يا بن امْهيله أنت ذخري وانته اسنادي والشعر تفهم مزاميله تنتخه من لب لفوادي واشتكي من غيّة الليله لي استوت في حاير الوادي شفت من زينه مياديله منحره يسواله ابْلادي عنق صيدٍ في مقاييله والضحى في ظل مبرادي لو خذ القانص مخاتيله يوم خز وبالنظر عادي آه يا محلا تعازيله هايف الخصرين واجْلادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©