السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحزم والمرونة سياج علاقة طفلك بأبناء الجيران

الحزم والمرونة سياج علاقة طفلك بأبناء الجيران
21 مارس 2010 20:32
ليس هناك شك في أن كثيراً من الأطفال لا تتحملهم بيوتهم ولا يجدون عند أهلهم الحب أو الحنان أو الصداقة أو الفهم، فيهربون سريعاً من هذه البيوت إلى الشارع أو إلى بيوت الجيران. والأم التي تظهر مشاعر الود والترحيب بالأطفال لابد أن تجد نفسها محاصرة بعدد ضخم من هؤلاء الأطفال الذين لا يجدون الحنان في بيتهم ومع أسرهم.وهذه الحالة لها مميزات كثيرة. إنها تفيد في حالة الطفل الوحيد، لأنها تجعله يتعلم كيف يتعامل مع بقية الأطفال ويتعاون معهم ويستمتع بصداقتهم. إن شعبية أي أم عند الأطفال ومقدار جاذبية منزلها لهؤلاء الأطفال تفيد الطفل من حيث إنها تجعله محبوباً من الآخرين وتجعل سيئاته تتراجع أمام حسناته. لكنها في المدى الطويل لا يمكن أن «تضمن» حب بقية الناس لهذا الابن. ومع ذلك فإن هذا الحب الذي يحيطه به الأصدقاء في طفولته يمنحه الالتفات إلى مميزات حب الآخرين له، وبذلك يمكن أن يعمل دائماً للحصول على حب الآخرين والتفوق عليهم أيضاً دون أن يثير كراهيتهم، وهناك أيضاً ميزة أخرى لوجود بعض أطفال الجيران مع الابن، إن ذلك يتيح للأم أن تعرف مع من يلعب طفلها، ويتم ذلك تحت إشرافها. وهناك بعض الأسس البسيطة التي يجب على الأب والأم الإصرار عليها حتى يمكن أن يتلافى كثيرا من المشكلات، وهذه الأسس تختلف بطبيعة الحال من أسرة إلى أخرى، حتى يحافظ الطفل على احترامه لنفسه واحترامه للقواعد التي تضعها الأم في منزلها. إن هذا الاحترام المتبادل سيجعل الطفل يشعر بالثقة في نفسه وبثقة سيدة أخرى غير أمه، وهذا طبعاً شيء يجعل الطفل غاية في الرقة والانضباط معاً. لكن من المؤكد أن هناك استثناء لهذه الحالة، فهناك طفل مزعج للغاية ويتصرف بوقاحة لا حد لها، وهنا لابد من أن تبدي الأم ملاحظاتها لوالديه، ويفضل أن يكون ذلك أمامه وبهدوء، عما يفعله هذا الطفل من تصرفات مشينة أو عما يتفوه به من ألفاظ لا تقرها القواعد العامة للأخلاق. وعلى كل أم أن تعرف أن إعادة ابن الجيران إلى أسرته بعد أن يتصرف تصرفاً غير لائق أمر منطقي وحازم ويجعل الطفل يشعر أنه إنسان غير مرغوب فيه نتيجة لهذا السلوك السيء، وإن كنت أرى أن هذا الأسلوب من معاملة أبناء الجيران الشرسين يجب أن يكون آخر الحلول حتى لا تظهرالأم بمظهر الضعيفة أمام الطفل. لكن إلى أي حد يمكن للأب أو الأم أن يكونا حازمين مع أبناء الجيران ليتصرفوا حسب القواعد المرعية ودون خروج على النظام؟ إن كل واحد منا يتذكر من أيام طفولته صورة ذلك الجار الذي كان يتصف بالشراسة والحرص على إفساد حريتنا في اللعب والانطلاق، كلنا يتذكر كم كنا نكره هذا الجار الذي يبدو وكأنه يعادي الأطفال، ورغم ذلك كان الواحد منا كطفل يستسلم للقوانين التي كان يطالب بها هذا الجار، وإن كان الواحد منا لا يترك أي فرصة تتاح له حتى يغيظ ذلك الجار ويجعله يفقد أعصابه، وكل منا أيضاً يتذكر بعض هؤلاء الكبار من الجيران الذين كانوا يعاملوننا بنوع من الاحترام. فكنا نحترمهم وكانوا يحترمونا ويحيوننا وكنا نفرح لمجرد رؤيتهم. وهكذا نرى أن جوهر المسألة هو الروح التي نعامل بها نحن الكبار هؤلاء الصغار فإذا كنا ودودين ونثق في أنفسنا فإننا نستطيع أن نقنع الطفل بأن يطيع قواعد السلوك القويم. ولكن إذا ظهر أننا نحن الكبار نعاني من الذبذبة وعدم الثقة بالنفس، فلابد أن يعاملنا الطفل بالخروج الكامل عن طاعتنا. إن الطفل يملك «راداراً» حساساً يلتقط به إحساسنا نحوه. فإذا كان الإحساس هو الثقة به فإنه يثق بنا. وإذا كان إحساسنا نحوه هو عدم الرضا عنه وعدم قدرتنا على حسم ضعفنا الشخصي فإنه يتمرد. إن بعض الآباء يعتقدون أن الحزم هو الغضب الدائم من الطفل، وأن التربية هي السخط الدائم على الطفل، لكن ابن الجيران لا يستسلم أبداً لمن يضطهده، وقد يتحمل الطفل ذلك لمدة دقائق أو ساعات، لكنه لابد أن ينفجر فينا ليطلب لنفسه الانتقام. صحيح أن الآباء والأمهات يختلف بعضهم عن بعض في أسلوب معالجة الأمور، ولكن هذا الاختلاف نادراً ما يثير متاعب أو مشاكل مع الجيران، وعندما تتخذ المناقشات شكلاً دائماً وحاداً، فإن الإنسان يشك عادة في أن هناك أسباباً أخرى تدفع إلى هذا النوع من النقاش، وفي ظني أن الأم التي توجه لها الجارات النقد ليست متساهلة وليست قاسية رغم أن جيرانها ينتقدون تصرفاتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©