بدأت كبريات شركات الفنادق الأوروبية في التطلع نحو الشرق مدفوعة بالنمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده أسواق مثل الصين والهند وروسيا، وشرعت شركات مثل ''أكور اس ايه'' و''وايت بريد بي إل سي'' في تطوير آلاف الغرف الفندقية الجديدة حتى تتمكن من مقابلة الطلب المتنامي خاصة من قبل المسافرين المحليين في تلك الانحاء·
ويقود معظم هذا التطوير النمو المتسارع الوتيرة الذي تشهده الطبقة الوسطى، والمداخيل العالية التي أصبحت تتيح للأشخاص امكانية السفر وزيارة المواقع السياحية الجاذبة للمرة الأولى في داخل أوطانهم كما يشير آرثر دي هاست المدير التنفيذي لسلسلة ''لانج لاسيل'' العالمية للفنادق في فرنسا الذي يقول: ''سوق آسيا تشهد نمواً متسارعاً ولكن معظم المدن مازالت تفتقد الى الخدمات فيما يتعلق بالسياحة الفندقية، لذا فإن كبريات الشركات العالمية المشغلة للفنادق تتطلع للتوسع في القارة الآسيوية· وعلى كل فمن الضروري العمل مع شريك محلي بسبب التعقيدات التي يمكن مواجهتها في المسائل المتعلقة بالتراخيص وملكية الأرض''·
وحسبما ورد في صحيفة ''الوول ستريت جورنال'' مؤخراً فإن أعداد الركاب في الرحلات الداخلية في الصين بلغت 1,2 مليار نسمة في العام الماضي وبزيادة بنسبة 15 في المئة عن العام الأسبق وفقاً لاحصائيات شركة يورومونيتر انترناشونال المعنية بتوفير المعلومات التجارية في لندن، وبحلول 2012 تتوقع الشركة أن تتضاعف أعداد الركاب في الرحلات المحلية السنوية الى مستوى ملياري مسافر تقريباً·
أما في الهند فقد بلغ اجمالي أعداد المسافرين في الرحلات المحلية في العام الماضي 446 مليون راكب زيادة بمعدل 14 في المئة عن العام الأسبق، وبحلول 2012 فإن أعداد الركاب يتوقع أن تزداد أكثر من الضعف إلى مستوى 970 مليون مسافر في العام، كما تشير يورومونيتر انترناشونال·
وفي الوقت نفسه فإن المخططات المعروفة تشير إلى أن الصين تسعى لأن يكون لديها 222 ألف غرفة فندقية بنهاية العام الحالي -وحتى وقت قريب كان 78 في المئة منها قيد الانشاء-بحيث تشكل نصف اجمالي المشاريع الفندقية المتوقعة في منطقة آسيا الباسيفيكية وفقاً لاحصائيات شركة لودجينج ايكونوميتريكس لبحوث العقارات في نيوهامشير في المملكة المتحدة·
وبات من المتوقع أن يتم إنجاز حوالي 88 ألف غرفة في الصين في العام المقبل، وبالاضافة الى السفر المحلي المتنامي فإن الصين من المنتظر أن تشهد ازدهاراً سياحياً عالمياً بسبب انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في بكين في العام المقبل علماً بأن بكين وحدها لديها حوالي 18ألف غرفة مقترحة·
وعلى الجانب الآخر فإن الهند لديها حوالي 48 ألف غرفة فندقية تحت الانشاء أو قيد التخطيط فيما تعتبر ثاني أكبر خطة مقترحة في المنطقة وفقاً لاحصائيات الشركة، أما في موسكو فقد بات من المتوقع أن يتم إنجاز حوالي 1000 غرفة فندقية بحلول نهاية هذا العام بحيث يصبح اجمالي عدد الغرف 11 ألف غرفة فندقية حسب احصائيات شركة جونز لانج لاسالي وبحلول العام 2010 أصبح من المتوقع ان يقفز هذا العدد الى حوالي 13 غرفة فندقية، كما تشير الشركة·
وفي الأثناء نفسها عمدت سلسلة ''أكور'' الفندقية الفرنسية التي تتضمن العلامات التجارية ''نوفوتيل'' و''سوفيتيل'' و''ميركيور'' و''ايبيز'' و''ايتاب'' الى انفاق مبلغ 600 مليون يورو (880 مليون دولار) لإنشاء وتشييد الفنادق في الصين بحلول العام ،2010 وتأمل المجموعة في أن تتمكن من فتح وتشغيل 180 فندقاً في جميع أنحاء الدولة بحلول ذلك الموعد كما يقول جاك ستيرن المدير المالي للشركة، والآن فإن مجموعة أكور لديها 54 فندقاً تقدم خدماتها حالياً في الصين ولديها أيضاً 35 فندقاً تحمل علامة ايبيز قيد الإنشاء بالاضافة إلى 40 فندقاً ايبيز ما زالت تجري حولها المفاوضات مع شركاء وملاك أراضٍ محليين كما يقول ستيرن·
وتركز المجموعة اهتمامها على مدن مثل بكين وشنغهاي، وبحلول موعد الألعاب الأولمبية فإن مجموعة أكور تخطط لأن يصبح لديها 7 فنادق جديدة في بكين العاصمة وحدها، وبالاضافة لذلك فقد دخلت أكور في شراكة مع شركة إعمار ام جي اف لاند برايفت المحدودة - وهي شركة مشتركة ما بين شركة ام جي اف الهندية المطورة للعقارات وشركة إعمار للعقارات- من أجل تطوير الفنادق المنخفضة التكلفة في المدن الهندية مثل بنغالور ومومباي·
وسوف تستثمر مجموعة أكور مبلغاً يصل الى 150 مليون يورو في الهند في خلال فترة السنوات الثلاث المقبلة، كما ستعمد الشركة الى توسعة أعمالها ايضاً في روسيا وتركيا، أما شركة إعمار فقد دخلت أيضاً في شراكة مع مجموعة وايت بريد في الهند حيث تمضي هذه المجموعة الفندقية البريطانية في تحديد المواقع الخاصة ببناء الفنادق المنخفضة التكلفة على أمل تطوير حوالي 15 ألف غرفة فندقية في الهند خلال فترة السنوات الست المقبلة·
عدد اليوم
