السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلم يغدو ورطة إذ يتحقق

الحلم يغدو ورطة إذ يتحقق
12 ديسمبر 2007 23:18
تستعد أسرة مسرحية ''زكي في الوزارة'' لافتتاح الموسم الشتوي للمسرح القومي المصري قبل نهاية العام· و''زكي'' هو حسين فهمي استاذ الجامعة الذى يتخيل أنه أصبح وزيراً ثم يتحول الخيال لواقع، وهي تستبطن أسئلة حول بعض المشاكل القائمة، هل هي في الحكومة أم في المواطن أم في منظومة المجتمع؟ أسئلة طرحها الكاتب لينين الرملي في مسرحيته الجديدة التي يخرجها عصام السيد ويشارك في بطولتها عمر الحريري وهالة فاخر ولقاء سويدان· ثمة وعد لجمهور المسرح بعرض ممتع ''لزكي في الوزارة'' يخاطب العقل ويرسم البسمة ويتصدى لسلبيات المجتمع· يقول حسين فهمي: ''وقعت في غرام المسرح القومي والثنائي المؤلف لينين الرملي والمخرج عصام السيد فهناك تفاهم كبير بيننا، وافتقد صديقي عزت العلايلي الذى جمعني به عرض ''أهلا يابكوات'' وكنا قد فكرنا في عمل يجمعنا من جديد لكننا لم نعثر على عمل يناسبنا معاً· وأتمنى أن يحدث هذا في أقرب وقت وإلى أن نجد هذا العمل عثرت على نص مسرحي متميز هو ''زكي في الوزارة'' كتبه لينين الرملي كنص سياسي في إطار كوميدي· لا مقارنة وعن شخصية الوزير يقول حسين فهمي: ''سبق أن قدمت شخصية الوزير في مسلسل ''مواطن بدرجة وزير''، لكن في المسرحية نقدم مجلس الوزراء كله لنعرض طبيعة المجتمع وعلاقة الحاكم بالمحكوم·'' ويصف وقوفه على المسرح القومي المصري بالقول: ''عملت مع القطاع الخاص لكني مع القومي أشعر بأنني أؤدي رسالة تجاه ثقافة بلدي، وأقدم عملاً لا يبحث عن الربح فقط، كما أنني أقف على خشبة مسرح سبقتني إليها أسماء عظيمة · وعن العرض الجديد يقول حسين فهمي: دور ''زكي'' صعب فهو يعتمد على خلط الخيال بالواقع· إذ أنه يتخيل أنه أصبح وزيراً ويصير وزيراً بالفعل لاحقاً· وتقديم الحالتين على المسرح صعب، على عكس السينما أو الفيديو، فهما أكثر سهولة وهناك لحظات يكلم فيها ''زكي'' نفسه، وظهور ذلك على المسرح أكثر صعوبة فإظهار الشعور الداخلي مرهق على خشبة المسرح''· وعن حالة الالتزام المسرحي التي يعيشها يقول: ''أفضل أن أتواجد قبل العرض وأتجول على خشبة المسرح وأشعر بها وأبدي ملاحظات على جزء يحتاج للتنظيف مثلاً· وقد أصحح وضع سجادة في ممر صالة العرض لأحافظ على تركيزي على الخشبة، وأفعل ذلك كما أفعله في بيتي عندما أستعد لاستقبال ضيف فجمهور المسرح ضيوفي وأحرص على استقبالهم في أحسن صورة''· وعن تجربته مع الفنانة هالة فاخر قال: ''كانت رائعة في التليفزيون وقدمنا معاً مسرحية ''امبراطور عماد الدين''، وتمسكت بها في دور ''فوزية'' زوجة ''زكي'' وهي صاحبة حضور رائع على المسرح ولماحة وذكية وتفهم الجمهور جيداً وتعد اضافة لأي عمل مسرحي''· وحول الكوميديا في عرضه الجديد قال حسين فهمي: ''لست كوميدياناً فالضحك في المسرحية ينبع من الموقف وهذه هي الكوميديا، وكل ما قدمته على المسرح كنت جاداً جداً فيه وكان هذا سبباً في إضحاك الناس، وهذا لون من الكوميديا أعشقه''· رئيس الوزراء الفنان عمر الحريري يقوم بدور رئيس الوزراء ويقول: ''هناك من تصور أن حجم الدور الصغير نسبياً سوف يجعلني أعتذر، وقد تعلمت من الأساتذة الكبار أن الدور ليس بحجمه ولكن بما يحمله من قيمة والمسرح القومي هو بيتي الذي تربيت فيه، لذلك أستقبل الناس في بيتي· كما أنني سعيد بالروح التي تجمع أبطال العرض، وهو ما يجعلني بحكم الخبرة أستشعر النجاح فالبداية دائما تأتي بالتفاهم والانسجام· كما أنني معجب بلينين الرملي ككاتب مسرحي بارز والكوميديا التي يقدمها في العرض لا تمس أي مسؤول، فالعرض نقد اجتماعي لايجرح أحداً والمسرح القومي المصري لايمكن أن يسمح بذلك''· ويقول الكاتب لينين الرملي: ''البعض تصور أننا نوجه نقداً للنظام الحالي في مصر وأنا أرفض أن نقدم عملاً مرتبطاً بالأحداث الجارية، وهذا ما جعل ''أهلا يا بكوات'' تستمر وتصلح للعرض بعد 16 عاماً، وهو ما أتمناه للعرض الجديد ونحن نوجه نقداً للمجتمع الذي يتكون من مواطنين وحكومة ونسخر ونضحك على عيوبنا التي أفرزت سلبيات كثيرة، وفي نفس الوقت لا ندعو لليأس فالإصلاح ممكن إذا توافرت الرغبة''· وعن تراجع الكتابة المسرحية مما جعل النصوص العالمية تأخذ مساحة كبيرة على حساب العربية يقول الرملي: ''المهم أن يكون النص ماساً بالانسان، وهذا هو سر نجاح أي عمل، ولا أريد أن اتحدث عن غيري، فبالنسبة لي أعتبر نفسي رجل مسرح ولست كاتباً مسرحياً، وما أكتبه أراعي فيه أن يكون صالحاً للعرض على المسرح على عكس كاتب كبير مثل توفيق الحكيم الذي كتب مسرحاً ولم يهتم بعرضه إلا قليلا· ولا أتصور أن أكتب نصاً من دون أن أراه لحماً ودماً حتى لو تأخر هذا· ويسعدنى التفاهم الذي يجمعني بالمخرج عصام السيد والذى بدأت علاقتي به بعد أن شاهدت له عرض ''عجبي'' وبعد أن تعاونا في ''أهلا يا بكوات'' و''وداعا يابكوات'' · ويقول المخرج عصام السيد: ''نجحت في جمع عناصر منسجمة قادرة على أن توصل فكرنا، وكنت قد مررت بتجارب تعثر عروض مسرحية لصعوبة وجود أبطال مناسبين لشخصيات النص، وأتصور أنني خرجت بأفضل عناصر تتمتع بالنجومية والإمكانات العالية في نفس الوقت· وبالمنطق التجارى لديَّ أفيش جاذب، وبالمنطق الفني معي أبطال مميزون ولدي ثقة بقدراتهم وجمعنا بين كل الأجيال من عمر الحريري وحسين فهمي وهالة فاخر بجانب سامي مغاوري وشعبان حسين ولقاء سويدان''· وتقول هالة فاخر زوجة ''زكي'' في المسرحية: ''أنا سعيدة بتكرار تجربتي مع حسين فهمي بعد ''امبراطور عماد الدين'' وهو من الفنانين القليلين الذين يحبون عملهم جداً ويحرص على أن يخرج العمل في أحسن صورة ولا يستطيع من عمل معه أن ينساه· فهو من النوع الذى يحب أن يحتفظ بأصدقائه ولأنني أثق في إمكانات المخرج عصام السيد وافقت قبل أن أقرأ النص''· وتضيف: ''بعد كم من عروض القطاع الخاص أقدم عملاً متميزاً على مسرح الدولة، وهذه أول مرة لي على المسرح القومي المصري الذي تربى عليه والدي الراحل فاخر فاخر وهو مكان يشرف أي فنان بأن يعمل به، ومع نصوص لينين الرملي لايمكن أن يضيف ممثل ''افيه'' أو'' قفشة''، كما أن المخرج عصام السيد يضيف من الحركة ما يضحك وهذا يساعد الممثل· وقد غبت عن المسرح منذ انتهاء عرض ''ربنا يخلي جمعة'' لأنني لم أجد عرضاً مناسباً، واعتذرت عن عروض من القطاع الخاص، إلى أن جاءني دور'' فوزية'' في مسرحية ''زكي في الوزارة''· وعن انهيار مسرح القطاع الخاص تقول: ''المسرح القومي أكثر نظاماً، فالعرض مستمر مادام الجمهور يأتي اليه ليشاهد عملاً يحمل فكراً وبهجة، ويضم نجوماً يحبهم بتذكرة دخول في متناوله· وهذه ليست مشكلة القطاع الخاص الوحيدة فهناك موقف يتكرر حيث نقرأ الفصل الأول فقط ونوافق على العمل على أساس أن مستوى العمل سيكون مثل الفصل الأول، لكن نفاجأ بعد ذلك· وفي القطاع الخاص يقدم العرض في العاشرة مساء وينتهي في الثالثة فجراً، وهذا يفسد على الممثل يومه بالكامل خاصة اذا كان مرتبطاً بأعمال أخرى، بينما يبدأ العرض في المسرح القومي في التاسعة مساء وينتهي عند منتصف الليل''· وتقول لقاء سويدان أو ''منى'' ابنة الدكتور ''زكي'': ''هذه تجربتي الثانية مع الفنان الكبير حسين فهمي والثنائي لينين الرملي وعصام السيد حيث كانوا سبباً في أن أشارك في ''أهلا يا بكوات'' وهو العرض الذى يظل علامة مهمة في تاريخي وتجربة جميلة''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©