توفيق عبدالحميد: أبطال «ملك الشحاتين» نجوم بدرجة مقاتلين

يبدأ المسرح الحديث بالقاهرة بروفات العرض المسرحي الغنائي الاستعراضي الجديد «ملك الشحاتين» تأليف نجيب سرور والحان صلاح الشرنوبي واخراج محمد الخولي وبطولة لقاء سويدان وسامي العدل ونجوى فؤاد ومحمود الجندي وريكو. وفي أول ظهور اعلامي بعد تعافيه من الوعكة الصحية أعلن توفيق عبدالحميد رئيس البيت الفني المصري للمسرح انه لا معنى للمسرح بلا جمهور ولذلك قرر انشاء إدارة خاصة للتسويق تتولى مهمة الترويج للعروض المسرحية التابعة للبيت الفني لأن عودة الحياة للمسرح لا تتم إلا بالتواصل والتفاعل مع الجمهور. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة بدء بروفات «ملك الشحاتين» بحضور ابطال العرض ان ابطال «ملك الشحاتين» نجوم بدرجة مقاتلين لان التوقيت الذي يبدأ فيه العرض الجماهيري هو موسم الفيديو حيث ينشغل اغلب الفنانين بتصوير اعمال رمضان وما تدره من عائد مادي كبير اذا قورن بالمسرح ولولا حبهم واخلاصهم للمسرح ما اقبلوا على هذه التضحية والالتزام الذي يفرضه نظام المسرح حيث لايمكن الاعتذار بسبب مرض او ظرف عائلي او حتى ظروف مناخية ولذلك يجب ان يحصلوا على العائد الحقيقي من المسرح وهو التفاعل مع الجمهور. واكدت لقاء سويدان بطلة المسرحية انها سعيدة بترشيحها للمشاركة في «ملك الشحاتين» الذي كتبه احد كبار كتاب المسرح ومبدعيه نجيب سرور وهو نص غنائي استعراضي ثري بالحركة والمعاني والاسقاطات السياسية والاجتماعية وتمت معالجته بروح عصرية ليتلاءم مع الاحداث الجارية. وقالت انها احبت شخصية «الماظ» التي تجسدها في العرض مشيرة إلى انها احترفت الغناء مؤخرا ولكنها سبق ان شاركت بالغناء في معظم العروض التي قدمتها على مسرح الدولة وسوف يتضمن عرض «ملك الشحاتين» عشر تابلوهات غنائية وستشارك بتقديم خمس اغان وكلمات الاغاني والاشعار كتبها الراحل نجيب سرور. وأكدت لقاء انها رغم اغراء الفيديو فإنها تشعر بالتزام تجاه المسرح لانها تعتبره رسالة تقربها من الناس خاصة اذا كان النص المسرحي على مستوى فني راق وهو ما تحقق في «ملك الشحاتين» الذي يحمل قدرا كبيرا من المتعة للفنان والجمهور معا. وانتقد الفنان محمود الجندي بعض الاقلام الصحفية خاصة غير المؤهلين للنقد الفني الذين اعتادوا الهجوم على الفنانين والاعمال المسرحية حتى قبل ان يشاهدوها. وقال انه موظف في هيئة المسرح منذ 43 عاما ولكنه لا يشارك في أي عمل مسرحي الا اذا شعر بأن له قيمة مؤكدا ان المتعة الشخصية للفنان هي ان يتلقى الجمهور عمله ويقدره. وأشار إلى قيمة اعادة النصوص المسرحية القديمة التي تبقي المسرح في وجدان الجمهور مثل «حلاق بغداد» و»علي جناح التبريزي» و»ملك الشحاتين». وقال ان المسرح المصري بدأ من خلال المسرح الغنائي او الاوبريتات وكان الفضل للرواد امثال سلامة حجازي وسيد درويش حتى اصبح لدينا تراث مسرحي نفتخر به ونريد ان تتعرف عليه الاجيال الجديدة. وعقب الجندي على احد اسئلة الصحفيين بأن العرض يفتقد نجوم الشباك قائلا: هذا السؤال يحمل اهانة لكل ابطال العرض موضحا ان المسرح له نجومه ومحبوه من الجمهور وان المسرح المصري مر بعدة مراحل منذ نشأته فقد سادت مرحلة عرفت بمسرح المؤلف وهي التي اعتمد فيها المسرح على أعمال كبار الكتاب امثال سعد وهبة ولطفي الخولي ونعمان عاشور ثم مرحلة مسرح المخرج وشهدت اعمالا لمخرجين نجوم مثل كرم مطاوع وسعد اردش وجلال الشرقاوي وسمير العصفوري واخيرا كانت مرحلة مسرح النجم وللأسف فقد بعدها المسرح جمهوره لان النجوم فضلوا السينما والفيديو وبقي للمسرح ممثلون عظام يعشقونه ويتحملون مشقته ويضحون من أجل رسالته. وقال الفنان سامي العدل انه كان ينوي الاعتذار عن عدم المشاركة في بطولة العرض لما يعرفه من مشقة المسرح وكذلك لارتباطه بالعديد من الاعمال الدرامية الخاصة بشهر رمضان المقبل وعندما تلقى الترشيح من المخرج محمد الخولي وعرف باسم المؤلف طلب قراءته وامام روعة العمل وما يتضمنه من عناصر التشويق والاثارة قرر العودة للمسرح متمنيا ان يحقق العرض جذب الجمهور. واشار إلى انه سبق أن قدم بطولة عرض مسرحي قبل سنوات من اخراج محمد الخولي بعنوان «ما اجملنا» وحقق صدى جماهيريا كبيرا وان حالة الحماس التي تجمع ابطال «ملك الشحاتين» ومشاعر التفاهم في الكواليس تبشر بعرض مشرف. وقالت نجوى فؤاد إنها سبق أن شاركت في عروض مسرحية مميزة على مسرح الدولة كان اخرها قبل 8 سنوات من خلال نص بعنوان «علي الزيبق» ليسري الجندي. واشارت إلى انها تمنت تقديم عمل غنائي استعراضي على المسرح وهو ما تحقق لها اخيرا من خلال «ملك الشحاتين» خاصة ان الالحان وضعها الموسيقار صلاح الشرنوبي وسوف تشارك بالرقص والغناء من خلال شخصية «أم الماظ». واعترف المخرج محمد الخولي بأنه اجرى بعض التعديلات على النص الذي كتبه الراحل نجيب سرور وحرص على الابقاء على الاشعار والاغاني التي تحمل دلالات ومعاني رائعة مازالت صالحة رغم مرور 40 عاما على كتابة النص. مؤكدا ان مسرحية «ملك الشحاتين» مازالت تمتلك عناصر الجذب الجماهيري والمتعة الفنية لكل المشاركين فيها.