الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جون بولتون·· ينشر الغسيل الوسخ

جون بولتون·· ينشر الغسيل الوسخ
12 ديسمبر 2007 23:25
تنتظر الأوساط السياسية في واشنطن ما سيقوله جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة في كتابه ''الاستسلام ليس خياراً''، والذي من المتوقع أن يصدر في فبراير 2008 عن دار نشر ''سايمون وشوستر''· ويعكس عنوان الكتاب حالة الهجوم الشرسة التي يشنها بولتون على الإدارة الأميركية، بيما يشبه عملية نشر الغسيل الوسخ أمام أنظار العالم، وذلك عقب إجباره على الاستقالة من منصبه في ديسمبر الماضي· فالرجل الذي كان يعد من أشد الموالين للرئيس الأميركي والمدافعين عن نهجه وسياساته تحول بين عشية وضحاها إلى أحد أشرس وأقسى منتقديه· فمذ غادر منصبه ركز كل جهوده على التنديد بمواقف إدارة بوش واتهامها بالإخفاق والفشل· ولم يدخر جهداً في التعبير عن ذلك سواء بالمقالات الصحفية أو المقابلات التليفزيونية أو بنشر كتابه الجديد· حملة إعلانية وفي إطار الدعاية للكتاب ظهر جون بولتون في عدد من اللقاءات الصحفية والتليفزيونية الأميركية، تناول فيها بعض ما سيرد في الكتاب الذي سيتضمن 456 صفحة حول مهامه في الإدارة الأميركية، وخلافاته مع معارضيه في الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية، وعن الطريقة التي تم بها حصار المحافظين الجدد في الكونجرس والخارجية ووسائل الإعلام والبيت الأبيض· وتطرق في حواراته إلى قائمة طويلة من الاتهامات طالت رئيس الولايات المتحدة الأميركية وأبرز المحيطين به· ومن جملة الاتهامات التي قذف بها جون بولتون يميناً ويساراً تُهمٌ طالت وزارة الخارجية الأميركية التي وصفها بأنها وزارة بيروقراطية محطمة ومتخمة وبحاجة ماسة إلى ثورة ثقافية، وبأن وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس غير مستعدة للإصلاح· كما عبر عن انتقاده الشديد للرئيس بوش لتخليه عن مبدأ التدخل الاقتحامي في الشؤون الدولية، ولاستبدال سياساته المتشددة بمواقف أكثر مرونة تجاه العديد من القضايا الدولية، منها الملفات النووية لكوريا الشمالية وإيران والسلام في الشرق الأوسط· وحذر الإدارة الأميركية من استخدام سياسة الحوار مع إيران وكوريا الشمالية، مؤكداً أنهما لن تتخليا عن نشاطاتهما النووية طواعية، وقال إن هناك خيارين فقط للتعامل مع الملف النووي الإيراني هما إما شن حرب على إيران أو القبول بإيران النووية!· وحول غياب الاستقرار الراهن في باكستان اتهم بولتون إدارة الرئيس بوش بالمساهمة في خلق هذه الفوضى بامتناعها عن تقديم دعم كامل للرئيس برويز مشرف، ووصف دعوة بوش للرئيس الباكستاني لإجراء انتخابات بالساذجة، مؤكداً أن إجراء انتخابات في باكستان يمكن أن يؤدي إلى قيام دولة إسلامية تسيطر على ترسانة إسلام آباد النووية، مثلما حدث مع انتخابات الأراضي المحتلة الفلسطينية التي جاءت بحماس إلى السلطة، وقال: إن المصلحة الاستراتيجية الأميركية العليا توجب التأكد من بقاء الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط تحت قيادة ومراقبة آمنة· تاريخ حافل ويميل كثير من المحللين السياسيين إلى أن هدف بولتون من وراء هجمته الإعلامية الحالية هو محاولة تنظيف ملفه والإيحاء بأن كل ما اتخذه من مواقف -وصفت أحياناً بالكارثية- لم تكن إلا من أجل الدفاع عن مصالح أميركا، إذ يعد جون بولتون اسماً مثيراً للجدل في أروقة السياسة داخل أميركا وخارجها، فلقد لعب دوراً بارزاً في إشعال الأزمات الدولية واندلاع الحروب وآخرها حرب العراق· كما كانت له مواقف متطرفة أثناء التفاوض حول الرقابة على الأسلحة النووية مع الروس، وكان وراء رفض بلاده التوقيع على معاهدة عدم الاعتداء على كوريا الشمالية، وهو الذي عمل على إضافة سوريا وليبيا وكوبا وإيران إلى قائمة دول محور الشر التي يجب على الولايات المتحدة محاربتها بعد العراق· وتشير أصابع الاتهام إلى أنه كان وراء تسميم علاقات أميركا بالصين وكوريا الشمالية وإيران· وفي الوقت الذي عرف عنه احتقاره للشرعية الدولية كان يظهر التزامه بالمصالح الإسرائيلية على حساب مصالح بلاده· ويبدي استعداده الدائم لاستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن في أي وقت إذا ما حاول أحد المساس بالكيان الصهيوني، إضافة إلى أنه المندوب الأميركي الوحيد في تاريخ المنظمة الدولية الذي سخر من وجودها بمقولته الشهيرة: ''إن إزالة عدة طوابق من مبناها لن يؤثر فيه شيئاً، وأنه لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة''، كما أبدى معارضة لوجود بلاده داخل المنظمات متعددة الأطراف· وكان قد واجه خلال فترة عمله بالأمم المتحدة حملة انتقادات واسعة من جانب عدد كبير من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين، حيث اتهم بالعمل ضد مصالح أميركا وبممارسة ضغوط غير مقبولة على صغار الموظفين ومحاولة تشويه معلومات استخباراتية وتطويعها لوجهات نظره· وتطارد بولتون -الذي يعمل حالياً في ''المعهد الفكري الأميركي''- اتهامات عديدة بالعدوانية والغرور وفظاظة الخلق، مما أورثه العديد من الألقاب السلبية التي اتفق عليها أصدقاؤه وأعداؤه على حد سواء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©