الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقل الحكايات من الشفاهية إلى الكتابية

نقل الحكايات من الشفاهية إلى الكتابية
12 ديسمبر 2007 23:26
يشتغل الشاعر والباحث الإماراتي أحمد راشد ثاني في منطقة جديدة من البحث في التراث، هي منطقة الحكاية الشفاهية، ومحاولة نقلها من حال السرد الشفاهي إلى الحالة الكتابية، وذلك في سعي لإعادة الاعتبار إلى هذا النوع من السرد الذي ظل متداولاً شفاهياً· وهو أصدر مؤخراً ''إلا جمل حمدان في الظل بارِكْ''، كتابه الثالث في سلسلة ''من السرد الشفاهي'' التي بدأها بكتاب ''حصاة الصبر''، ثم ''دردميس'' وقد صـــدرت السلسلة ضمن منشورات المجمع الثقافي - أبو ظبي، وصدر الأخير في أواخر العام ·2005 الكتاب يضم 24 حكاية توزعت على ثلاثة فصول و24 باباً، مع ملحق يضم حكايات من الربع الخالي، وفهرساً للألفاظ العامية· وهو يسعى إلى تأكيد الدور الأساسي للسرد في المرحلة الشفاهية من حياة المجتمعات، كما يتوقف عند كون الحكاية - قبل الرواية والقصة - تحمل خبرات الإنسان وأحلامه، وهي تعبر عن مخاوفه الشعورية واللا شعورية، إضافة إلى أنها تتصل بالعمق الحكائي للكائن البشري· الانحياز للثقافة الشفاهية بالرغم من دعوة المؤلف إلى استخدام الأدوات الحديثة في جمع الحكاية، فهو يوافق والترج· أونج في كتابه ''الشفاهية والكتابية'' (ترجمة: د· حسن البنا عز الدين، عالم المعرفة) بأن الثقافات الشفاهية ''تنتج في الواقع أداءات لسانية ملأى بالقوة والجمال وذات قيمة إنسانية عالية، أداءات لا تعود ممكنة في اللحظة التي تستحوذ فيها الكتابة على النفس الإنسانية· ومع ذلك، فمن دون الكتابة لا يستطيع الوعي الإنساني أن ينجز إمكاناته الأكمل، بل لا يستطيع أن ينتج إبداعات أخرى مفعمة بالجمال والقوة''· هي مسألة شائكة إذن بين جمع الموروث الشفاهي كتابة وبين ما يخسره هذا الموروث بالكتابة· فالانتقال من عالم الشفاهية إلى عالم الكتابية المثير يعني - كما يرى أونج - أن يطرح الشفاهيون وراءهم ''الكثير مما هو مثير وأثير في عالمهم الشفاهي السابق، وهم مضطرون للموت من أجل الحياة''· قص الأثر اللغوي يحسب لهذا العمل الرصين حداثته في تناول الحكايات ومعالجتها، وجهده اللغوي - القاموسي لمقاربة المفردات ذات الصيغة العامية من أصولها الفصيحة، وذلك باللجوء إلى القواميس العربية المعروفة، لشرح معاني الكلمات· فهو يعود في إحدى الحكايات إلى قاموس الأزهري في تهذيب اللغة لتوضيح الأصل الفصيح لكلمة ''هوش'' فيقول إنها تعني العراك من اختلاط الأمور، كما تعني كثرة الناس والدواب· ويعود إلى لسان العرب ليكشف أن مفردة ''نشع'' المستخدمة في اللهجة الإماراتية هي نفسها كلمة نزع الفصيحة''، أو في إعادة كلمة ''حذال'' إلى ''حذا'' أي في إزاء، استناداً إلى جمهرة اللغة· كما يفسر عبارة ترد في إحدى الحكايات وتبدو وكأنها عامية، وهي عبارة ''أنا معقصتها'' التي تقولها عجوز عن فتاة مطلوبة للزواج، ببيت شهير لامرئ القيس هو قوله: غدائره مستشزرات إلى العلا تضل العقاص في مثنى ومرسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©