الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكاية شعبية الهبّـان

12 ديسمبر 2007 23:28
صلوا على محمد اللهم صل وسلم عليه كان يا مكان في قديم الزمان امرأة طيبة، متزوجة منذ زمن طويل، ولكن الله لم يرزقها بأطفال وهي صابرة محتسبة إلى الله، وفي يوم من الأيام ضعفت ورفعت يديها إلى السماء ودعت الله أن يرزقها حتى ولو بشبه ولد، أو أن يرزقها بهبّان و''الهبّان'' هي القربة التي تصنع من جلد الأغنام وتستخدم في عزف الألحان الجميلة في الأفراح والمناسبات في الإمارات· استجاب الله لدعوة المرأة الطيبة ورزقها بهبّان، ولكنها لم تفرح به، بل حزنت فهو ليس بولد أو حتى شبه ولد، وما هو إلا آلة موسيقية، ظلت تلازم الهبان طيلة فصل الشتاء، وبعد أن انقضى فصل الشتاء وأعد الناس عدتهم للرحيل في رحلة ''المقيظ'' بالابتعاد عن المدينة والذهاب للواحات رافقتهم أم الهبان ولكنها لم تأخذ ابنها الهبان معها· بقي الهبّان وحيدا في زاوية من زوايا ذلك البيت الشتوي العتيق، وقد وضعت له أمه شيئا من الطعام وجرة من الماء العذب، ولكنه لم يكن وحده في المدينة فقد كان معه بعض كبار السن وبعض العائلات الفقيرة التي لا تملك احتياجات السفر في المدينة أيضا لعدم قدرتهم على الرحيل· بعد أن عاد المسافرون من رحلتهم ومنهم أم الهبّان، أخبرهم أولئك الناس الذين بقوا في المدينة، أنه بعد رحيلهم كانوا يشاهدون شابا وسيما قويا يأتي كل يوم من مكان غير معروف للصلاة في مسجد المدينة الكبير، وأخذت تطوف أرجاء المدينة حكايات كثيرة حول ذلك الشاب الجميل· في يوم من الأيام وبينما أم الهبّان كانت تنظف ذلك الركن الذي وضع فيه الهبّان سمعت صوتا يقول: ''الهبّان يبغي يعرّس··· الهبّان يبغي يعرّس'' أي الهبان يريد أن يتزوج، فالتفتت إليه وقالت: هل أنت من يتكلم؟ قال: نعم· قالت: إذا سأزوجك يا بني إن كانت هذه رغبتك· أخذت الأم تطرق أبواب الناس الباب تلو الآخر تخطب لابنها الهبّان، ولكن الجميع يردون بالرفض، إلى أن دقت باب أحد صيادي الأسماك الفقراء، وكانت له أربع بنات جميلات، فخطبت ابنته الكبرى، فوافق، ولكن بشرط واحد، هو موافقة ابنته، وذهب لاستشارة ابنته، ولكنها رفضت أن تتزوج الهبّان، فتوجه للصغرى، ثم الأصغر، فلم توافق، إلا الأخيرة وهي أصغرهن فقد وافقت وفرحت بالأمر· تزوج الهبّان ابنة الصياد الصغيرة وزفت إليه في بيت جديد وعاشت معه عيشة هانئة هادئة· وفي يوم من الأيام استيقظت الفتاة مبكرا، فإذا بها ترى زوجها الهبّان، قد خلع رداءه المصنوع من الجلد وظهر في صورة جميلة لم تر له شبيها من قبل، فاختبأت حتى خرج لصلاة الفجر، وبعد خروجه أخذت القربة الجلدية وأحرقتها· وعند عودته أظهرت له نفسها قبل أن يهم بالبحث عن القربة، ففرح بها وبصنيعها، وبقي على حالته الآدمية وأخبرت الزوجة أهلها وباقي أهل المدينة وعرفوا أن ذلك الشاب الوسيم الذي كان يصلي معهم الفجر في فصل الصيف هو الهبان، وعاشا عيشة هانئة وسعيدة· والى الملتقى،،،
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©