المعارضة اللبنانية تطالب بنزع سلاح «حزب الله»

جودت صبرا (بيروت) - طالب زعماء “قوى 14 مارس” المعارضة في لبنان، خلال احتفال بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري أقيم في قاعة مغلقة في بيروت مساء أمس، بنزع سلاح حزب الله اللبناني المهيمن على الحكومة اللبنانية، وتمنوا انتصار الثورة الشعبية في سوريا. وقال رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري في كلمة عبر شاشة عملاقة بواسطة الأقمار الاصطناعية من باريس “إن العدالة ستنتصر والربيع سيزهر ولبنان سيبقى عربياً حراً سيداً مستقلاً رائداً في رسالته بين الأمم”. وأضاف “أخاطب روح والدي وأقول له إن مسيرته لن تتوقف وإن خط الدفاع عن الحرية والاستقلال سيبقى راسخاً فينا مهما تصاعدت المخاطر”. وتابع “إن إصرار حزب الله على رفض تسليم المتهمين أمر من شأنه تعميم الاتهام في جريمة اغتيال الحريري وهو لا يجوز لقيادة حزب الله الوقوع فيه كي لا تحول المحاكمة إلى مضبطة اتهام سياسية وأخلاقية من الدرجة الأولى. وقال الحريري “إن الواقع الراهن لانتشار السلاح نسخة متجددة عن كل تلك التجارب. إسرائيل عدونا جميعاً وخطر علينا جميعاً نواجهه جميعاً لننتصر جميعاً في كنف الدولة اللبنانية الواحدة. أما أن يكون السلاح بذريعة مواجهة إسرائيل للقضاء على دولتنا، فهذه خدمة لإسرائيل ولا لأحد غيرها”. وأعلن الحريري أن “انتصار الشعب السوري في معركة الديمقراطية يرسم خطاً مستقيماً ومتوازناً لعلاقات ثنائية بين لبنان وسوريا ويرتقي بالعلاقات إلى مستوى العلاقات المميزة الحقيقية بين بلدين جارين يتعاونان ليس بفعل استقواء القوى على الضعيف أو الكبير على الصغير”. وأضاف “عكس المجلس الوطني السوري هذه المقاربة للعلاقات وايدينا ممدودة للتعاون معه، اليوم لان الثورة السورية ستنتصر لا محالة فيما تجري محاولة إخافة اللبنانيين من تداعياتها”. وقال رئيس “حزب الكتائب” أمين الجميل في كلمته “إن ثورة الأرز غيرت وجه لبنان، فاشتهته شعوب المنطقة وقررت السير على خطاها. فالتهب الشرق العربي بشعلة الحرية، ومع هذه الثورات المتنقلة من مجتمع عربي إلى آخر بدأنا نعرف لماذا حاولوا عبثاً إجهاض ثورة الأرز ولماذا اغتالوا قادتها”. وأضاف: كنا نحتفل في السنوات الماضية بذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري، أما هذه السنة فتحتفل بعودته، فهو عاد مع انتشار الثورات العربية ومع تجديد مفهوم لبنان أولاً، وهو عاد مع القرار الاتهامي، وغداً سيطل الحكم النهائي ويتم إحقاق الحق. وحمل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في كلمته بعنف على “جبهة المقاومة والممانعة” وقال”تباً لهكذا مقاومة، وتباً لهكذا ممانعة. إنها مقاومة في مواجهة الشعوب ومطالبها المحقة وفي مواجهة التغيير وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة، وإنها مقاومة في مواجهة قيام دولة فعلية في لبنان”. وتابع “هي الاحتلال بحد ذاته لإرادتنا وأمانينا وتطلّعاتنا وأحلامنا”. ودعا جعجع العالم بأجمعه، خصوصاً دول المنطقة، إلى بذل كلّ الجهود وفعل كلّ ما يلزم لوقف القصف والقتل وإراقة الدماء في سوريا، وترك شعبها يقرر مصيره بنفسه، بكلّ حريّة وكرامة، وقال “إنّ الدماء التي تسيل اليوم في سوريا تحاكي دماء رفيق الحريري، وسائر شهداء ثورة الأرز، سعياً وراء الحرية والديمقراطية والكرامة، وكسراً لنير العبودية والتسلط والدكتاتورية”. ثم تلا منسق عام “قوى 14 مارس” فارس سعيد رسالة من “المجلس الوطني السوري” في ذكرى استشهاد الحريري، قال فيها “إن سوريا منكوبة، لكن ثورتها وشعبها صامدان وسوف ننتصر ولن تعود إلى الوراء ولن ينجح الروس والصينيون في إعادة الزمن بينما العالم باتت تسيّره قيم العدالة وحقوق الإنسان”. وأضاف “نؤكد أن ثورتنا ليست بحاجة إلى استخدام أرضكم اللبنانية ضد النظام القاتل وهي لا تستخدم ذلك والسوريون الذين هم في لبنان نازحون هاربون من نظام الأسد”. من جانبه كتب رئيس كتلة «المستقبل» البرلمانية فؤاد السنيورة رسالة مطولة إلى رفيق الحريري متمنياً مشاركته النظر فيما يحصل في العالم العربي من أحداث وتطورات مهمة. وقال للحريري “لقد فعلها شباب العرب، يا أخي، واشعلوها ثورة أملنا فيها أيام الصبا شباب سوريا يهتفون للحرية منذ سنة والنظام لا يعرف إلا الحل الأمني والشعب السوري بات على قناعة مطلقة بأن السلطة لا تمثله ولا تعكس رغباته لم تعد صناديق الاقتراع هي التي تشكل الأكثرية أو الأقلية بل بات السلاح هو من يتلاعب بالمعادلات السياسية”. وأضاف “لن نفرط ببلدنا ولا بأبناء وطننا، الذين قد نختلف مع بعضهم، مهما باعدت بيننا وبينهم وجهات النظر وسنبقى نبحث عن المشتركات لنصنع منها جسوراً للعبور إلى التفاهم الوطني”. إلى ذلك، قال أمين عام “تيار المستقبل” أحمد الحريري من، خلال استقباله الوفود الزائرة لضريح خاله رفيق الحريري في بيروت “سنبقى متضامنين مع الثورة السورية لأنهم يعتبرون أن رفيق الحريري هو شهيدهم الأول”. ورحب عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” مصطفى علوش بمشاركة “المجلس الوطني السوري” المعرض في إحياء ذكرى الحريري. وقال في مداخلة تلفزيونية “إننا في نضال مشترك ليس مع الشعب السوري فقط، بل مع الشعب الفلسطيني وندعم الثورة السورية لأسباب تتعلق بمنطق الحرية، والنضال مستمر”. واتهم حكومة رئيس الوزراء اللبناني بأنها تمثل القيادة السورية في لبنان.