الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق مبارك

سوق مبارك
5 مايو 2009 00:05
على الرغم من تقاعده رسمياً من عمله الوظيفي، لم يعترف بالتقاعد المعنوي والحركي، واستمر يواصل حتى يومنا هذا رغم تجاوزه الستين من العمر، إنشاء الأسواق الشعبية، واضعاً حصيلة خبراته ورؤيته في مجال التراث الشعبي، في خدمة البلاد وتحت تصرف المسؤولين خلال الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية والرسمية. استهوى تراث الدولة بكل أنواعه الأستاذ مبارك سعيد البريكي- الاستشاري التراثي، ومضى منذ مطلع الثمانينات بالاشتغال رسميا في التراث عبر انضمامه إلى جمعية تعنى بالموروث الشعبي، وانطلق عبرها لإقامة أسواق وقرى تراثية، بحيث يتجاوز عدد الأسواق الشعبية التي أقامها البريكي في غضون 15 سنة، المئة سوق شعبي في أنحاء الدولة، خاصة (أبوظبي والعين والختم والرويس والسلع). كما شارك في تنظيم أجنحة الدولة في المعارض والتظاهرات الاقتصادية داخلياً وخارجياً. وتضم القرية التراثية التي يقوم البريكي بالإشراف على بنائها متاجر صغيرة ودكاكين للمهن التقليدية، تصنع من سعف النخل والأخشاب والحبال والحديد والطين والجص، وتستلزم جهداً كبيراً ومتابعة دقيقة للعمال، لتشكّل «السوق الشعبي»، حيث يمارس الحرفيون مهنهم في مجال النجارة والحدادة والنحاسيات والفخاريات والزجاجيات وصناعات الخوص والحبال وتصليح الأسلحة و«السدو» والنسيج، وغيرها من الصناعات القديمة. ليطوف الزائر على كل ما كان يشكل الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية، يستمتع بمشاهدتها واقتناء بعض منتجاتها كهدايا تذكارية تشير إلى واقع وتفاصيل الحياة اليومية للأجداد، من خلال عرض كل ما كان ‏يرتبط ‏بتلك الحياة من أدوات ومستلزمات، كالمجالس والغرف واحتياجاتها، والأدوات الزراعية والأسلحة، وأدوات صيد اللؤلؤ، فضلاً عن معرض لصور قديمة عن تاريخ تلك المهن.. بحيث تضفي كل تلك التفاصيل مجتمعة جمالاً أخاذاً على منطقة السوق الشعبي الذي يقوم البريكي على بنائه خلال الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية والرسمية. ما أعرفه جيداً عن البريكي أنه يبدي سعادته واعتزازه لأن العديد من الأسواق الشعبية- التراثية التي تقيمها الوزارات والمؤسسات والهيئات في عديد المناسبات، ونراها في جوار أبنية تلك المؤسسات لاستقبال المهنئين والزائرين، هي من تصميمه، يشرف على تنفيذها بنفسه حرصاً على جودة إنجازها ودقة وتطابق مواصفاتها مع جغرافية وتاريخ المنطقة، حيث تحاكي وقائع الحياة اليومية للأجداد. روعة يونس rawa.younis@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©