الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترفيه سعودي خاص لوأد الفراغ

ترفيه سعودي خاص لوأد الفراغ
5 مايو 2009 00:08
تفتقت الحاجة في العاصمة السعودية الرياض عن بعض الحيل التي بات الشباب يستخدمونها لصنع عالمهم الترفيهي الخاص، في مدينة يخنقها الزحام، ولا بحر يحيطها بشواطئه، وتغلق أبواب مطاعمها ومقاهيها ومحالها ومراكزها التجارية وحتى «بقالاتها» الصغيرة، قبل انتصاف الليل ورنين الساعة التي تعلن أنها الثانية عشرة. ولذا ولدت أفكار خاصة بالترفيه والتسلية من رحم «الفراغ» وكانت أشبه برياضة جديدة لم تكن حاضرة في المشهد السعودي قبل أن تضع الألفية الثانية أوزارها، وتترك الجمل بما حمل للألفية الثالثة. بات مألوفاً -مثلاً- مشاهدة مجموعات شبابية تذرع شوارع العاصمة الرئيسية ذهاباً وإياباً على ظهر «دراجات نارية» بعضها رباعي العجلات والبعض الآخر يمشي على عجلتين لا أكثر، بل إن التسلية تتجاوز حدودها القانونية أحياناً بالمشي على الرصيف أو بتسخير الدراجة لعمل حركات هوائية في عرض الطريق. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الدراجات «البانشي» لا يسمح قانون المرور باستخدامها في الأحياء والنطاق العمراني، إلا أن الخارجين عن القانون يمارسون هوايتهم أمام عيون الرقيب في أحايين عدة، معتمدين في ذلك على كثرتهم، إذ يتناسل هؤلاء يوماً تلو آخر، ضمن جماعات غير منظمة، يغذيها شعور عارم بالرغبة في تأصيل هذا الترفيه وجعله جزءاً من مشهد الشارع السعودي. هذا في المدينة.. أما خارجها، فقد مدّت أحضان الرمال ساعديها لتستقبل هوايات الشباب الغريبة، وتحولت صحراء الرياض إلى ميادين تزلج للشباب. فالرمال الساخنة يمكن أن تتحول إلى ثلج أصفر، فور أن يلمس المطر جلدها الجاف. إنما لا يحتاج الأمر إلى أكثر من هطول المطر ساعة أو ساعتين لتصبح حبات الرمل رطبة. حينها يربط الشباب «زلاجاتهم» البلاستيكية والتي يبلغ سعر الواحدة منها 150 ريالاً، في مؤخرة سيارة يمكنها السير على «النفود» لتبدأ رحلة التزلج، وهي رحلة غير مضمونة العواقب جسدياً، فيما لو تجاوز سائق السيارة السرعة المسموح بها، والتي يراوح مؤشرها بين 60 و80 كيلومتراً في الساعة، ويمكن للسيارة الواحدة أن تجر متزلجاً أو اثنين كحد أقصى. وبعكس المتزلجين على الجليد الأبيض (الحقيقي) فإن متزلجي الرمال يمارسون هوايتهم الطارئة جلوساً ممسكين بمقبضين عريضين عن يمين الزلاجة ويسارها (في المنتصف منها تماماً)، ولا تحتاج هذه الرياضة إلى تدريب لخوض غمارها، ويكفي وجود قلب قوي يرغب صاحبه في المرح بشدة. فيما يتحكم الجالس على الزلاجة بشكل الحركة التي يريدها عبر توجيهها يمنة ويسرة، كما أن المهارة تتضح في قدرة المتزلج على إيجاد توازن يقيه من شر السقوط والتمرغ في الرمل ومن ثم من ضحكات وتعليقات معشر المتفرجين. فيما يسخّر بعض السعوديين «الرمال» في صناعة ترفيههم الخاص هذا، إذ يمسدون ظهرها بسياراتهم الضخمة أحياناً وبدراجاتهم النارية في أحيان أخرى، والآن صارت «الزلاجات الرملية» أداة من أدوات هذا المسد الجميل. سوق الحمام في قطر.. يحلّق مع أذواق الزبائن ويغرد للعشاق جاسم سلمان الدوحة - يحظى سوق الحمام باهتمام كبير من قبل المترددين عليه من هواة تربية الحمام، وزوار الدوحة الذين يأتون إليه ليشاهدوا ويطلعوا على الأنواع الجديدة من الطيور وأشكالها المتنوعة. ولا يتوقف الأمر عند حد مشاهدة الطيور، فالسوق يحوي حيوانات أخرى وتوسعت أنشطة السوق من سوق للحمام إلى سوق للطيور والحيوانات ولكنه بقي بنفس المسمى، ويحرص مربو الطيور على التردد إلى السوق بين الحين والآخر وبعضهم يأتي شبه يومياً، ليشاهدوا الجديد أو ينتظروا قدوم أنواع محددة ليشتروها ويبدلوا ما عندهم من طيور من باب التغير أو التوسع بالنشاط والهواية، وبعضهم يطلع على ما في السوق من عجائب وجماليات. أما المربون الجدد فيتزودون بالمعلومات عن أفضل الأنواع والأطعمة الجيدة التي يطعمونها للطيور، وبعض الزوار يأتي من باب الفضول لمشاهدة أشكال وأنواع متنوعة جلبت من دول وأقاليم متباعدة، كما أن أصواتا كثيرة مختلفة بعضها جميل وبعضها غريب تجذب الجيران والمارين من جانب السوق. مزاد أسبوعي تلفت بعض معروضات السوق التي تشمل أندر وأكثر الطيور طلباً، أنظار واهتمام المعنيين بها، لذا يقام مزاد أسبوعي في ساحة السوق، فهناك فصائل مطلوبة يتنافس الشباب والكبار على شرائها وكل ما قل عددها زاد سعرها، لذلك أصبحت المزايدات والمساومات والازدحام ظواهر طبيعية متعارف عليها في شارع وسوق الحمام، والغريب في الأمر أن هناك أطفالا صغارا يأتون مع أهاليهم وكذلك نساء يتجولن في السوق وفي محاله المنتشرة، لمتابعة مجريات المزاد، كما زاد عدد هواة تربية الحمام والطيور في العاصمة بين المواطنين والمقيمين نظراً لما يتم جلبه من طيور نادرة يحبذون اقتناءها. فلكل مشتر ذوق مغاير في أنواعها أو أشكالها أو حتى ألوانها لذلك لو لم تختلف الأذواق لبارت طيور السوق. زينة الهدايا تجذب الألوان الزاهية للطيور الشادية المغردة، الزبائن والزوار، لذا فإن طيور الزينة التي توضع في البيوت أو تقدم هدايا للأحباب والأصحاب هي الأكثر رواجا وتوفراً، ويقبل الزبائن على شرائها بالأزواج لا منفردة، كي تبقى فرحة ومرحة وتستأنس ببعضها، وتؤنس الأطفال والضيوف. وتزدهر تجارة الطيور طالما تجارها الصغار يجلبون كل ما يريده الزبائن وهواة تربية الطيور أولاً بأول وطيلة أيام السنة، ويعملون على وضع أسعار تنافسية فيما بينهم، عندما يتنافس الباعة كل في محله لجذب الناس إلى محله. وفي كل الأحوال تبقى أسعار طيور «الببغاء» هي الأعلى ثمناً لأنها طيور نادرة تجلب من بلاد بعيدة وهي قليلة العدد، وفكرة تقليدها للأصوات تزيد من الإقبال عليها، كما أنها مرغوبة جداً وصيتها ذائع، وبعضها ذات ألوان فريدة وسلالات مطلوبة، فالببغاوات من الطيور الجميلة المحببة لدى الجميع، وهناك أنواع كثيرة منها، بعضها نادر ومنها المتوافر ومنها المشهور بتقليد الكلام والذكاء، ومنها الأقل شهرة، ومنها المختلف في الشكل واللون والنوع، لكن أشهرها (الأحمر، والكوكاتو، والأفريقي). إقبال زائد للسوق زبائن من شرائح مختلفة، وهناك مردود مادي كبير يتحقق للباعة نظراً لتفاوت الأسعار على أنواع الطيور التي تملأ أرجاء السوق، فيزداد الإقبال والتنافس على شراء الأنواع النادرة، خاصة طيور الزينة وكذلك أصناف عديدة من الحمام، وأخرى مرغوبة يجني أصحاب المحال منها أرباحاً طائلة، خاصة فئة المولعين بالطيور والمربين الذين ازداد عددهم وكثروا. لكن المأخذ الوحيد على تربية الطيور هو صعوبة تربيتها والحاجة الملحة إلى الاعتناء الدائم بها إضافة إلى إطعامها أطعمة محددة والحرص على نظافة المكان كي يحافظ عليها من الهزال والمرض والنفوق، مما يجعل اقتنائها صعباً (لا يتحمل كل هذه المتاعب والالتزام إلا الهواة الذين يغرمون بها) فضلاً عن غلاء أسعار الحبوب والبقول التي تعطى لها، فكل كيس صغير يكفي الطير لعدة أيام، مما يجعل المربين يخصصون مخصصات من رواتبهم للصرف على طيورهم، ويردون على الانتقادات بتضييع نقودهم «أن لا شيء يأتي ببلاش ومن يريد الشيء عليه أن يرخي يديه ويدفع» وهذا ما يجعل أكثر المترددين على سوق الطيور يأتون للمشاهدة والاستمتاع بالمعروضات لطيور غريبة وعجيبة لم يشاهدوها في حياتهم، ومن يشتري هم قلة فقط.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©