الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انفلونزا الخبر

5 مايو 2009 00:10
كثيرة هي الأخبار التي أصبحت تفاجئنا بغرائبيتها في كل يوم، عند تصفحي للمواقع الإخبارية الإلكترونية، أجد نوعاً من الأخبار كنا نُطلق عليها في السابق أخبار «صدق أو لا تُصدق»، مجموعة أخبار طريفة منتقاة من حول العالم، تكاد اليوم لا تخلو أي صحيفة إلكترونية أو ورقية من تلك الأخبار العجيبة، ويلزم لكي تستوعبها أن تقرأها بكل حواسك لتستقر في ذهنك، ليس لصعوبة الخبر أو فرادته، ولكن لغرابته، أو سخفه، أو لقذارته أيضاً. لقد أصبحنا محاصرين بمنظومة إخبارية «إجبارية» الى حد التخمة، فسواء كنا من المشتركين في خدمة RSS لتوفير المعلومات الفورية لمشتركيها أو من غير المشتركين، فالخبر يلاقيك ويكون حيثما كنت أو اتجهت، لذا تجدنا مجهدين بكم من الأخبار المهمة وغير المهمة، التي تحملنا ثقلها، وسخفها، وضحالتها، وسوداويتها طوال اليوم، دونما أن نُكلف أنفسنا عناء البحث عنها. فأخبار الفضائح والحوارات مدفوعة الثمن، وعلى طريقة «من سَبق لُبق»، هي من أقذر الأخبار، التي بقدر ما ترفع من شأن الصحيفة أو القناة، فهي تحط من قدرها، لطالما كانت الغاية هي التفرد في «نشر غسيل» أو «مذكرات» حصرية لشخصية على ما يبدو أنها تنازع وفي رمقها الأخير، وعلى مبدأ «يا رايح كتر من الفضايح»، يكون «الخرط» بدون تقسيم، والسبق المزعوم أكثر شفافية، في سيرة من الهرج والمرج، وبلا حرج، أو أدنى تحفظ يُذكر. وبلا مبالغة يكاد يجزم المختصون بالشأن الإعلامي الهادف، بأننا أمام تحديات كبيرة في مجال صناعة الإعلام العربي، بالمقارنة لكل ما يُساق ويُضخ من أخبار فنية منوعة، وكأننا نواجه «لوبياً» لإعلام مُضاد، متخصصاً في توجيه هذا النوع من الأخبار دون غيرها، وتكريسها في ذهنية القارئ، عبر الضخ اليومي لها، في وسائل الإعلام المختلفة، ومنها الإعلام الإلكتروني، الذي بات المنافس الأكثر تأثيراً وسرعة من الإعلام الورقي الذي يعيش تراجعاً واضحاً. خبر مثل حفل زفاف «هيفاء»، الذي أصبح حديث الساعة، والحملة التي سبقته وصاحبته، للفوز بأحقية نقله وبثه، عدا الترويج لتفاصيل الاستعدادات لإقامة العرس الذي وُصف بالأسطوري.. الخبر ومن سوء طالع تلك «اللوبيّات»، كان سيبقى هو المتصدر في بورصة أخبار الساعة بحسب تقديراتهم، ولأمد طويل، يُمْكنهم من جني أرباح، ربما تفوق أو توازي رهاناتهم وتوقعاتهم، فقط لولا خبر انتشار مرض إنفلونزا «الخنازير» مؤخراً. فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©