الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحصار والفقر يعيدان الأكلات الشعبية إلى موائد الفلسطينيين

الحصار والفقر يعيدان الأكلات الشعبية إلى موائد الفلسطينيين
5 مايو 2009 00:11
حين تدلف بيتا فلسطينياً لتناول طعام الغداء أو العشاء، تجد أمامك أصنافا من الطعام التي لا تعرفها ولكن أجدادك وآباؤك يعرفونها جيداً لأنهم ارتبطوا بها كما ارتبطوا بأرضهم قبل النكبة، وجبات صغيرة قليلة التكاليف ولكنها عظيمة الفائدة، « فالمجدرة، والفتوش أو ما يسميها البعض فتة السلطة، والقرصة أو فته العجر، ومرقة اللوف أو كما تسميها بعض العائلات فتة البيض، ودقة الفلفل والجرادة، وقدح الزيت بالملح وغيرها من الأكلات الشعبية المعروفة نماذج لبعض الأكلات التي ستشاهدها وتتذوقها ربما لمرة واحدة لو كنت زائرا لأحد بيوت غزة المستورة ولكنك ستتناولها بشكل يومي لو كنت فردا من هذه العائلات التي أثر عليها الحصار بشكل مباشر، فاستغنت رغماُ عن إرادتها عن أكل اللحوم والدجاج والسمك وغيرها من الأكلات التي أصبحت تحتاج ميزانية خاصة تفوق قدرات الموظف الحكومي فما بالك بالعامل العاطل. وأصبحت هذه الأكلات تقدم في الولائم حيث تقول أم عمر: «دعانا صديق زوجي إلى بيته بمناسبة ختان أولاده، وقد كنا نتوقع أن يقدم لنا ضمن المدعوين الباقين «زفر» أي أكلة بها لحوم كالعادة مثل الفتة والمسخن والمقلوبة والمفتول وغيرها من الأكلات التي اعتاد أهل غزة على تقديمها في الولائم ولكن المفاجأة أنه وضع أمامنا أوعية مغلفة ما أن نزعنا عنها ورق الألومنيوم «الفويل» حتى فوجئنا أنها فتة سلطة فتوش». تقدم أم أحمد عدة وجبات شعبية لعائلاتها فهي عادة ما تقدم لهم «حراقة إصبع» طبخ الخبز بالماء) والمجدرة، والبرغل، وفتة العجر (العجر هو البطيخ الصغير جدا غير الناضج حيث يشوى في النار جيدا تحت الرماد ثم يخلط بدقة الملح والفلفل والليمون والثوم والبصل ويخلط مع فرصة الخبز)، تقول أم أحمد: «نستخدم فتة العجر في نزهاتنا على الشاطئ حيث ندعو أصدقاءنا ومعارفنا ولا نتحرج من تقديمها لهم فحالهم ليس بأفضل حال منا وهم يراعون ظروفنا». وتعلمت منال، طالبة ثانوية، أكلة شعبية من عمتها الستينية، وتقول:»كانوا يعدونها قبل النكبة وأصبحت أعدها دائما لأخوتي حيث أقوم بخلط «الكشك» المسحوق ناعما مع الزيت وأضيف له فلفلاً أحمر وبندورة ويصبح طعمها رائعا وبدأت أعلمها لصديقاتي في المدرسة، نتناولها دائما في الغداء وأحبها إخوتي ونسوا تماما اللحوم والخضروات والأسماك مرتفعة السعر». فول بالبندورة وسلطة الجرادة والفلفل المدقوق هي أكلات عائلة أبو محمود، يقول:»لاحل سوى هذه الأكلات التي كان يأكلها أهلنا في الحصيدة، كان جدي يعدها وأنا حاليا عاطل عن العمل وأتفرغ لإعداد هذه الأكلات لأبنائي وأصبحوا يقبلون عليها، لم نذق طعم اللحوم منذ تناولنا لحوم عيد الأضحى، يجب أن ننسى البروتين الحيواني ونعود لطعام الأجداد لقد اشتريت مدقة وزبدية فخارية لإعداد هذه الأصناف». من جهته، يقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان إن نسبة الفقر في غزة تجاوزت كل التقديرات، وأن القطاع مقبل على كارثة إنسانية حقيقية بفعل الحصار وتدني الأحوال المعيشية والصحية لسكانه خاصة بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل عليها. ويشير إلى أن النساء هن القادرات على إدارة دفة الأمور في العودة لدفاتر الأجداد والتنقيب فيها بحثا عن وجبة للأفواه الجائعة.
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©