الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصحوة»... بناء

5 مايو 2009 00:13
الحديث الدائر هذه الأيام في منزل رئيس مجلس «صحوة العراق»، أحمد أبوريشة، انتقل من سبل مقاتلة «القاعدة» إلى مسائل عادية وحياتية مثل وضع الميزانيات. ويقول «أبوريشة» الذي يقود «الصحوة» منذ اغتيال شقيقه في 2007 : «لقد أصبحت الصحوة اليوم كياناً سياسياً واقتصاديا، واستراتيجيتنا مالية واقتصادية». ربما ينتاب الصحوةَ، المسماة أيضا «أبناء العراق» من قبل الجيش الأميركي، بعضُ الغضب والاستياء للطريقة التي هُمشت بها من قبل الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة؛ ولكن في إقليم الأنبار، الذي يعد مسقط رأس حركة «الصحوة»، أصبحت القوات السنية شبه العسكرية التي حاربت المتمردين السُنة هي الحكومة، وذلك بعد أن حلت قائمة مرشحي الحركة في المرتبة الأولى في انتخابات مجالس المحافظات، التي أجريت في يناير الماضي، ما يمنحها الحق في تعيين الحاكم وتشكيل إدارة محلية. وبعد أن شرع مجلس المحافظة الجديد في مباشرة مهامه، فإن التحدي بالنسبة للصحوة اليوم هو إثبات نجاحها في إدارة شؤون الإقليم قدر نجاحها في سحق تنظيم «القاعدة» في العراق. وتعد «الصحوة» بتحول حقيقي بالنسبة لحركة انطلقت في 2006 كانتفاضة للعشائر على المتمردين الذين سعوا إلى فرض تفسير خاطئ للشريعة الإسلامية على الإقليم الصحراوي الغربي. غير أن الانتقال السياسي لم يعرف بداية جيدة في ظل ادعاءات بتزوير الانتخابات من كل الأطراف وتهديد أبوريشة بالعنف إذا لم يعلن عن أن الصحوة هي الفائز في الانتخابات. وكذلك كان - ومنذ ذلك الوقت، سارت الأمور بسلاسة لافتة، حسب المعايير العراقية. اختار أبوريشة لمنصب الحاكم شخصاً مهذباً وحلو الحديث يرتدي بذلة وربطة عنق هو رجل أعمال قضى معظم سنوات الحرب في إدارة شركة للبناء في إحدى الدول العربية. وقد زالت الاعتراضات الأولى على تعيين شخص كان في الخارج خلال أحلك أيام صراع الأنبار مع حركة التمرد بعد عدة كؤوس من الشاي الأسود القوي المحلى بوعود بالانفتاح السياسي وبدايات جديدة للإقليم. وبعد جلسات صاخبة، انتخب مجلس المحافظة قاسم محمد عبد حمادي حاكماً بأغلبية 24 صوتا مقابل 3 أصوات. وقد شكل «حمادي» إدارة ائتلافية تضم كل الأحزاب الأخرى في المجلس، باستثناء الحزب «الإسلامي العراقي»، وهو الحزب السُني الذي قاد الإدارة السابقة. وقال «حمادي» خلال اليوم الأول في منصبه خلال تلقيه التهاني بمكتبه المزين بالزهور البلاستيكية: «إن الأشخاص الذين عارضوني قلة قليلة، وقد فوجئت بمدى الدعم الذي حظيت به في الإقليم». ببذلته الرمادية، بدا «حمادي»، الذي يتحدث اللغة الإنجليزية غريباً عن المكان بين رجال العشائر بدشاديشهم وغترهم الحمراء، غير أن السكان يقولون إن ذلك ربما هو بالضبط ما يحتاجه إقليمهم لانتشال نفسه من حطام الحرب : تقنوقراطي ذو تجربة مع العالم الخارجي يستطيع إدارة الحكم وجذب استثمارات أجنبية ما أحوج الإقليم إليها. غير أن ذلك لن يكون سهلا، مثلما أقر بذلك «حمادي» نفسه، ذلك أن شوارع الرمادي مازالت تحمل ندوب المعارك الشرسة التي دارت هنا بين قوات «المارينز» والمتمردين. وإذا كان مقر مجلس المحافظة قد صبغ بطلاء جديد، فإن الأماكن الأخرى من المدينة مازالت عليها آثار الرصاص والقنابل. وعلاوة على ذلك، فإن الإقليم مازال لا يتلقى الكهرباء إلا ساعات معدودة كل يوم، بينما الماء غير قابل للشرب، ونظام الصرف الصحي منهار بالكامل تقريباً. وقال حمادي: «إنه تحد كبير جداً»، مضيفا «أشعر أننا في حاجة إلى صحوة جديدة، صحوة بِناء لأننا في حاجة إلى كل شيء. فكل شيء تضرر خلال السنوات الماضية؛ إذ لا توجد بنية تحتية، ولا نظام صرف صحي، ولا ماء!». ليز سلاي- الرمادي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©