الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من 2006 إلى 2007 .. ولا يزال الجدل مستمراً

من 2006 إلى 2007 .. ولا يزال الجدل مستمراً
13 ديسمبر 2007 23:54
يبدو أننا أصبحنا على موعد مع جدل لا ينتهي كلما تعلق الأمر بالحديث عن الجوائز السنوية للكرة الآسيوية، لاسيما فيما يتعلق بلقب أحسن لاعب في القارة الصفراء· وجاءت تصريحات سعادة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي الأخيرة في البرنامج الشهير ''صدى الملاعب'' الذي يقدمه الإعلامي المتميز مصطفى الأغا على شاشة M.B.C بمثابة القنبلة التي تطايرت شظاياها في كل إتجاه، وبدلاً من أن تحسم الجدل وتنهي الخلاف، وتقطع الشك باليقين إذ بها تفتح أزمة جديدة لا يعلم أحد كيف ستنتهي· ومن حقنا أن نتوقف عند فحوى التصريحات التي أنهت حالة ''الصمت'' الآسيوية وأن نحلل مضمونها، لنعرف، مَنْ على صواب ومَنْ على خطأ في الإشكالية السنوية التي باتت تمثل عادة تنفرد بها الجوائز الآسيوية بنجاح ساحق، فبعد جوائز 2006 التي أصابت الجميع بالدهشة والاستغراب لاختيار الصاعد الواعد اللاعب القطري خلفان إبراهيم الذي لم يكن يتجاوز الثامنة عشرة من العمر بلقب نجم نجوم الكرة الآسيوية، جاءت جوائز 2007 لتفجر حفنة من التساؤلات، حول مدى أحقية من فاز ، ومدى مشروعية احتجاج من خسر! وجاءت تصريحات بن همام - بالصوت والصورة ومعها نتوقف بالرأي والتحليل· قال رئيس الاتحاد الآسيوي إن ثلاثة لاعبين تنافسوا على لقب أحسن لاعب في القارة وهم السعودي ياسر القحطاني والعراقي نشأت أكرم والياباني أونو بعد أن حصل كل منهم على مائة نقطة· ويواصل بن همام حديثه: وبعد ذلك تم استبعاد الياباني أونو لأنه لم يشارك في أي مباراة خلال الشهور الستة الأخيرة بسبب الإصابة، ودخل القائمة النهائية بدلاً منه العراقي يونس محمود· ويستطرد قائلاً: ونظراً لتساوي القحطاني مع نشأت في رصيد الـ ''100 نقطة'' فقد تم ترجيح كفة ياسر لأنه قاد فريق الهلال الى رُبع نهائي دوري أبطال آسيا، وتم ترجيح كفة يونس محمود على نشأت فيما يتعلق بالمركز الثاني لأن يونس فاز بلقب أحسن لاعب في نهائيات أمم آسيا، كما نال لقب هدّاف البطولة، وعموما - كما يقول بن همام - أن تكون ثالثاً على كل لاعبي الكرة الآسيوية فهذا شرف كبير، وأن على الجميع أن يوقف الجدل أن يمنح القحطاني حقه لأنه الأفضل بكل جدارة· وهنا لابد أن نتوقف عند هذا التقييم الذي يصدر من المسؤول عن الكرة الآسيوية· أولاً: طبقاً لما يردده المسؤولون عن الاتحاد الآسيوي فإن تلك الجوائز تخضع لمعايير محددة لا تتدخل فيها العواطف من قريب أو بعيد، بحيث يحصل اللاعب على عدد معين من النقاط إذا فاز بلقب أفضل لاعب في أية مباراة ينظمها الاتحاد الآسيوي، حسب طبيعة كل بطولة ''40 نقطة في نهائيات كأس آسيا، 25 نقطة في تصفيات كأس العالم 20 نقطة في دوري أبطال آسيا'' ومن السهل للغاية رصد تلك النقاط ليتوج الحاصل على أكبر عدد منها على لقب أحسن لاعب في القارة، بغض النظر عن الفترة الزمنية التي شارك فيها خلال العام، أو المرحلة التي وصل إليها فريقه أو منتخب بلاده· وبتطبيق المعايير التي وضعها الاتحاد الآسيوي والموجودة على موقعه الإلكتروني نجد أن الياباني أونو لاعب فريق أوراوا الياباني بطل آسيا ونجم منتخب اليابان تعرض لظلم فادح نتيجة استبعاده برغم حصوله - حسب تأكيد رئيس الاتحاد الآسيوي - على نفس النقاط التي كسبها القحطاني ونشأت أي مائة نقطة، وتبرير عدم مشاركته في عدد من المباريات بسبب الإصابة يفتقد إلى كثير من الإقناع، فالمهم أنه جمع مائة نقطة وكان مرشحاً وبقوة للفوز بلقب أفضل لاعب في القارة، لاسيما انه ساهم بدور كبير في فوز فريقه اوراوا بصدارة مجموعته في الدور الأول لدوري أبطال آسيا قبل ان يواصل الفريق مشواره بنجاح ليعانق لقب بطل القارة ثانياً: إن ترجيح كفة ياسر على نشأت بسبب قيادة ياسر فريق الهلال الى ربع النهائي الآسيوي يفتقد أيضاً إلى الإقناع، لأنه لا يوجد ضمن المعايير مثل ذلك العنصر، والا استحق نشأت أن يتم ترجيح كفته على ياسر من منطلق أن نشأت قاد منتخب العراق للفوز بلقب كأس آسيا وهي أهم بطولة في الكرة الآسيوية على الإطلاق، في ظل الظروف الصعبة للغاية التي يمر بها الشعب العراقي، كما أن منتخب العراق هو الوحيد بين منتخبات القارة الذي خاض كل مبارياته بالبطولة خارج ملعبه· وهنا نتساءل هل قيادة فريق النادي إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا بعد تصدر مجموعة من ثلاثة فرق فقط في الدور الأول أهم من قيادة منتخب دولة للفوز بأهم لقب قاري!؟ وسؤال آخر: عندما يخسر نشأت فرصة الفوز بالمركز الأول، ألا يستحق تلقائياً أن يحتل المركز الثاني، أم أن يونس الذي حصل على 80 نقطة يفوز بمركز الوصيف بينما يتحول صاحب الـ100 نقطة إلى المركز الثالث!؟ والغريب هنا أن بن همام يؤكد أن من حق نشأت أن يحتج على فوزه بالمركز الثالث وليس الثاني· ثالثاً: ما هو موقف الاتحاد الآسيوي لو احتج اليابانيون مطالبين بانصاف لاعبهم أونو لو احتج العراقيون تعاطفاً مع لاعبهم نشأت!؟ رابعاً: طالما اننا نتحدث كثيراً عن الشفافية لماذا أدخل الاتحاد الآسيوي نفسه في تلك المتاهة، ولماذا ظلم أونو الياباني، ولماذا لم يريح ويستريح باقتسام جائزة أحسن لاعب بين ياسر القحطاني ونشأت أكرم طالما أن لديه ما يثبت أن كلاً منهما حصل على مائة نقطة· وكلمة حق فإن سعادة رئيس الاتحاد الآسيوي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الزملاء في مجلة سوبر كانوا على حق عندما شككوا في مصداقية الجائزة، وجاءت تصريحاته الأخيرة لتضع ألف علامة استفهام حول ما يجرى سنوياً في الاحتفالية الآسيوية!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©