أول معرض للفنان حسن شريف في أبوظبي

تنظم “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” في الفترة من 17 مارس ولغاية 17 مايو 2011 معرضاً شاملاً لأعمال الفنان التشكيلي الرائد حسن شريف، في قاعة حي قصر الحصن الثقافي. والمعرض هو الأول للفنان في أبوظبي، ويهتم بالأعمال المبكرة له، ويضم الكثير من المعروضات إلى جانب سلسلة من رسوماته المفاهيمية وأعماله المنهجية، ما يعني أنه سيقدم صورة شبه كاملة للمراحل التي مر بها الفنان والتطور الذي شهدته تجربته التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، وطرحت أسئلة مهمة ومغايرة في ذلك الوقت المبكر. ويدخل هذا المعرض كما قال سعادة محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، “في صلب مهمة الهيئة في التعاطي مع الأعمال المنجزة من قبل رواد الفن والثقافة في الإمارات ودراستها وتقديمها. كما يأتي أيضاً انطلاقا من “ركيزة الفنون البصرية” التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والتي تم افتتاحها في الدورة الـ 53 لبينالي البندقية 2009 وتم تصميمها كنقطة التقاء للتباحث والإنتاج الفني، حيث تقوم منظومة فاعلة من العروض والتبادلات، عبر عملية سرد بصري، بالتعريف بالظروف التي تنشأ في ظلها الفنون البصرية في أبوظبي والإمارات حاليا”. وكان حسن شريف واحدا من الفنانين الذين عرضت أعمالهم في منصة الفنون البصرية للهيئة في البندقية. وتم إنجاز المزيد من البحوث حول أعماله في هذا المعرض الخاص به والمنتظر صدورها في الدورة القادمة من بينالي البندقية، على ما قاله الدكتور سامي المصري نائب المدير العام للفنون والثقافة والتراث في الهيئة مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتطوير. وينحو شريف في أعماله منحى تجريبياً وينجز أعمالاً من النمط التساؤلي الذي يستفز المتلقي ليشحذ طاقته الفكرية وذائقته الجمالية، وهو يستخدم في سبيل ذلك مواد متنوعة من البيئة يعمل على تشكيلها في قوالب مفاهيمية جديدة تنتج في الغالب أعمالاً رؤيوية محركة للبصر والبصيرة. وحسب بيان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن شريف “على صلة قوية بالمنهج المادي في تجسيد الفن. ويستخدم القطن والمنسوجات والمعادن والأسلاك والبلاستيك لخلق تشكيلة متنوعة من القطع الفنية. ويعكس انتقاؤه للمواد ظروف الإنتاج التي يعيش ويعمل فيها: ظروف ما بعد الحداثة والتقدم في المجتمع العالمي، والجوانب المختلفة لهذا العصر مثل التصنيع الضخم. كما يعكس أيضا اهتماما بالنشاط الإنساني، ليس فيما يخص أسلوبه في صناعة فنه فحسب بل أساليب الآخرين في الحقول الأخرى أيضا”. حسناً تفعل “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” وهي تلتفت لتجربة الفنان الرائد حسن شريف، لتقدمها لذواقة الفن التشكيلي متيحة بذلك للجمهور أن يقرأ تفاصيل واحدة من التجارب الثرية في المشهد التشكيلي المحلي والحاضرة في بعض جوانب المشهد العربي والعالمي سواء عبر البحث والاشتغال الفكري على موضوعة الفن، او عبر مشاركات الفنان نفسه في المعارض والبيناليهات أو ما أصدره من كتب وما كتبه من مقالات ورؤى متقدمة.