الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر الشيخوخة

7 ابريل 2008 02:50
تقيم مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي في الثاني والعشرين من أبريل الجاري مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة لمناقشة هموم واحتياجات شريحة مهمة في المجتمع، ألا وهي شريحة الكبار والعجزة· إن عقد مؤتمر يخص هذه الشريحة يدل على مدى اهتمام المسؤولين ورعايتهم للآباء والأجداد؛ لأنهم الغرس الأول، والشجرة التي أثمرت أبناء وبنات حملوا لهذه الدولة رايات العزة والأمان، فكان رد الجميل لهم عن طريق إقامة هذا المؤتمر العالمي· جاء هذا المؤتمر ليذكّر الأبناء بحقوق آبائهم امتثالاً لقول الله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصالهُ في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) (لقمان/14)· وقوله تعالى أيضاً: (وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهُما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفّ ولا تنهرهُما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل رب ارحمهُما كما ربّياني صغيراً)· (الإسراء/23-24) إن الإسلام خص الوالدين بالعناية والتكريم، ولم يثّبت لأحد من الحقوق على أحد كالحقوق التي ثبّتها للوالدين على أبنائهم· وجعل الله سبحانه وتعالى حق الوالدين بعد حق نفسه، فهو عندما يأمر الإنسان بالاعتراف بالفضل وشكر الله وعبادته، يردف الأمر بشكر الوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما، والرحمة بهما، والتواضع لهما؛ لأنهما سبب وجوده ، ومصدر الحياة ومنهل الرعاية والعناية· فالأم حملته بين أحشائها، وغذّته من دمها، وأرضعته من لبنها، وحنت عليه بحبّها وقلبها، وهدهدته بأناشيد الحبّ والسرور في ليلها ونهارها، وحرمت نفسها من لذيذ النوم من أجل نومه وراحته، ولم تفتأ طيلة حياتها أن تحيطه بمشاعر الحب والرعاية، وتراه روحها وقلبها النابض في جسد آخر· أليست هذه الإنسانة العظيمة حريّة بأن يكون لها من الحقوق ما ليس لأحد؟ وأن يكون لها من عظيم البّر ما يفي ببعض إحسانها؟ فمن أحقّ منها بالإحسان؟ ومن أولى من الولد بالوفاء والعرفان؟ لقد أدى آباؤنا وأمهاتنا دورهم الرائد في تربية الأجيال التي هي عماد المستقبل، فلهم منا كل التحية والتقدير، ولكم أنتم يا من ذكرتم آباءنا وأمهاتنا، ولم تنسوهم كل الشكر والاحترام فهم فعلاً يستحقون هذا الكرم منكم· حميد علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©