كنت دائما ما أراه مبتسما ومادا يديه لكل الناس لدرجة ظننت أنه لا يعاني أبدا من أي مشكلة· ولكن عندما اقتربت منه وتعرفت إلى حياته صدمتني كمية الجراح التي أثقلت مسيرته وأبعدت عنه الأشياء الجميلة· فسألته وكلي استغراب: من أين لك بهذه الطيبة وأنت تحمل كل هذا العناء في قلبك الكبير فأجاب باختصار·· إنه التسامح·
ما أجمل التسامح عندما يصدر من قلوب عانت من الظلم · وهذه نعمة من نعم الله على الإنسان الذي يحاول دائما أن يفتح صفحة جديدة مليئة بالنقاء والصفاء وتدل على معدنه الأصيل في تعاملاته مع الناس الذين أخطأوا في حقه· فالاحسان أن تحسن لمن أساء إليك هذا ما يحضنا عليه ديننا الحنيف·
ويعتبر التسامح من أجمل الصفات التي تمدنا بالراحة النفسية لأنه يخلصنا من الكراهية والحقد والحسد والنفاق ويشعل فينا روح التضحية والإيثار ونكون كالشمعة التي تضيء الدرب للآخرين، لذا أحاول أن أتشبه بقلب هذا الشيخ الكبير الذي علمني في لحظة صغيرة معنى كبيرا للحياة·· وأتمنى من كل قلبي أن يتجه الناس إلى التسامح ويبتعدوا عن الكراهية التي ملأت نفوسهم في هذه الأيام·· فكل شخص يخاف على حلاله ومنصبه وكرسيه لدرجة تناسى معها أهمية العلاقات الإنسانية الطيبة·
رنا إبراهيم
عدد اليوم
