السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معتقلو جوانتانامو··· حبس ممتد ومستقبل مجهول

معتقلو جوانتانامو··· حبس ممتد ومستقبل مجهول
14 ديسمبر 2007 23:24
لقد مرت استراتيجية إدارة بوش الخاصة بالاعتقال التحفظي المفتوح لسجناء الحرب على الإرهاب، بنقطة انعطاف كبيرة في شهر فبراير الماضي، وذلك إثر ترحيل اثنين من المعتقلين الأفغان، وثالث طاجيكي، إلى بلادهم وهم معصوبي الأعين ومقيدي الأرجل بالسلاسل· وبإطلاق سراح هؤلاء الثلاثة انخفض عدد السجناء إلى 385 سجيناً، ما يعني إطلاق سراح الجزء الأعظم من مجموع السجناء البالغ عددهم 777 سجيناً، كان قد ألقي القبض عليهم وجيء بهم إلى هذا السجن خلال السنوات الست الماضية بسبب اتهامات لها صلة بالمهددات الأمنية· ومنذ شهر فبراير الماضي، أطلق من هؤلاء ما لا يقل عن 80 سجيناً· وعلى رغم ترحيل أربعة سجناء آخرين من معتقلات سرية أخرى إلى ''جوانتانامو'' خلال العام الحالي، إلا أن تصاعد العمل الدبلوماسي، وكذلك الاحتجاجات السياسية والقانونية الدولية على ممارسات الاعتقال التحفظي، قد أتت ثمارها خلال العام الماضي· وبينما لا تزال المحكمة العليا الأميركية قيد النظر في ما إذا كان يحق لبقية السجناء المعتقلين التقاضي عن أوضاع اعتقالهم أمام المحاكم الفيدرالية الأميركية، تتواصل سراً المفاوضات حول إمكانية تسريع إطلاق سراح السجناء المتبقين قبل موعد مبكر بكثير عن ذلك المتوقع الذي تصورته استراتيجية الحرب على الإرهاب، حيث لم يكن وارداً مجرد التفكير في إطلاق سراحهم قبل إحراز نصر حاسم على الإرهاب في شتى جبهاته وميادينه الدولية· وخلافاً لذلك التصور الأولي، يقول الأدميرال البحري ''مارك إتش بوزبي'' -قائد قوة المهمة العسكرية التي تتولى إدارة السجن والتحريات الجارية مع المعتقلين-: ''بدأنا نرى ونسمع هذين اليومين، بعض السجناء وهم يتساءلون عن الموعد الذي يطلق فيه سراحهم؛ وحتى وقت قريب لم أكن أتصور أن يفكر أي منهم في مجرد مغادرة هذا السجن في ما تبقى من حياتهم''· لكن وفي الوقت الذي تواصل فيه وزارة الخارجية الأميركية مفاوضاتها مع حكومات الدول التي ينتمي إليها هؤلاء السجناء، بهدف تسلم كل واحدة منها لمواطنيها المعتقلين في السجن، تظل حقيقة هيمنة السجناء المتطرفين من مقاتلي المليشيات على سجن ''جوانتانامو''؛ ويشرح ''بوزبي'' هذه الملاحظة بقوله: ''سوف ينتهي بنا الأمر في السجن إلى أن تبقى معنا أسوأ العناصر وأكثرها تطرفاً واستعداداً لشن هجمات حتى على حراس السجن أنفسهم، وإن كان هذا هو سلوكهم وهم سجناء، فما الذي يفعلونه عند خروجهم منه؟''، ويرجح الأدميرال ''بوزبي'' أن تتوقف عمليات الترحيل وإطلاق السراح هذه، إثر انخفاض العدد الحالي لحوالي 200 معتقل· بينما ترجح ''البنتاجون'' أنه لن تتم محاكمة أكثر من 80 سجيناً فحسب أمام محاكم عسكرية مختصة، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم الحرب؛ غير أن مدافعي حقوق الإنسان يتوقعون أن ينخفض عدد الذين سيقدمون إلى هذه المحاكمات، عن الرقم الذي ذكرته وزارة الدفاع الأميركية بكثير، وتذهب تقديرات هؤلاء إلى نحو عشرين أو أكثر من هذا بقليل، بمن فيهم أولئك الخمسة عشر متهماً الذين تطلق عليهم صفة ''المعتقلون الأكثر أهمية'' بسبب ما ينسب إليهم من دور في تخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر؛ ولا تعني هذه الأرقام شيئاً سوى احتمال استمرار بقاء ما يزيد على 150 ســــجيناً إلى أجل غير مـــسمى قيد الاعتقال· وعلى حد توقعات ''زاكاري كاتزنيلسون'' - حقوقي في منظمة ''ريبرييف'' لحقوق الإنسان-، فإن هناك من المعتقلين من لا يتوقع له أن يعود إلى وطنه يوماً في المستقبل القريب، بسبب انتمائهم إلى بلدان سيئة السمعة والأداء في مجال حقوق الإنسان، ولا تنوي حتى مجرد تقديم دعم قانوني لمواطنيها المعتقلين، يذكر أن منظمة ''ريبرييف'' هي الجهة التي تتولى التمثيل القانوني لسجناء جوانتانامو ممن تعترض طريق عودتهم إلى أوطانهم مخاطر العقبات الدبلوماسية المتصلة بإطلاق سراحهم· وهكذا تتعدد وتختلف حالات الخوف من بلد إلى آخر من البلدان الشرق أوسطية· ومع احتمال انخفاض عدد السجناء المذكور إلى المائتي معتقل الذين توقعهم الأدميرال ''بوزبي''، ما يعني انخفاض العدد الكلي إلى ما يزيد على ربع أولئك الذين تم اعتقالهم من المنتــمين إلى ما يزيد على 40 دولة من مختلف أنحاء العالم· ويبقى القاسم العام المشترك بينهم جميعاً، أن حياتهم قد تغيرت مرة واحدة وإلى الأبد، خلال تلك السنوات الست التي أمضوها داخل السجن· كارول جي· ويليامز محررة في الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©