الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان··· مخاطر على الطريق الدولي

أفغانستان··· مخاطر على الطريق الدولي
14 ديسمبر 2007 23:24
كان الدخان يتصاعد من سيارة الشرطة المحترقة بالقرب من سوق إحدى القرى الواقعة على الطريق الدولي، بينما كانت القرية غارقة في الهدوء والصمت حيث اختفى سكانها قبل وصول الدورية الأميركية· كان هناك أيضا حطام شاحنة أخرى ملقى على جانب الطريق، على بعد مئة ياردة من سيارة الشرطة المحترقة، وإلى الجنوب قليلا كانت هناك دورية شرطة مشغولة بإزالة بقايا شاحنتين مدمرتين حديثا على الطريق لإعادة فتحه أمام حركة المرور· عند وصول الدورية الأميركية، انهمك رجالها في فحص شاحنة الشرطة المحترقة، وتحديد الأماكن التي اخترقتها طلقات الرصاص أو قذائف الآر·بي·جي التي أطاحت بالباب الأيمن المجاور للمقعد الذي يجلس عليه مرافقو السائق عادة· وهذا الموقع الذي تحول إلى مقبرة للسيارات بسبب كثرة السيارات المحروقة والمدمرة الملقاة على جانبيه، يقع على ما يعرف بالطريق رقم 1 الدولي، الذي يقع بدوره على بعد 50 كيلو مترا إلى الجنوب من العاصمة الأفغانية كابول، والذي أصبح يجسد صورة الوضع الحالي في أفغانستان بعد مرور ست سنوات من إقصاء طالبان من السلطة· الطريق رقم 1 الدولي هو الطريق الرئيسي في هذه الدولة حيث يربط ما بين ''كابول'' و''قندهار'' التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، وهو يمتد على نفس المسار الذي كان يتخذه طريق تجاري قديم كان يربط بين آسيا الوسطى وبين موانئ باكستان· وكان من الممكن لهذا الطريق -لو عادت الحركة عليه إلى طبيعتها خصوصا بعد أن تم تجديده- أن يستعيد لباكستان مكانتها كممر تجـــــاري لشـــيء آخر غير الهيروين· في الوقت الراهن يظل الطريق رقم 1 الدولي طريقا محفوفا بالمخاطر، والابتزاز، والخيانة؛ ففساد الشرطة، وهجمات المتمردين، والمجرمين تبذر الخوف في النفوس، وتجعل السفر عبر أقسام كبيرة من هذا الطريق شيئا أشبه ما يكون بمغامرة غير مأمونة العاقبة· وهذه العوامل كلها تحد من استخدام ذلك الطريق، كما تبرز هشاشة، وضعف الحكومة المركزية، وعدم سيطرتها على الأمور خارج نطاق العاصمة كابول· تدريب قوات الأمن المحلية لحراسة الطريق بإخلاص وأمانة، يعتبر واحدا من أهم الأهداف الطويلة الأمد للقوات الأميركية وقوات الناتو المتمركزة في المواقع المتقدمة الواقعة على امتداد الطريق· أما الهدف القصير الأمد فهو المحافظة على استمرار تدفق المرور بأقل قدر من الرشاوى والهجمات· يقول الكولونيل (عقيد) ''تيموثي جيه ماكاتير'' قائد الكتبية الثانية التابعة لوحدة المشاة: ''إن تأمين الطريق وفتحه أمام تدفق المرور هو مهمتنا الأولى في الوقت الراهن''، مضيفا :''لو عدنا إلى الماضي عندما كان هذا الطريق محورا تجاريا مهما، فسوف نجد أن الكثيرين قد حققوا ثروات من خلال الهجوم على القوافل المارة والفارق بين الحاضر والماضي، هو أن المهاجمين في الوقت الراهن يهاجمون الحافلات والشاحنات''، وأوضح ضابط آخر هو الكابتن ''ماثيو آر· فوجارتي'' -ضابط استخبارات- أن أول تلك التهديدات التي تواجه المستخدمين للطريق تأتي من جانب ضباط الشرطة الأفغان الذين ينصبون نقاط تفتيش ارتجالية على الطريق، ثم يتقاضون من العابرين رشاوى بشكل غير شرعي للسماح لهم بمواصلة الرحلة· في حين يحدد التهديد الثاني، بسبب المجرمين الذين يتنكر بعضهم في زي رجال الشرطة، ويأمرون سائقي الحافلات والشاحنات بالوقوف على جانب الطريق، حيث يقوموا بابتزاز السائقين والركاب أو نهب البضاعة التي تحملها الشاحنات· أما التهديد الثالث فيأتي من جانب المتمردين من مقاتلي طالبان الذين لا يكتفون فقط بإقامة نقاط تفتيش وهمية على الطريق ولكنهم ينصبون أيضا كمائن لدوريات الشرطة والدوريات العسكرية للقوات الأميركية وقوات حلف الناتو· وعندما يقوم المتمردون بنصب نقاط تفتيش وهمية، وينهمكون في نهب ما يحمله السائقون والركاب الذين يوقفونهم، فإنهم لا ينسون أن ينصحوهم في نفس الوقت بعدم حمل بضائع لقوات الناتو أو العمل والتعاون مع تلك القوات· وفي بعض الحالات تتعاون جماعتين أو أكثر معا من أجل تعطيل الطريق ونهب المسافرين أو اختطافهم، وذلك كما حدث في حالة اختطاف الحافلة التي كانت تحمل 23 امرأة كورية اتهمتهن طالبان بممارسة أنشطة تبشيرية، وقتلت اثنتين منهن قبل أن تفرج عنهن بعد مفاوضات شاقة· ولكن تركيز الموارد العسكرية للقوات الأميركية من أجل حماية هذا الجزء من الطريق يعني أن بقية الأجزاء تحظى بدرجة أقل من الحماية؛ ويقول السارجنت ''الرقيب'' ''رايان جلويار'' -قائد سرية-: إن من أكبر العقبات التي يواجهونها في مطاردة المتمردين وتأمين الطريق في هذه المنطقة، أن سكان القرى الأفغانية الواقعة فيها لا يقدمون لهم العون اللازم، كما يمتنعون عن الإدلاء بأي معلومات خوفا من انتقام رجال طالبان منهم بعد رحيل الدوريات الأميركية عنها، وهو ما ينطبق أيضا على رجال الشرطة العاملين في تلك القرى، والذين يخافون من تسليم أي أحد من المشتبه بهم لتلك الدوريات· سي·جيه تشيفرز محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©