الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة المياه تهدد نجاحات الاقتصاد الصيني

أزمة المياه تهدد نجاحات الاقتصاد الصيني
21 مارس 2010 21:55
أعطى زعماء الصين الضوء الأخضر منذ عشر سنوات مضت لخطة ضخمة هدفها إمداد أكثر من 8 تريليونات جالون من المياه في السنة من الأنهار الواقعة وسط الصين إلى شمالي البلاد القاحلة. وكان من شأن المشروع بناء سدود شاهقة ومد مئات الأميال من خطوط الأنابيب والأنفاق وإنشاء خزانات هائلة بتكلفة تساوي ثلاثة أمثال تكلفة سد الكتل الثلاث العملاق. غير أن القسم الأكبر من الخطة تم إلغاؤه بعد أن وجهت مجموعة من العلماء والخبراء تحذيراً عن نفقاته وأضراره البيئية ومخاطر الزلازل المحتملة. ولكن ذلك الإلغاء يخلف وراءه نقصاً في المياه قد يؤثر سلباً على اقتصاد الصين بأكمله. إن سبب أزمة المياه في الصين هو نجاحها الاقتصادي، ذلك أن اقتصاداً ضخماً يعني مزيداً من المصانع ومحطات الكهرباء واستخدام المياه في عمليات المعالجة والتبريد، كذلك تتوسع مدن الصين الكبرى مستخدمة مزيداً من مياه الشرب والاستحمام ومياه الصرف، ويأكل الناس بشكل أفضل ويزرعون محاصيل تحتاج إلى مياه أكثر، كذلك يحتاج الناس إلى الترفيه، منطقة بكين وحدها بها 100 ملعب جولف وعشرات من منتجعات التزلج المزودة بثلج صناعي. والنتيجة هي تزايد الحاجة إلى المياه واحتمال تفاقم المشكلة مستقبلاً، وعلى عكس احتياجات النفط الذي يمكن استيراده تشكل مشكلة المياه تهديداً مروعاً لنهوض الصين. وتواجه الصين اليوم تحدي نقص المياه بالإضافة إلى التلوث، بحسب ما جان مدير معهد الشؤون العمومية والبيئية في بكين. ومن شأن مشروع تحويل المياه العملاق المستلهم من اقتراح ماوتسي تونج عام 1952 أن يخزن ويوظف نحو 5%من حجم مياه نهر يانج تسي. ويتألف المشروع من ثلاثة مسارات وتقدر تكاليفه بنحو 75 مليار دولار. وتجري الأعمال على قدم وساق في مسارين في شرقي الصين ووسطها ولكن المسار الثالث متأخر عن الزمن المخطط. ويعيش نحو 42% من سكان الصين في الشمال القاحل الذي لا يحتوي سوى على 8% فقط من مصادر المياه. لذا فبينما تقتل الفيضانات آلاف من البشر في جنوب الصين يعاني شمال الصين من العطش. وتكمن إحدى مشكلات المشروع في حجمه الكبير، حيث يضم سبعة سدود و630 ميلاً من الأنفاق عبر الجبال بالقرب من روافد نهر يانج تسي. ويلزم رفع المياه 1650 قدم لضخها في النهر الأصفر الذي سيحمل المياه إلى شمال الصين. وسيقطع المشروع خمسة صدعات زلزالية في غربي سيشوان الإقليم الذي ضربه زلزال عنيف عام 2008، أحد الصدعات تعرض لثمانية عشر زلزالاً مدمراً فيما بين عام 1901 وعام 1976، وأي شروخ في السدود الجديدة يمكن أن يغرق ملايين الأنفس بحسب لو أحد أهم معارضي المشروع، الذي يضيف أن المشروع سيضر بالمنطقة المحاذية لنهر يانج تسي من اغراق الغابات القديمة وأراضي النباتات التي قلصتها أصلاً عمليات قطع الأشجار. كما أن سحب المياه من نهر يانج تسي سيقلل من تدفق المياه إلى مشروع الهيدروكهربائي لسد الكتل الثلاثة الأمر الذي سيكلف الحكومة أكثر من 3 مليارات دولار كل سنة جراء تقلص انتاج الكهرباء. ويذهب خبراء المياه إلى أن هُناك طرقاً أفضل وأرخص للحد من مشاكل المياه في الصين. إذ أن نحو 60 في المئة من مياه النهر الأصغر تذهب إلى الري. ومعظمها يتدفق في ترع ري تتبخر فيها المياه سريعاً. وفي مقدور طرق الري الأفضل توفير ثلث المياه المستخدمة حالياً. وبحسب الخبراء يذكر أن برنامج الأمم المتحدة للتنمية يقدر أن الصناعة الصينية تستهلك 40 إلى 10 أمثال المياه التي تستخدمها صناعات نظيرة في الدول الصناعية. وحتى لو أمكن زيادة مياه النهر الأصغر بحسب لو فإن مياه النهر ستكون ملونة بالطين وبمواقع معادن الفحم. ورغم أن الحكومة المركزية بنت مئات وحدات معالجة مياه إلا أن الحكومات المحلية كثيراً ما تتركها خاملة لأنها لا تريد أن تتحمل تكاليف تشغيلها. وكما يقول مدير المعهد البيئي “تم بناء مئات محطات مياه الصرف في الصين، ولكن لم نشهد مياهاً أنقى، ولدينا أكثر من 600 حالة انتهاك ترتكبها محطات الصرف سواء لأسباب تدني المعايير أو عدم المعالجة الجزئية أو الكلية أو عدم التخلص الصحيح من الكمأة”. عن “واشنطن بوست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©