الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيادة الجيش تدعو إلى المصالحة والوحدة

قيادة الجيش تدعو إلى المصالحة والوحدة
15 ديسمبر 2007 00:57
شيع لبنان امس اللواء الركن فرانسوا الحاج وسط حداد رسمي وفي اجواء من الحزن البالغ، ودعت قيادة الجيش الاطراف اللبنانيين الى ''موقف تاريخي شجاع'' و''تنازلات'' تفضي الى توافق من دون شروط حول انتخابات الرئاسة· وحمل نعش مدير العمليات في الجيش على اكف رفاقه الضباط ووسط تصفيق ونثر الزهور والأرز الى داخل بازيليك سيدة لبنان في حريصا شمال شرق بيروت، حيث اقيمت مراسم الصلاة في حضور افراد العائلة وقائد الجيش ميشال سليمان وحشد من العسكريين والسياسيين من كل الطوائف والانتماءات الطائفية ووفود شعبية· وقال البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي ترأس مراسم الصلاة في رثاء الحاج ''لا يعرف أحد منا من أين يأتيه القدر المحتوم: أمن سيارة ملغومة أو من متفجرة مخفية تحت مقعد سيارة، وذلك ''على الرغم من جميع الاحتياطات والحذر والاقلال من الذهاب والمجيء والاقتصاد في المكالمات الهاتفية''· واضاف ان ''حوادث الاغتيال لا تزال تتوالى دونما رحمة او شفقة منذ ثلاث سنوات''، متابعا ''نحن امام فجيعة كبيرة، ليس بضابط من خيرة الضباط فحسب بل بوطن تتلاعب فيه الاهواء''· وقال صفير ان هذه ''الوتيرة مستمرة منذ ارتفاع الكابوس ظاهرا عنه والذي لا يزال يتربص به''، في تلميح الى انتهاء عهد ''الوصاية'' السورية على لبنان مع انسحاب الجيش السوري في ابريل ·2005 وتابع ان ''يد الغدر تمتد اليوم الى الجيش وقواده البواسل والجيش كان وسيبقى سياج الوطن، وقد برهن امس في نهر البارد انه درعه الواقية''· ودعت قيادة الجيش خلال المأتم و''باسم دم'' الحاج، الاطراف اللبنانيين الى ''موقف تاريخي شجاع'' والى تنازلات تفضي الى مصالحة ووفاق من دون شروط مسبقة· وجاء في كلمة قيادة الجيش التي تلاها اللواء الركن شوقي المصري ''ندعو الجميع الى اتخاذ موقف تاريخي شجاع يفضي بنا الى جسور الثقة والتوافق بين الاطراف، والمسارعة الى تحقيق المصالحة والوفاق من دون شروط او مساومات وقيود''· واضاف ان ''المصالحة والوفاق لا يتوقفان عند موازين القوى والتجاذبات السياسية، وان سيل دماء الشهداء يستحق منا التضحية والتنازل، على ان تكون الثقة المتبادلة هي الضمانة الاساسية والوحيدة لجميع الفرقاء''· وبدا واضحا أن قيادة الجيش تتحدث عن الوفاق حول الانتخابات الرئاسية، ولو لم تذكرها بالاسم، بعد مرور ثلاثة اسابيع على شغور منصب الرئاسة الاولى· وأكدت قيادة الجيش من جهة ثانية ان المؤسسة العسكرية ''لن يغمض لها جفن قبل توقيف القتلة المجرمين والاقتصاص منهم''· وكان النعش نقل ملفوفا بالعلم اللبناني صباحا من المستشفى العسكري الى بعبدا، حيث منزل الضابط الراحل ومكان وقوع الانفجار، قبل ان يتوجه الموكب الى حريصا· وانتشرت قوات الجيش اللبناني وآلياته على الطريق التي سلكها الموكب· وأدى له رفاقه التحية العسكرية في طقس ماطر وغائم· وغصت الكنيسة التي زينت بالأكاليل والزهور، وغلب الحزن والدموع على المشاركين· واعلنت الحكومة الجمعة يوم حداد وطني ورسمي مع تنكيس الاعلام، بينما اقفلت المدارس والجامعات الخاصة والرسمية· وتوجه موكب التشييع بعد انتهاء الجنازة الى بلدة رميش الجنوبية الحدودية مع اسرائيل، مسقط رأس الحاج، حيث سيوارى الثرى· ونقل جثمان الرقيب خيرالله هدوان الى بلدته حزين في البقاع، حيث سيوارى الثرى· وعلى صعيد التحقيقات في الجريمة، افاد مصدر قضائي ان ليس هناك موقوفون في القضية، بل اشخاص يتم استجوابهم حول مسائل محددة· وكانت عمليات كشف متعددة قد تمت امس على مكان الانفجار وجمعت اجزاء من السيارة المتفجرة وتربة الارض لمعرفة نوعية المواد المستخدمة في التفجير، وتردد بأن الاتهامات وجهت الى تنظيم ''فتح الاسلام'' الذي سبق ان توعد الجيش بعمليات ارهابية بعد سقوط مخيم نهر البارد في شمال لبنان· وقال وزير الدفاع اللبناني الياس المر، ان ثمة خيوطاً جدية مهمة ومتقدمة اكثر بكثير من تلك المتصلة بالجرائم السابقة، لكنه رفض الافصاح عنها، واكتفى بالاشارة الى انها شبكات ارهابية متشددة· واعلن المر انه يحصر جريمة اغتيال الحاج بـ''الإرهابيين المجرمين في نهر البارد''· وكان من ابرز المشاركين في تشييع الجنازة الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون وممثلين عن ''حزب الله'' والنائب وليد جنبلاط ورئيس اللجنة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع· وتقبل سليمان وكبار قيادات الجيش التعازي في الكنيسة، فيما بدأ جثمان الحاج رحلته الى بلدته رميش في جنوب لبنان والتي تستغرق اكثر من ساعتين· وقالت الامم المتحدة ان لبنان طلب منها المساعدة في التحقيقات في اغتيال قائد عمليات الجيش· وفي رسالة الى مجلس الامن قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه تلقى يوم الاربعاء رسالة من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تطلب ''مساعدة تقنية''· وقال إن ''الحكومة طلبت ان تكون لجنة التحقيق الدولية المستقلة على اتصال مع السلطات اللبنانية المعنية لذلك الغرض''· فضل الله يحذر من عودة مسلسل الاغتيالات بيروت - الاتحاد: أكد العلامة محمد حسين فضل الله ''انه لا تزال الدوامة الداخلية تفرض نفسها من خلال استمرار الجدل الدستوري والتجاذب السياسي في ظل انعدام الثقة بين الفرقاء اللبنانيين· ويبقى الشعب حائرا يحدق في هذا النزاع الذي يسبح في التجريد، بعيدا من الواقعية والقيم· وقد أثبتت الطبقة السياسية، مع بعض الاستثناءات، أنها فاشلة في الرؤية الاستراتيجية، وناجحة في تكرار الآراء الجامدة والمناورات التكتيكية من دون الاهتمام بواقع الشعب ومستقبل البلد''· وحذر فضل الله في خطبة الجمعة قائلا ''ان عودة التعقيدات الداخلية إلى ذروتها، مع تجدد التفجيرات التي أعادت اللبنانيين إلى حال الخوف والحذر من تردي الأوضاع الأمنية التي قد تفتح آفاق الاغتيالات لإرباك الواقع اللبناني السياسي والأمني''·وناشد الجميع ''أن يرحموا هذا البلد الصغير الذي لا يزال يعيش المعاناة الصعبة على الصعيد المحلي، أو في حركة التدخلات الدولية والإقليمية التي تمنعه من الاستقرار، وتزيد في مشاكله الحياتية والأمنية والسياسية''·· البابا يدعو إلى إيجاد طريق المصالحة الفاتيكا- ا ف ب: دعا البابا بنديكت السادس عشر لبنان الى ''ايجاد طريق الوحدة والمصالحة''، وذلك في رسالة تعزية وجهها الى البطريرك الماروني نصر الله صفير ونشرها امس الفاتيكان بعد اغتيال العميد فرنسوا الحاج· وجاء في الرسالة التي كتبت بالفرنسية وارسلت الى البطريرك الماروني ان البابا ''يطلب من الرب ان يمنح المسؤولين السياسيين والشعب اللبناني القوة الداخلية والشجاعة لإيجاد طريق الوحدة والمصالحة بعيدا عن المصالح الخاصة لكي يتمكن البلد من المضي قدما في السلام والاستقرار ''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©