الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق السلام في وادي سوات على وشك الانهيار

5 مايو 2009 02:20
بدا اتفاق سلام بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان على وشك الانهيار أمس، حيث هددت السلطات باستئناف العمل العسكري، فيما قام عناصر «طالبان» بدوريات في وادي سوات في تحد لقرار فرض حظر التجول. وتصاعدت حدة التوتر بين الحكومة التي تخضع لضغوطات أميركية لتوسيع نطاق هجوم أطلقته للقضاء على ناشطي ومتطرفي «طالبان». ويرى محللون أن الاتفاق الهش الذي وقع قبل ثلاثة أشهر ونص على إقامة محاكم شرعية في وادي سوات شمال غرب البلاد مقابل قيام «طالبان» بوقف القتال ونزع أسلحتها أصبح مهدداً الآن. وذكر سكان في وادي سوات أن مسلحين ينتمون إلى «طالبان» قاموا أمس بدوريات في شوارع مدن هذه المنطقة الواقعة شمال غرب باكستان، متحدين منعاً للتجول فرضه الجيش بعد رفضهم محكمة استئناف إسلامية أنشئت بموجب اتفاق السلام. وقال أحد سكان في المدينة «إنها المرة الأولى التي تستأنف فيها (طالبان) دورياتها المسلحة في مينجورا»، أبرز مدن وادي سوات منذ وقف إطلاق النار. وصرح رجل آخر طلب عدم كشف هويته أن «الرعب يسيطر مجدداً على المدينة». وأضاف «لا تذكروا اسمي لأن (طالبان) سيعثرون علي ويقتلوني». وأوضح شاهد ثالث أن مقاتلي (طالبان) «يتخذون مجدداً مواقع على أسطح الابنية»، بينما أكد مصدر آخر من سكان المدينة أن مقاتلي «طالبان» استعادوا مباني كانوا تخلوا عنها بموجب اتفاقهم مع الحكومة. وتعززت هذه المخاوف إثر سيطرة ناشطي «طالبان» على منطقة بونر المجاورة. وفي الأيام العشرة الماضية، قامت مروحيات عسكرية وقوات برية بحملة واسعة ضد مئات من مسلحي «طالبان» الذين كانوا يتقدمون جنوباً وشرقاً نحو منطقتي دير السفلى وبونر. وفرضت السلطات أمس الأول منعاً للتجول من الساعة 6 إلى الساعة 21,00 في مينجورا كبرى مدن سوات، للمرة الأولى منذ توقيع الاتفاق. وهدد وزير محلي في سوات عناصر «طالبان» بحملة عسكرية جديدة بعدما رفضوا محكمة الاستئناف الإسلامية. وقال واجد علي خان إن دوريات «طالبان» تعتبر «انتهاكاً واضحاً لاتفاق السلام هدفه تحدي سلطة الحكومة» في المنطقة. وأضاف «سنحاول حل هذه المسائل عبر التفاوض. لكن إذا رفضوا الالتزام باتفاق السلام، فلن يكون لدى الحكومة من خيار سوى إطلاق عملية ضدهم». من جهته، هدد المتحدث باسم «طالبان» مسلم خان بالرد، مشيراً إلى أن المقاتلين ليسوا الجهة الموقعة على اتفاق فبراير. وقال خان لوكالة فرانس برس «ليس لدينا أي اتفاق مع الحكومة، وإذا هاجمتنا القوات الأمنية فسنرد». والأحد عثرت السلطات المحلية على جثتين مقطوعتي الرأسين في خوازة خلا وهي معقل لـ»طالبان» في سوات ويعتقد أنها لاثنين من القوات شبه العسكرية. وأصيب جنديان أمس بعدما نصب ناشطون كميناً لقافلتهما في قرية كوتا في سوات، كما أعلن مسؤول عسكري. وقال الخبير في شؤون شمال غرب باكستان رحيم الله يوسافزي إن «اتفاق السلام انتهى تقريبا الآن لأن العملية العسكرية أطلقت وعناصر (طالبان) جددوا هجماتهم». وفي بونر، حيث أعلن الجيش أنه قتل ثمانين ناشطاً في هجومه الأخير، قال سكان إن القتال مستمر. وقال حشمة الله خان لوكالة فرانس برس إن «إطلاق النار المتقطع كان يسمع خلال الليل وكذلك دوي قذائف الهاون».
المصدر: بيشاور، باكستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©