وسام الحياة للمرأة·· لا البهدلة

دائما ما نسمع أموراً غير صحيحة عن المرأة·· وكل المواضيع التي يتم تناولها يكون فيها ظلم وإجحاف بمكانتها وإمكاناتها·· فالكل يتحدث ويقول إن المرأة لا تقوم بواجباتها المنزلية وتتكل في كل شيء على الخادمة·· حتى في تربية أولادها فهي لا تهتم بهم ولا تقوم بمتطلباتهم أو تلبي احتياجاتهم·· بل تذهب للتسوق وتتفرغ للأحاديث مع الجارات ومتابعة أحدث الصيحات تاركةً الهموم والغموم والأعباء على الخدم·· وهذا ليس صحيحاً، فأنا لدي خدم بالمنزل ولكن لا يقوم بتربية الأولاد غيري·· فقد أحتاج أنا وغيري للمربيات أو الخادمات لنتركها تمسك بيد الطفل عندما يريد أن يعبر الشارع أو حتى تلاحظه أثناء لعبه في المتنزهات وهذا ما لا نستطيع فعله في مكان مفتوح لأننا مجتمع محافظ·· ولتكاثر المسؤولية والأشغال داخل المنزل·· فقد كان المنزل قديما يحتوي على غرفتين والآن به أكثر من 10 غرف، إن لم يكن أكثر·· ولا ننسى أن أولادنا (الشباب خاصة) قد يغيرون ملابسهم أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهذا يتطلب الكثير من الغسيل لذلك نقوم بالاستعانة بغيرنا حتى نخفف عن أنفسنا بعض المسؤولية·· لكن هذا طبعا لا يتم دون إشراف منا·· لذا يغضبني القول إننا لا نفعل شيئاً ويؤلمني أن أسمع أموراً عبر الراديو لا تمت لمجتمعنا بصلة·· وأتألم أكثر لأن موجات الإذاعة تصل للعديد من البلدان، لذلك يأخذ الناس فكرة عن الإماراتيات بأنهن متقاعسات وعندهن أموال ولكنهن لا يهتممن بأولادهن! يا جماعة·· المرأة نصف المجتمع وهي من تصلح الكون بحنانها وعاطفتها ووعيها الذي يزداد يوماً بعد يوم·· وتستحق -بصراحة- ''وسام الحياة'' لما تراه من تعب، ولأنها تقوم بالكثير ولا تطلب مالاً على خدماتها، بل يكفيها التقدير والاحترام والنظرة الوفية من الغير·· لذا لا داعي لأن تظلموها في الإذاعات والتلفزيونات، وكأن الدنيا خلت من المواضيع ''لتبهدلوا'' المرأة فقط، حاولوا التمعن في المنازل جيداً فنحن لا نترك أولادنا بل نقوم بكل ما علينا·· وإن كانت الفتيات الجدد اللواتي لا يتحملن المسؤولية يتركن المسؤولية كاملة على الخادمة من طبخ وكنس وتربية وتنظيف، فهذا لا يعني أننا جميعا سواسية في النقص والإهمال· موزة المزروعي