الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تغريد البلابل في الصحراء

15 ديسمبر 2007 21:36
تعلو الهتافات والصيحات خلال المؤتمرات وقرب موعد الاحتفالات فتعلن حالة الطوارئ القصوى في البلديات وتعلق اللافتات والزينة بشعارات ''مناخنا·· جهودنا·· مستقبلنا''·· كلمات جميلة أرسلت بواسطة ''المسجات'' من مختلف بلديات الدولة، وإذا نظرنا لواقعنا البيئي فإننا سوف نراه حزينا يئن ويشتكي من ظلم الإنسان لبيئته وقسوته في تدميرها وتفننه في إبادة الطبيعة الخلابة بها، فظاهرة الاحتباس الحراري نشأت من جراء كثرة المصانع والأدخنة المتطايرة في الهواء وطبقات الجو السفلى، كما نشأت عوالق الأتربة جراء إبادة السلاسل الجبلية الشامخة، والتي أضحت فيما بين ليلة وضحاها كثبانا رملية، ناهيكم عن تدمير الطبيعة وأشجارها المعمرة التي جرفتها جرافات التدمير البيئي، بحجة إقامة فلل سكنية أو مشروع ما، عمر تلك الأشجار مئات السنين وتعمل على تلطيف الهواء والتقليل من نسبة الاحتباس الحراري، فالغطاء النباتي يلعب دوره الريادي في ذلك بل ويعشقه العالم بأسره والطبيعة الخلابة وروعة الاشجار بأغصانها وشموخ ارتفاعها وقوة صبرها وإبائها ومقاومتها لعوامل الزمن وندرة الأمطار، في الحقيقة نحن بحاجة إلى تنظيف عقول وأفكار الكثيرين ممن يتشدقون بالبيئة ويرفعون الشعارات الملفقة بأن بيئتنا بألف خير· لقد كانت قبل عشر سنوات·· والآن بيئتنا تحتضر وتحتضر معها صحة الناس، ألا يعلم هؤلاء المسؤولون أن التلوث البيئي من فعل الإنسان وتعديه الجائر على الطبيعة التي يحيا بها؟ أنأتي بالداء بأيدينا ثم نبحث عن دواء له؟ هل سمعتم يوما أو خطر على بال أحدكم تغريد بلبل في صحراء قاحلة ليس بها كلأ أو ماء؟! إن شدو البلابل وتغريد الطيور على الأشجار الدائمة الخضرة فقط،أين الحس البيئي؟ فليعلم الجميع أن البيئة هي بيتي وبيتك ومستقبل أجيالنا، ولنسع من أجل المحافظة عليها لتدوم لنا العافية· راشد بن زايد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©