الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدامات المعارضة والموالاة مستمرة في اليمن

16 فبراير 2011 00:29
عقيل الحلالي (صنعاء) - تظاهر الآلاف من اليمنيين أمس لليوم الخامس على التوالي، للمطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي بحث أمس مع زعامات قبلية وشخصيات اجتماعية، بمحافظتي صنعاء وعمران الشماليتين، الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله بعد 32 عاما من توليه مقاليد الحكم في اليمن. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، أن صالح ناقش مع الزعامات القبلية “العديد من القضايا والموضوعات التي تهم الوطن والمواطنين، وفي مقدمتها ما يجري في الساحة الوطنية”. وقال الرئيس صالح، لهذه الزعامات القبلية “إن البعض يريدون جر الوطن نحو الأزمة التي يتم افتعالها، ويحاولون عبر التحريض على الفوضى والعنف النيل من أمن واستقرار الوطن والسلم الاجتماعي”، مؤكدا أن اليمن “بلد ديمقراطي تعددي قائم على الحرية”. وأضاف: “من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه، لكن بالطريقة السلمية وفي إطار احترام القانون”، محذرا من أن “الفوضى” لن تقود إلا إلى “الخراب”. وأكد أنه من دعاة التغيير الذي يجب أن يكون “إلى الأفضل” وأن يأتي عبر “صناديق الاقتراع واحترام إرادة الشعب والمؤسسات الدستورية”. وشدد الرئيس اليمني على ضرورة أن يحافظ الجميع على الوطن “من أي محاولة لزرع الفوضى أو التخريب”، وأن “تتضافر كل الجهود المخلصة للوقوف ضد أي دعوة تستهدف النيل من امن” اليمن واستقراره ووحدته. في هذه الأثناء، تزايد عدد المعتصمين الشباب، وسط مدينة تعز، ثالث أكبر المدن اليمنية، للمطالبة برحيل الرئيس صالح، على غرار ما حدث في مصر وتونس. وقالت مصادر محلية بمدينة تعز لـ(الاتحاد) إن ما “لا يقل عن ثمانية آلاف شاب يعتصمون حالياً” شرق شارع التحرير وسط المدينة، جنوب صنعاء، للمطالبة برحيل الرئيس صالح، الذي يحكم اليمن منذ 32 عاماً. وأوضحت أن “عدد المعتصمين في تزايد مستمر”، نافيةً وقوع أي صدامات أمس بين المعتصمين وأنصار حزب المؤتمر الحاكم، الذي تمكن بعض أتباعه في العاصمة صنعاء من “احتلال” المدخل الرئيسي لجامعة صنعاء الجديدة لمنع المناهضين للرئيس صالح من التظاهر فيه. وكان المئات من أنصار الحزب الحاكم تجمعوا، منذ صباح أمس في ساحة المدخل الرئيسي للجامعة، مدججين بأسلحتهم البيضاء التقليدية (الجنابي) وهراوات، ورافعين أعلام اليمن وصورا للرئيس صالح، ولافتات منددة بـ”الفوضى والتخريب”. وأدى المتظاهرون - الذين كانوا يرددون هتافات مؤيدة للرئيس اليمني وأغاني وطنية - رقصات شعبية، وسط حضور مكثف لأجهزة الأمن اليمنية، التي قالت إنها مكلفة “فض” أي اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين. ويحتل أنصار الحزب الحاكم منذ 3 فبراير الجاري ميدان التحرير، وسط صنعاء، فيما تفرض قوات الأمن طوقاً أمنياً وأسلاكاً شائكة على مداخل الميدان كافة “لمنع أي جماعات احتجاجية من الوصول” إلى الميدان، حسبما أفاد لـ(الاتحاد) أحد الجنود المرابطين في الميدان. في هذه الأثناء، خرجت مسيرة شبابية طلابية من جامعة صنعاء الجديدة باتجاه الجامعة القديمة “لدرء الاحتكاكات” مع أنصار الحزب الحاكم الذين احتلوا المدخل الرئيس للجامعة الجديدة. وردد المشاركون في المسيرة، التي قادتها الصحفية والناشطة الحقوقية توكل كرمان. وعلى صعيد متصل، أعلن النائب في البرلمان اليمني، عبد الكريم الأسلمي استقالته من حزب “المؤتمر” الحاكم احتجاجاً على “قمع التظاهرات السلمية بالهراوات والعصي والسكاكين”. وقال الأسلمي، في تصريح صحفي، إنه استقال احتجاجاً على “عدم قيام كتلة “المؤتمر” (في البرلمان) بواجبها تجاه الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد”، إضافة إلى عدم اتخاذ الحزب الحاكم “أي مواقف من تعامل السلطة مع التظاهرات السلمية بشكل لا دستوري ولا قانوني بشكل يسيء لسمعة البلد”. إلى ذلك، اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية، قوات الأمن اليمنية باستخدام “صواعق الكهرباء والهراوات” لتفريق تظاهرة مناهضة للحكومة بصنعاء الأحد الماضي. ودعت المنظمة “هيومن رايتس ووتش”، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، في بيان، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أمس الأول (الاثنين)، الحكومة اليمنية إلى “الكف عن جميع الهجمات بحق المتظاهرين”، و”أن تحقق مع المسؤولين عنها وتقاضيهم”. كما دعت الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة الأساسية لاستخدام قوات إنفاذ القانون للقوة والأسلحة النارية، التي تنص على أنه يتعين على جميع قوات الأمن، بقدر الإمكان، الاستعانة بأساليب غير عنيفة قبل اللجوء لاستخدام القوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©