تظاهرت آلاف من النساء اليمنيات، أمس، أمام مجلس النواب (البرلمان)، احتجاجاً على “تعديلات قانونية مقترحة” تحدد سن الزواج بـ17عاماً، فيما دعت منظمة نسائية يمنية إلى تظاهرة مماثلة غداً الثلاثاء لتأييد إقرار هذه التعديلات.
وفشل البرلمان اليمني منذ أكثر من عام في إقرار مشروع قانون الزواج الذي يحدد السن القانونية بـ17 عاماً، بسبب رفض الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض، الذي يمتلك 42 مقعداً في البرلمان من أصل 301.
وفي التظاهرة، التي نظمتها الهيئة الشعبية للمرأة اليمنية، رفعت المتظاهرات لافتات كتب عليها آيات قرآنية وعبارات منددة بالتعديل المقترح، وطالبن بـ”الحقوق الشرعية للمرأة المسلمة”، وعدم “التعدي على الشريعة الإسلامية” و”استهداف المرأة المسلمة” باسم الحقوق والحريات.
كما أكدن رفضهن للاتفاقيات الدولية المخالفة للدين الإسلامي، حسب قولهن.
واستقبل التظاهرة النسائية عدد من النواب اليمنيين، الذين تسلموا رسالة تضمنت مطالب المتظاهرات.
في هذه الأثناء، دعت اللجنة الوطنية للمرأة إلى تظاهرة مماثلة غداً الثلاثاء، أمام مجلس النواب “للمطالبة بتحديد سن الزواج”. وناشدت اللجنة في بيان صحفي، نشرته أمس، “الجميع المشاركة الفاعلة” في التظاهرة، و”إحضار اليافطات المناصرة”.
وكان المؤتمر العام الثالث لنساء اليمن، الذي عقد مطلع مارس الجاري، قد طالب البرلمان “بضرورة تحديد سن الزواج الآمن للفتاة بـ18 سنة”.
إلا أن 140 عالماً يمنياً أصدروا الأسبوع الماضي، بياناً حذروا فيه مجلس النواب من إقرار قانون يمنع الزواج قبل سن 17، معتبرين أن هذا القانون “منكر عظيم” و”يخالف الشريعة الإسلامية”.
وأكد العلماء في بيان، حصلت (الاتحاد) على نسخة منه، أن “منع الزواج وتحديده بسن معينة ومعاقبة من أراد أن يعف ابنه أو ابنته بالزواج”، هو “تحريم لما أحله الله تعالي في كتابه وتجريم لفعل فعله النبي “عليه الصلاة والسلام”.
واعتبروا أن هذا القانون “منكر عظيم لا يجوز شرعاً للأدلة القطعية الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع وعمل الصحابة”، مؤكدين على أنه “يحرم على أي مسلم أو جهة تنفيذية أو تشريعية تبني هذا التقنين أو أي تقنين آخر يخالف الشريعة الإسلامية”.
وطالب العلماء أعضاء مجلس النواب “القيام بواجبهم الشرعي والوفاء بما عاهدوا الله عليه بالتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله”.
ويبرر الداعمون لإقرار هذا القانون، بأن هناك “عبثاً يحدث مع الفتيات الصغيرات من قبل المجتمع، بسبب الجهل بأضرار الزواج المبكر من جهة، وبسبب مطامع بعض الآباء وأولياء الأمور بالمال، وهو ما يجعل كثيراً من الفتيات أشبه بالسلع يتاجر بهن”.
عدد اليوم
