حركات جسدك·· تكشف شخصيتك

لو شعرت بعدم الارتياح تجاه شخص ما، أو ارتبت في أقواله·· ما عليك إلا أن تتخيل نفسك ممسكا بجهاز ''ريموت كنترول''، فتخفض صوته وتتأمل حركات جسده، فعندما يكذب اللسان تفضحه بقية أعضاء الجسد، فالوجه يبوح بما يرواغ به اللسان، والعين تفضح ما تخبئه النفس، وحركات اليدين والرجلين تكشف ما في الصدر· ومن يمعن في حركات الآخرين يستطع معرفة ما في دواخلهم· وقديما برع العرب في علم الفراسة ونبغوا في التحليل النفسي البصري· ويعتبر المثل العربي القائل ''كاد المريب أن يقول خذوني'' خير دليل على فهمهم لحقيقة الجسد كمرآة للتوازن النفسي للإنسان تعكس التناغم التام بين ما يفكر فيه العقل وما يقوله اللسان وما يفعله الجسد· ومع تقدم العلم أصبحت قراءة لغة الجسد والاستدلال منها على تفسير سلوكيات الآخرين فن وعلم له أصول وقواعد· فعندما يأتي إليك شخص بقصة ملفقة طمعا في استغلالك، أو يحاول أحدهم خداعك فيبالغ في قدراته ومهاراته، أو أن يقدم أحدهم أعذارا واهية ليمتنع عن مساعدتك، دعك مما سيقول وتأمل كيف يقف أو كيف يجلس، لاحظ تعبيرات وجهه ونظرات عينيه، ركز في تحليل نبرات صوته ومخارج كلماته، راقب كيف يستخدم يديه وفي أي اتجاه يحرك أصابعه· فالكذب يدفع الإنسان إلى الإتيان بحركات لا إرادية كالضغط على الشفتين أو فرك الوجنة أو حك الحاجب أو ترتيب الشعر أو تغطية الفم باليد، أو كالاندفاع في الكلام والتلعثم أو الثرثرة وجفاف الحلق· وكل حركة جسدية صغيرة كانت أم كبيرة تدل على موقف وحالة معينة· وكل ما يتجلى من حركات جسدية عند الإنسان هو صورة مطابقة لعقليته ونفسيته· والشخص حديث العهد بالكذب يظهر عليه التوتر والقلق سريعا، فيتصبب عرقا ويتفادى النظر مباشرة إلى عينيك· وتراه يلمس أذنه أو أنفه تارة ويحك رأسه وذقنه تارة أخرى ويبالغ في تأكيد روايته بالقسم· فالكذب يسبب تغيرات في تدفق الدم إلى الوجه، تتجسد على هيئة احمرار في الوجه أو احتقان في أنسجة الأنف الداخلية مما يدفعه إلى لمس أو فرك أنفه· وهذه العلامات تظهر حجم الصراع الداخلي الذي يدور في دماغ الكاذب· إذ تقوم المنطقة الدماغية التي تلفق الكذب بإجبار الفم على مواصلة الحديث، لكن الجزء الدماغي الذي يرفض الكذب يحاول تشتيت الجسد لإخفاء ذلك· وعلى العكس من ذلك ستجد أن الشخص المتمرس في الكذب هادئ الأعصاب· وربما يبالغ في النظر إلى عينيك أكثر من العادة وتراه يبتسم لتشتيت انتباهك· إلا أنه مهما كان بارعاً ستبقى هناك حركات من الصعب أن يخفيها مثل هز الكتفين أثناء الكلام وكأن اليدين تريدان إنكار ما يقوله الفم· أو تغيير وضعية الجلوس من آن لآخر· أو تحريك الذراعين إلى خارج جسده· أو وضع يديه في جيبيه أو تشبيك أصابعه إلى الداخل· وعادة ما يحرص المخادع على إبقاء مسافة فاصلة بينه وبين ضحيته لتخفيف إحساسه بالذنب· وتجد النصّاب يفضل تلفيق الأكاذيب عبر الهاتف أو أثناء القيام بأعمال يدوية أخرى حتى يكبح علامات الكذب اللاإرادية من الظهور على جسده