الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصور ياباني بجواز سفر خليجي!

مصور ياباني بجواز سفر خليجي!
15 ديسمبر 2007 22:05
للسفر سبع فوائد كما يقول المثل السائر، لكنني اكتشفت أن للسفر سبع مساوئ أيضاً، أولاها لقاء العرب خلال سفرك!!· آسف لكوني أقولها بهذه البساطة، ولكن لي أسبابي التي لا تتعلق بنبض عروبتي أو مقياس ومدى حبي لبني قومي، فكل الحكاية أنني تعرضت لأكثر من موقف على أيدي بني أمي الذين كان ظلمهم ''أشدّ مضاضةً من وَقْعِ الحُسَامِ المُهندِ''· فقد اعتدت على حمل كاميرتي في السفر، لأشغلها طوال الوقت، منذ إقلاع الطائرة في مشوار الذهاب للبلاد الغريبة حتى إقلاعها في رحلة العودة لبلادي الحبيبة، نظراً لولعي بهواية التصوير الفوتوغرافي عبر نافذة الطائرة التي لا يتاح لي حجز المقعد المجاور لها في كل مرة، فأتحين وجود مقعد فارغ قرب النافذة بعد الإقلاع، لأستأذن طاقم الطائرة لتغيير مكاني، وهذا ما حصل معي في رحلتي الأخيرة إلى تايلاند، حيث أردت التوجه لشباك فارغ إلا أن رجلاً كان يسد علي الطريق، استأذنته بالإنجليزية كي يدعني أمرّ للجلوس، لكنه نهرني بعصبية غير مبررة وبإنجليزية ركيكة: ''واي يُو سِييييت''؟!!! وعندها عرفت بأن الحبيب عربي من خلال لكنته، فاستدعيت طاقم الطائرة الذي أنكر عليه سلوكه بعبارة معناها: ''دع الرجل يجلس حيث يريد، الرجل طلب الإذن مسبقاً والمقعد شاغر، والطائرة ليست ملكا لأبيك''!· المهم جلست وقمت بالتصوير، وساعتها قام الحبيب نفسه بالسخرية مني مع أصدقائه الذين جلسوا في مقاعد متناثرة قريبة: ''إش عنده الياباني امقطّع روحه على التصوير''؟؟ فرد آخر: ''اليابانيون مجانين تصوير، يمشون وايصورون أي شي''!! وراحوا يتندرون ويسخرون، فتعجبت ونظرت لظلي المنعكس في نافذة الطائرة، وقلت في سري: ''إنهم يظنونني يابانياً، مع أن عيني واسعة كعين الجمل''!! وأضفت: ''ولكن ماذا لو كنت يابانياً بالفعل؟ ترى ما هو الانطباع الذي سآخذه عنهم كعرب جمعتني بهم الصدفة في هذه السفرة''؟!!· انتهت الرحلة وهبطت الطائرة في بلاد التجارة والمنتجعات والمساج الفاخر، فسارع كل راكب لأخذ حقائبه الصغيرة وأخرج جواز سفره وأوراقه استعداداً للنزول، فتعمدت التظاهر بامتلاء يدي بالأغراض فحملت جواز سفري بشكل ظاهر في فمي في حركة لئيمة ''نُص كُمْ''!! وعندما تنبه الإخوة الأعداء إلى كوني خليجياً، أخرستهم الدهشة وكان وجه صاحبي الذي هزأني مبرقشا كشاشة التلفزيون الملوّن بعد نهاية الإرسال أيام زمان، أما أنا فقد ارتسمت على وجهي ابتسامة لذيذة لتلقينهم ذلك الدرس الصامت· هل عرفتم الآن إحدى مساوئ السفر؟ يقول تقرير طريف قرأته مؤخراً إن بعض العرب يحاولون تغيير سلوكياتهم في الخارج، عبر الالتزام الشديد باحترام الطابور، والابتعاد عن أماكن القلاقل والزحام، والتقيد بكافة الأنظمة المرورية، واحترام القانون بشكل كبير خلافاً لما هم عليه عادة داخل بلادهم، بسبب الأنظمة الصارمة خاصة في أوروبا، ولكن ذلك لم يكن ينطبق تماماً على العرب الذين يزورون شرق آسيا على ما يبدو، لذلك أنصح أياً كان، إذا ما عزم على السفر لبلاد بعيدة بالتالي: ''إذا شفت العرب، ارحم نفسك بما يمليه عليك ضميرك، واللبيب بالإشارةِ الحمراء يتوقفُ''!!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©