الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جبهة المرأة المتحدة في الهند··· ممنوع اقتراب الرجال

جبهة المرأة المتحدة في الهند··· ممنوع اقتراب الرجال
15 ديسمبر 2007 22:08
في الوقت الذي لا تكون مشغولة فيه بالبحث عن مساحة خالية، تصلح مقرا للفرع المحلي من حزبها السياسي -أحدث الأحزاب التي تم تأسيسها في الهند- فإن ''سانداري راماتشاندران'' عادة ما تسافر إلى نيودلهي للالتقاء بأستاذها الروحي، ورئيس حزبها ''سومان كانت''· والآنسة ''راماتشاندران'' هي واحدة من بين ما يزيد عن 100 امرأة قررن الانضمام إلى أول حزب هندي تقتصر عضويته على النساء فقط، وهو حزب'' جبهة المرأة المتحدة''· لقد تم إطلاق هذا الحزب الشهر الماضي بواسطة السيدة ''كانت'' الباحثة الاجتماعية، وزوجة النائب السابق لرئيس الجمهورية الهندية، لتعزيز تمثيل المرأة في حقل النشاط السياسي الهندي، الذي كان يقتصر تقليديا على الرجال· ومن أوائل المهام المدرجة على أجندة ''كانت'' تأمين الحصول على ما نسبته 50 في المائة من المقاعد المنتخبة في البرلمان للنساء· وهذه المهمة ليست باليسيرة، خصوصا إذا ما علمنا أن الحركة النسائية في الهند، تطالب منذ مدة طويلة بزيادة تمثيل النساء إلى 33 في المائة من إجمالي المقاعد البرلمانية، دون أن تتمكن من ذلك بسبب المعارضة القوية لهذا المطلب؛ ويشار في هذا السياق إلى أن هناك عدة مشروعات قوانين، تتعلق برفع نسبة تمثيل المرأة لا تزال معلقة منذ عام 1996 في انتظار الموافقة من السلطات المختصة، وهو ما أدى إلى بقاء نسبة تمثيل المرأة عند النسبة الحالية التي لا تتجاوز 8 في المائة· تقول ''كانت'' في معرض تعليقها على هذا الوضع : ''نحن نؤمن بحقنا في المساواة ولسن بمتسولات، وأنا لست مقتنعة بالمطالبة بـ33 في المائة من المقاعد، في حين أن نسبة المرأة في المجتمع هي 50 في المائة''· ليس الجميع في الهند مقتنعين بتخصيص نسبة معينة من المقاعد البرلمانية للمرأة، حيث يرون أن ذلك يمكن أن يؤثر على حصة قطاعات المجتمع الأخرى المحرومة· ولا يقتصر عدم الاقتناع هذا على الذكور، بل إن العديد من النساء يرين أن نسبة الخمسين في المائة هذه مبالغة في طموحها· ولكن ''رامتشاندران'' تعتقد أنه من الواجب على النساء أن يسعين إلى الحصول على تلك النسبة وتبدي ثقتها الكاملة في ''كانت''· الحقيقة أن النضال السياسي شيء متوارث في عائلة ''كانت'' التي تنحدر من عائلة من المناضلين الهنود من أجل الحرية الذين شاركوا في حركة'' اتركوا الهند'' التاريخية التي كانت تطالب بالاستقلال من بريطانيا، والتي عملت كمدرسة في ولاية البنجاب قبل أن تتزوج ''كريشان كانت''، الذي ينحدر هو الآخر من عائلة من المناضلين من أجل الحرية، وشارك في العمل السياسي في بلاده حتى وصل إلى منصب نائب رئيس الجمهورية الذي استمر فيه من عام 1997 حتى وافاه الأجل عام ·2002 وقد صنعت ''كانت'' اسما لنفسها كباحثة اجتماعية عندما كان زوجها يشغل منصب محافظ ولاية ''اندرا براديش'' الجنوبية حيث ناضلت من أجل سن قوانين فعالة للحد من الانتشار الواسع النطاق لظاهرة إدمان الكحول، والعنف ضد المرأة· وتقول ''كانت'' التي كانت على وشك اعتزال النشــاط العــــام بعد وفاة زوجــــها، إن ما دفعها للعمل في المجال السياسي هو رغبتها في مساعدة المرأة، وإنها لا تحتاج إلى شيء لنفسها وإن طموحها هو تحقيق سعادة المرأة، وذلك من خلال السماح لها بالمساهمة في تنمية وتطوير المجتمع''، وقبل أن تطلق حزب ''جبهة المرأة المتحدة'' ترأست ''كانت'' هيئة خيرية وطنية يطلق عليها ''ماهيلا داكاشتا ساميتي'' التي تعمـل في مجال تمكين المرأة في المجال الاجتماعي والاقتصادي· وتقول ''كانت'' إن حزبها سوف يناضل من أجل الحصول على حقوق المرأة وسوف يركز على الفقر، وعلى الرعاية الصحية وتوفير الوظائف· وإطلاق حزب سياسي ليس من المهام الميسورة خصوصا في ولايات مثل ''تاميل نادو'' المعروفة بانتماءات سكانها الحزبية القوية، وهي تقول عن ذلك ''الموقف ليس مشجعا، ونحن نعتمد على قوة إرادة أعضاء حزبنا من أجل مواجهة قوة الولاءات الحزبية لسكان الولايـــة''· كما أن التغطية الإعلامية المحدودة لأنشطة الحزب، تعني أن العديد من الناس بما فيهم المحللون السياسيون لم يسمعــوا عن الحزب، إلى ذلــك يبــدو البعـض الآخــر متشككــا بشأن إمكانية نجاح استراتيجية سياسية مبنية على الهوية الجنسويــة· والسبب الذي جعل بعض النساء في الهند يرين أنه من الضروري أن يتحدن سويا ويشكلن حزبا سياسيا، وهو ''أن المجتمع بأسره منحاز ضد المرأة، ويمارس التفرقة ضدها، ويتبنى ثقافة ذكورية أبوية'' هذا ما تقوله ''سودها ساندارامان'' سكرتيرة اتحاد المرأة لعموم الهند الذي يتخذ من دلهي مركزا له· وتقول السيدة ساندارامان أيضا إن تجميع عدد كبير من العضوات للحزب ليس هو كل شيء، وتؤكد هي و''كانت'' وراماتشاندران'' أنهن لا يسعين إلى السلطة، وأن كل ما يردنه هو أن يكون صوت المرأة مسموعا في البرلمان· ويخطط حزب ''جبهة المرأة المتحدة'' لتقديم مرشحات من كافة الولايات الهندية من أعضائه في الانتخابات القادمة، وهي تقول عن ذلك: ''سوف نرشح النساء على أساس الاستحقاق، وليس على أي أساس من الأسس التي يتم الترشيح بموجبها بالنسبة لباقي الأحزاب حيث يتم ترشيح المرأة لشغل منصب برلماني، لأنها أخت أو بنت أو زوجة أو قريبة لأحد المسؤولين، على الرغم من تواضع درجة كفاءتهن''· ويشار إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي الذي يقوم بتقييم درجة المشاركة البرلمانية للمرأة في 189 دولة يضع الهند في المركز 107 على مستوى العالم، في حين يضع جاراتها أفغانستان في المركز 25 وباكستان في المركز ·48 وحسب إحصائية عن البرلمان الدولي رصد فيها نسب مشاركة المرأة في البرلمانات الوطنية حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي ،2007 فإن رواندا تصدر ت القائمة بنسبة مشاركة 48 بالمائة، تلتها في المرتبة الثانية السويد بنسبة ،47,3 وفنلندا في المرتبة الثالثة بنسبة 42 بالمائة، بينما جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة ،68 في حين كانــت دولــة ككوبــا في المرتبــة الثامنـــة بنسبة مشاركة 36 بالمائة، وجاءت الهند على المرتبة 107 بنسبة 8,3 بالمائة· ناتشاماي رامان محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©