كأسك·· يا مريخ

في واحدة من أحلى وأجمل لقاءات القمة بين عملاقي الكرة السودانية الهلال والمريخ ، استطاع الأخير أن يقتنص فرصة الفوز في الدقيقة 71 بهدف رائع وقوي في نهائي كأس السودان أمس الأول باستاد الخرطوم بعد ملحمة عنيفة امتزجت بالعطاء وبذل الجهد، وتقديم كل فنون الكرة الحديثة لتخرج الجماهير راضية عن العرض واستفادة القمة من السباق الأفريقي حيث جاءت المباراة جادة منذ الصافرة الأولى، وسرعان ما استطاع الهلال أن يبسط سيطرته الميدانية على الملعب عبر توزيعات وتمريرات قصيرة ما بين دفاعه وخط وسطه لم تشكل أي خطورة طوال ربع الساعة الأولى والتي تراجع فيها المريخ حتى يتمكن من كشف أوراق الهلال، إلا أن الأحمر وهو الآخر لم يفلح في تنظيم هجمات تقوده إلى الشباك الزرقاء حيث إنه ركز على بناء المرتدات عن طريق الطرف الأيمن للثنائي علاء الدين بابكر والنيجيري إيداهو والتي قابلها ثلاثي الهلال علاء جبريل، حمودة ومهند بقوة وحسم إلا أن الأول نال البطاقة الصفراء واستمر الأداء بقوة مع لمسات فنية رائعة من رباعي الهلال عمر بخيت، يوسف محمد، البرنس وكليتشي وثلاثي المريخ قلق، العجب وهيثم طمبل حتى أعلن قاضي الجولة عن نهاية الشوط الأول· ومع بداية الشوط الثاني دفع المدير الفني للهلال هيرون ريكاردو بالنجم إسحاق كرنقو خلفاً لعلاء جبريل الذي تفاقمت إصابته ويواصل الهلال بذات أسلوب الشوط الأول تمريرات قصيرة وسيطرة على منطقة المناورة والتحضير دون فاعلية بينما شكل المريخ هجمات في غاية الخطورة من ثنائي المقدمة طمبل والعجب وبعد مرور ربع الساعة الأولى ارتفع الأداء قوياً من جانب الفريقين وكثر اللعب العنيف ليشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجه علاء الدين بابكر لعرقلته لمهاجم الهلال كليتشي وبعد مرور ثلث الساعة وفق المريخ في تنظيم هجمات خطرة على مرمى الهلال ليحدث ارتباكاً واضطراباً وسط دفاعه مع أخطاء لبعض نجوم الوسط، ومن إحداها استغل النيجيري ايداهو التمريرة الخاطئة من نجم وسط الهلال عمر بخيت ويتقدم بالكرة بقوة ولحظة تأهب قلب الدفاع ريتشارد للاستحواذ على الكرة وينجح ايداهو في المرور ومواجهة حارس الهلال أبوبكر الشريف وبذكاء يهدف على يسار الحارس الذي أخذ الناحية اليمنى كهدف رائع وبديع يدل على مهارة اللاعب التهديفية ليشعل المدرجات المريخية ويمنح الأحمر فرصة التفوق، السيطرة على زمام المباراة على الرغم من المحاولات الجادة لهلال عن طريق البديل معتز كبير والمحترف النيجيري قودوين وتحركات مواطنه يوسف محمد إلا أن دفاع المريخ استبسل أمام هذه الهجمات المتواصلة وبرع الحارس محمد كمال في إهدار الوقت وتأخير اللعب ليشهر الحكم في وجهه البطاقة الصفراء نتيجة لأفعاله· وازداد التوتر وسط القاعدة الهلالية في ظل إخفاق نجوم الفريق في إدراك التعادل ليستغل المريخ هذا الوضع في بناء هجمات منظمة وخطيرة لتعزيز هدف إيداهو حتى أعلن الحكم عن نهاية المباراة بفوز المريخ وتتويجه بطلاً لكأس السودان للمرة الثالثة على التوالي وينال الذهبية بينما حاز منافسه على الفضية· وخرجت جماهير المريخ في مسيرات فرح هادرة وجابت مدن العاصمة الثلاث الخرطوم، أمدرمان وبحري وهي فرحة بانتصار فريقها على الهلال بعد ضياع حلم استرداد لقب الممتاز كما احتفل نجوم المريخ بالكأس من داخل الاستاد وتواصلت الأفراح المريخية حتى فجر أمس وتمددت في كل مدن السودان· وعقب نهاية المباراة وفي المؤتمر الصحفي أبدى المدير الفني للمريخ الوطني محمد عبد الله مازدا إعجابه بأداء نجومه خاصة في الشوط الثاني وقال: كنت على ثقة تامة من تحقيق الفوز على الهلال على الرغم من أن الأخير استطاع أن يقدم عرضاً رائعاً في الشوط الأول نجح الهلال في الظهور بشكل رائع وأعرب عن تقديره وشكره للمدير الفني السابق للمريخ الألماني أتوفيستر بنجاحه في إعداد الفرقة المريخية قبل رحيله وأن بصماته ظهرت في هذه المواجهة ونهدي له هذا الانتصار· بينما أكد مدرب الهلال البرازيلي هيرون ريكاردو أنه بحث عن فوز منذ انطلاقة وأنه اعتمد على السيطرة واستغلال أطراف الفريق في بناء الهجمات وامتلاك منطقة المناورة والتحضير إلا أن الحظ عبث لهم كثيراً في بعض الفرص التي تهيأت لنجوم فريقه خاصة الثنائي النيجيري كليتشي وقودوين وقال: المريخ يستاهل الفوز بعد أن عمل نجومه بجد واجتهاد لتحقيق الانتصار· والتقى ''الاتحاد الرياضي'' بعدد من نجوم الفريقين حيث أكد قائد المريخ فيصل العجب أنهم تعاهدوا على تعويض جماهيرهم بعد فقدانهم لكأس الممتاز كأجمل عيدية وختام للموسم الكروي، بينما امتدح مجاهد أحمد محمد مستوى رفيقه الحارس محمد كمال واشار إلى أن المريخ قدم مباراة رفيعة المستوى وأنهم يعدوا جماهير المريخ بمواصلة الانتصارات على المستويين المحلي والخارجي في الموسم المقبل، بينما اكتفى نجوم الهلال بأن الحظ عاندهم كثيراً في اسعاد جماهيرهم وتحقيق الفوز على المريخ والجمع بين بطولتي الدوري والكأس، مضيفاً بأنهم قدموا مباراة كبيرة افتقدت إلى مغازلة الشباك·