إطلاق مبادرة "برلمان المدارس" لتعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة

دخلت مبادرة إنشاء "برلمان المدارس" حيز التنفيذ رسمياً، وذلك بموجب مذكرة تفاهم أبرمت بين معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم. ويهدف "برلمان المدارس" الذي سيتشكل من طلبة في المدارس الحكومية والخاصة إلى نشر ثقافة الحوار والتربية على قيم المشاركة للأجيال الصاعدة خاصة في ممارسة حرية التعبير وتنمية الوعي بالهوية الوطنية لتحقيق متطلبات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يعود بالأثر الإيجابي على التنمية التعليمية. ومن المقرر تشكيل لجنة مشتركة بين المجلس والوزارة لوضع آليات عمل "البرلمان" وعدد أعضائه والمحاور الأخرى ذات العلاقة، بحسب رئيس المجلس الوطني الاتحادي الذي أوضح أن اللجنة ستنتهي من عملها قريباً. كما ستعنى اللجنة المشتركة بمتابعة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التي تتضمن أيضاً تنفيذ برامج وأنشطة تستهدف إكساب الطلبة المعارف البرلمانية اللازمة عن المجلس ونشر الثقافة المجتمعية بأهمية الدور البرلماني، وذلك بما لا يعرقل العمل خلال اليوم الدارسي داخل المدارس أو المؤسسات التعليمية. وأشار معالي رئيس المجلس الوطني في تصريحات صحافية أدلى بها عقب توقيع مذكرة التفاهم في مقر الأمانة العامة للمجلس في دبي إلى أن برنامج إنشاء "برلمان المدارس" جاء بمبادرة من المجلس تحقيقاً لأواصر التعاون مع وزارة التربية والتعليم بهدف إطلاع مختلف فعاليات المجتمع على دور واختصاصات ونشاطات المجلس ونشر الثقافة البرلمانية بما يعزز دور الأجيال القادمة في المشاركة الفاعلة بمسيرة البناء والنماء في ظل القيادة الرشيدة". وأوضح معالي المر أن برلمان المدارس "من شأنه أن يضع الطلبة في صورة مفصلة لتطورات الحياة السياسية في الدولة ومسيرة المجلس الوطني منذ عقد جلسته الأولى في عام 1972، والدعم الذي يحظى به من قبل قياداتنا الرشيدة منذ أن افتتح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، فصله التشريعي الأول وتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وخطابات سموه والقرارات التي اتخذها لتمكين المجلس". وأكد حرص المجلس على التفاعل وبناء أسس للتفاهم مع الجهات الحكومية تيسيراً لأعماله التشريعية والرقابية والسياسية وتعزيز أنشطته الهادفة والبناءة وذات الأثر الإيجابي على الرأي العام. وبموجب المذكرة، يعنى المجلس الوطني الاتحادي بتوفير البرامج التدريبية للطلبة في مجالات مفاهيم وآليات العمل البرلماني وعقد ندوات تعريفية ميدانية للطلبة وبرامج توعية ومحاضرات ولقاءات للتعرف إلى المجلس وإعداد وإصدار المطبوعات الإرشادية التي تسهم في نشر الثقافة البرلمانية. واعتبر رئيس المجلس الوطني الاتحادي "ان طلبة المدارس هم أكثر الفئات المستهدفة لترسيخ الهوية الوطنية وتزكية الحس لديهم من خلال تعريفهم بدور المجلس ونشر الثقافة المجتمعية بأهمية الدور البرلماني". واكتفى معاليه في رده على سؤال حول ما ذا كان هناك "توجه لإنشاء برلمان لطلبة الجامعات على غرار برلمان المدارس "من الممكن دراسة هذا الموضوع مستقبلاً". من جهته، اعتبر معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم "ان مذكرة إنشاء برلمان المدارس تعد واحدة من أهم مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقعتها الوزارة لما لأهدافها من أبعاد بالغة الأهمية تخص هويتنا الوطنية ومقومات تعزيزها وتأصيل قيمها في نفوس الطلبة". وتعمل وزارة التربية والتعليم، وفقاً لمذكرة التفاهم، على توفير الأعداد اللازمة من الطلبة في برنامج "برلمان المدارس" وتمكين الطلبة من حضور فعالياته وجلساته التي سيتم تنظيمها في مقر المجلس الوطني الاتحادي في أبوظبي وستناقش خلالها قضايا مجتمعية مختلفة، إلى جانب نشر المطبوعات التي تصدرها أمانة المجلس الوطني والمساهمة العلمية والفنية والإدارية في فعاليات البرنامج. وقال معالي وزير التربية والتعليم: "إن مبادرة إنشاء برلمان المدارس تعكس الدور التاريخي الكبير الذي يقوم به المجلس الوطني الاتحادي في تقوية أواصر المجتمع ونمائه"، لافتاً إلى أن المبادرة تشير بوضوح إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه المجلس بقطاع التعليم وقضاياها الأساسية والتطلعات لتنشئة أجيال واعية قادرة على مواصلة المسيرة التي ترعاها وتباركها القيادة الرشيدة. وأوضح القطامي "ان الأهداف المتوخاة من برلمان المدارس والخاصة بتعميق المواطنة الإيجابية لدى الطلبة وتعزيز حسهم الوطني ونشر الثقافة البرلمانية في أوساطهم من شأنها غرس القيم والمبادئ الرئيسية التي ارتكزت عليها وثائق المناهج الوطنية وراعت فيها وزارة التربية والتعليم دعم الهوية الوطنية في نفوس الطلبة، مؤكداً الحرص على مواصلة تعزيز قيم المشاركة لدى الطلبة لا سيما في إطار التطوير المستمر للمناهج". حضر توقيع مذكرة التفاهم من المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة منى جمعة البحر، وشيخة عيسى العري، وسالم محمد هويدين، وأحمد محمد الجروان، وعائشة أحمد اليماحي أعضاء لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة، والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية، وعبدالعزيز بن درويش الأمين العام المساعد للجلسات واللجان. كما حضر التوقيع من وزارة التربية والتعليم فوزية حسن غريب وكيل الوزارة المساعد لقطاع العمليات التربوية، وشريفة موسى مديرة إدارة الأنشطة الطلابية، ومراد عبدالله مدير إدارة الاتصال الحكومي.