السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التنافس غير الشريف وعدم الشعور بالأمان الوظيفي يعوقان الإنتاجية

التنافس غير الشريف وعدم الشعور بالأمان الوظيفي يعوقان الإنتاجية
15 فبراير 2013 10:02
يعد الاستقرار في العمل والابتعاد عن الضغوط النفسية داخله، مفتاحاً للحياة السعيدة والتوازن في مناحي الحياة كافة التي يعيشها الإنسان، غير أن التعرض لأنواع من الضغوط في العمل تعوق الإنتاجية، ويترك آثاراً سيئة على الفرد وعلى البيئة المحيطة به سواء في مكان العمل أو بين جدران المنزل، وهو ما يمكن التغلب عليه بوسائل عديدة، منها أن يتشارك الموظف والمدير لخلق بيئة عمل مريحة. عوامل مسببة حول الأسباب المؤدية لضغوط العمل، يقول حسام الزهيري، ويعمل مدير تسويق بإحدى شركات القطاع الخاص، إن ضغوط العمل أصبحت جزءاً أساسياً من سمات الحياة العصرية، كون الجميع في حالة تنافس وسعي لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، وهو ما يدفع البعض إلى انتهاج سلوكيات غير سليمة تجاه زملائه أو مرؤوسيه، فهُناك من الموظفين لا يهتم غير بتمضية عدد ساعات من العمل دون إنتاج حقيقي، ويتملص من المهام الموكلة إليه، ويحاول أن يجعل أحد زملائه يقوم بها، وهو بلا شك يؤثر سلباً على بيئة العمل. ويتابع: «هُناك من المديرين من يضغط على مرؤوسيه بهدف رفع مستوى الإنتاجية وتجويد العمل أو الخدمة، دون النظر إلى متطلبات الموظفين أنفسهم أو إيجاد حوافز تدفعهم إلى تطوير أدائهم وإنجاز أعمالهم على أكمل وجه، وهناك من المديرين، خاصة في القطاع الخاص، من يماطل في إعطاء موظفيه العطلات الرسمية التي تكون في المناسبات المختلفة». ويضيف: «هُناك من لا يساوي بين أجور مَنْ يعملون لديه، ما يجعل هناك حالة من الاحتقان والغيرة بين الموظفين، وهي جميعاً أساليب تزيد من الضغوط والأعباء النفسية داخل بيئة العمل، وبالتالي تترك آثاراً سلبية على منظومة العمل ككل، وفي الاستقرار النفسي للموظفين». ويؤكد هاشم المحيربي، موظف بإحدى الجهات الحكومية، أن أكثر هذه الضغوط يتعرض لها المجتهدون في أعمالهم، حيث إنهم دائمو التفكير في العمل وكيفية الوصول إلى مستوى أعلى من الأداء في الأعمال الموكلة إليهم، وهذا يؤدي إلى الاستغراق في العمل، فيأخذ البعض مشكلات العمل معه إلى المنزل، وهذا يجعل الفرد في حالة ضغط عصبي وتوتر، ما قد يؤدي إلى نتيجة عكسية في العمل. ينصح المحيربي هذه الفئة بأن تفصل تماماً بين الوظيفة التي تؤديها وبين حياتها الشخصية، فهذا يجعلهم أكثر إقبالاً على العمل وأعلى قدرة في تقديم الأفضل وتحقيق التفوق في المجال الذي يمارسونه. وترى إيمان قاصد، موظفة بشركة عقارية، أن عدم الشعور بالأمان الوظيفي، أبرز مسببات ضغوط العمل، وعلى الرغم من أنها تؤدي عملها بإتقان ومن الأشخاص المشهود لهم بالكفاءة، إلا أن ذلك لا يعتبر ضماناً لاستمرارها في الوظيفة، وهو ما يمثل هاجساً مستمراً لديها، خاصة أن لديها التزامات مادية كبيرة تدفعها شهرياً من مرتبها، وأي خلل بما تتقاضاه شهرياً أو تركها المفاجئ للعمل قد يسبب لها مشكلات كبيرة لا تستطيع مواجهتها، وهي حال بعض الأشخاص الذين واجهوا ظروفاً مماثلة، وقاموا بشراء سيارات بضمانات بنكية، أو شراء شقق في بلدانهم الأصلية، غير أنهم عجزوا عن الانتظام في دفع هذه الالتزامات بسبب تركهم العمل والعودة إلى بلدانهم. وجهان لعملة واحدة حول تأثير ضغوط العمل على الموظف، تقول الخبيرة في التنمية البشرية الدكتورة نوال الكتاتني: «تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن معظم أمراض العصر، مثل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم، والقولون العصبي وقرحة المعدة والصداع النصفي بدايتها الضغوط النفسية التي أصبحت سمة من سمات العصر الحديث»، مضيفة أن «ضغوط العمل تلعب دوراً كبيراً في هذه الدائرة المتسعة من الأمراض النفسجسمية، وهو ما يتبين من الدراسات التي أُجريت في الولايات المتحدة، والتي أثبتت أن مشكلة الضغوط النفسية الأكثر انتشاراً هناك، حيث إنها تمثل من 80% إلى 90% من حوادث الصناعة، كما إن الأضرار الناجمة عنها تمثل 70% حالات التغيب عن العمل». ورغم ذلك تلفت الكتاتني إلى أن ضغوط العمل ممكن أن تكون مفيدة للفرد والمنظمة عندما تكون معتدلة فتعمل على تحفيز الفرد للعمل والإنتاج، غير أن الضغوط إذا ما تجاوزت درجة معينة، فإنها تكون ضارة وبالتالي، فإن زيادتها أو نقصانها عن الحد المقبول يؤثر نسبياً على أداء الفرد والمنظمة. وعن أنواع ضغوط العمل، تورد الكتاتني أن هذه القضية تحمل ملامح عدة، فقد يقصد بذلك ما يتطلبه العمل من إنجاز مهمة صعبة أو مهام كثيرة في وقت محدد قد يشعر الموظف بأنه غير كافٍ، ما يجعله يشعر بالتوتر والقلق، ويدفعه للعمل ساعات طويلة على حساب راحته وأسرته وعلاقاته، مضيفة: «للأسف كثير من شركات القطاع الخاص تربط دخل الموظف بقدر ما يحققه من إنتاجية دون مراعاة قوانين العمل والعمال في ساعات العمل الرسمية، وحق العامل في الراحة، فضلاً عن ما يترتب على كل ذلك من تنافس قد يكون غير شريف بين الموظفين». وحول مصادر ضغوط العمل، تقول إنها كثيرة ومنها التأثير السلبي للديكور والألوان في مكان العمل، وقلة الاكتراث بترتيب مكونات مكتب الموظف، والمركزية في الإدارة، وعدم التفويض والاحتفاظ بكل الصلاحيات، وضعف وضوح الرؤية والرسالة والأهداف والقيم، والاجتماعات المتكررة غير المفيدة، وتصيّد أخطاء الموظفين، وتوبيخ الموظفين، وعدم الانصات لهم وفهم مشكلاتهم، والمعاملة غير الجيدة وعدم احترام الموظفين، وعدم وجود حوافز مادية أو معنوية. وسائل مساعدة عن وسائل التغلب على ضغوط العمل، تقول الكتاتني: «بالنسبة للمديرين، ينبغي أن تقوم الإدارة العليا بدراسة ضغوط العمل السالبة، والاعتماد على نتائجها في إعداد الحلول المناسبة، مع ضرورة اهتمام المديرين بموضوع ضغوط العمل لدى الموظفين، بحيث يبقى مستواه ضمن المستوى المقبول، وهذا يتطلب وعياً بطبيعة الضغوط وأسبابها وآثارها وطرق مواجهتها والسيطرة عليها، وعلى المديرين أن يحاولوا توفير مناخ اجتماعي ونفسي وتنظيمي مشجع يقلل من الضغوط، مع ضرورة إعطاء توصيف واضح للوظائف من أجل تجنب الآثار السلبية لصراع الدور، وتحسين الظروف المادية في العمل، وزيادة الحوافز المادية والمعنوية للعاملين، كما يجب عقد دورات تدريبية للعاملين لتعليمهم كيف يتخلصون من ضغوط العمل». ومن ضمن الأسباب التي تساعد المدير على التخفيف من ضغوط العمل التي بينتها الكتاتني، تنمية ثقافة الباب المفتوح بين أفراد فريق العمل، وإعطاء الموظف الفرصة للتمتع بإجازته السنوية. وعن أهم الوسائل التي يجب أن يلجأ الموظف إليها لمقاومة ضغوط العمل، تقول الكتاتني مخاطبة الموظف «احتفظ بروح الدعابة، فالدعابة والضحك مخرج طبيعي من ضغوط الحياة الكثيرة، وهما متاحان لمن يطلبهما، وتأكد أن الدعابة والنكتة لأوقات قليلة في اليوم لهما تأثير رائع وقائي وشاف من الضغوط والصراعات والإحباطات، وعندما يضحك الناس أو يبتسمون يذهب التوتر والألم ويسود جو من الراحة والتفاؤل، الذي ينتقل للآخرين، وعليك بتجنب الانفعالات الحادة والمواقف المؤدية لها، وتعلم فن التعامل مع الناس فيما يتعلق بتجنب مضيعات الوقت، وأوجد لديك القدرة على قول لا في الوقت المناسب، وضع أهدافا وأولويات في حياتك، وأنجز في الصباح الأعمال غير المرغوبة لديك حتى تخرجها بسرعة من برنامج عملك اليومي لتشعر بالراحة». وصفة نجاح عن إيجابيات خلو العمل من الضغوط، وأثر ذلك على زيادة الإنتاجية وتحسين جودة العمل، تقول الكتاتني، إن ذلك يؤدي إلى حب الموظف للعمل وإحساسه بالرضا، ويصنع مناخ عمل مشجعاً على روح الإبداع والابتكار وزيادة الإنتاجية، ويرفع أدائه الوظيفي، ويجعله يشعر بالراحة النفسية في العمل وأكثر تركيزاً في العمل وغير مشتت الذهن. وتضع الكتاتني وصفة تكفل خلق بيئة عمل خالية من الضغوط، وذلك كما يلي: ? يلعب توزيع المكاتب وتحديد أماكنها دوراً كبيراً في مدى انسياب العمل والاتصال، فيجب عند التقسيم مراعاة طبيعة العمل والمراتب الوظيفية والإنارة والتهوية. ? ليقوم الإنسان باكتساب عادات إيجابية تساعده في استغلال وقته بشكل جيد وتجنبه ضغوط العمل ينبغي عليه أن يقوم بتقييم نفسه يومياً ولمدة شهر، يلاحظ في كل مرة التحسن الذي سيبدأ قليلاً، ثم يبدأ يكبر شيئاً فشيئاً حتى يجد الإنسان نفسه، وقد اكتسب عادات استخدام الوقت بشكل فاعل وسيشعر بالرضى عن النفس. ? الخروج من الحالة النفسية بأن يقنع الإنسان نفسه بأن كل مشكلة ولها حل. ? تحليل طبيعة الضغوط وتصنيفها إلى فئات والبحث في أسبابها ودراستها بشكل جيد. ? إيجاد رؤية للحياة والمستقبل وتحديد الأهداف الشخصية على ضوئها حصر الأعمال التي تحتاج إلى إنهاء وتحديد أولوياتها لمبادرة بالقيام بالأعمال حسب الأولوية وترك التسويف. ? أحب ما تعمل كي تعمل ما تحب. ? التسجيل وعدم الاعتماد على الذاكرة خاصة في مواعيد إنهاء الأعمال المطلوبة. ? تطبيق مبادئ إدارة الوقت والالتزام بها والاهتمام بملاحظات أولويات الوقت. ? زيادة التمارين الرياضية واعتماد برامج الاسترخاء والتأمل. ? من المفيد للشركات توفير عيادات نفسية خاصة بالموظفين لمعالجة الضغوط الوظيفية. أعراض الوقوع تحت ضغط العمل بعض آثار الأعراض المترتبة على الوقوع تحت ضغط العمل: ? الأعراض السلوكية مثل: الإدمان، والأكل القهري، وتساقط الشعر، وقضم الأظافر، والإفراط في شرب المنبهات، وزيادة التردد على العيادات الطبية. ? الأعراض الخاصة بالعلاقات الشخصية؛ عدم الثقة بالآخرين، ونسيان المواعيد أو إلغاؤها، وتصيد الأخطاء، التهكم والسخرية، واتخاذ السلوك الدفاعي في التعامل، وتجاهل الآخرين. ? الأعراض الذهنية والفكرية؛ النسيان وصعوبة اتخاذ القرار، ونقص الانتباه والتركيز، وانخفاض الإنتاجية، التسرع في إصدار الأحكام، واستحواذ فكرة واحدة على الفرد، وتزايد أعداد الأخطاء الفنية أو الإدارية. ? الأعراض الانفعالية كالإحباط، وسرعة الانفعال، والانسحابية والانعزالية، والعصبية، والعدوانية، والاكتئاب، وسرعة البكاء، والاضطرابات الهرمونية. ? الأعراض الجسمانية؛ الصداع النصفي، وصعوبة التنفس، وآلام المعدة، وآلام العضلات، والرقبة، والكتفين، والجزء السفلي من الظهر، وارتفاع ضغط الدم، والإرهاق وفقدان الحيوية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©