الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في حب الإمارات

في حب الإمارات
21 فبراير 2014 16:49
أشرف جمعة (أبوظبي)- انطلقت أمس مسيرة وطنية حاشدة من رحاب قصر المنهل، إيذاناً بانطلاق فعاليات مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية التي تمتد بين 20 فبراير إلى مطلع مارس، احتفاء بأقدم بناء تاريخي في مدينة أبوظبي. وتوافدت منذ اللحظة الأولى أعداد غفيرة على الشوارع المؤدية إلى أماكن الفعاليات، فيما اصطفت الجماهير على جانبي الطرق لتحية المسيرة. في هذه الأثناء، كان لافتاً إجماع الجنسيات المختلفة على محبة الإمارات وتراثها العريق، بينما حمل الأطفال الأعلام الإماراتية، ملوحين بها، تعبيراً عن مشاعرهم الفيّاضة واحتفاء بالموروث الإماراتي الذي يستحضره المهرجان. وعلى جانبي المسيرة، كانت تنطلق الأهازيج الشعبية التي يرددها أصحاب الفرق والفنون الشعبية، وفي حضور أعداد غفيرة من الشرطة القديمة التي ارتدت الزي المتعارف عليه في ذاك الزمان احتفاء بهذا الحدث الاستثنائي. وبينما كانت المسيرة تتقدم شيئاً فشيئاً إلى القصر، كانت هناك الاستعدادات على قدم وساق من أجل هذه اللحظة التاريخية التي يُعلن فيها عن افتتاح المهرجان في دورته الثانية. وفور دخول المشاركين باحة القصر انطلقت الفرق الشعبية في أداء بعض الفنون التراثية المصحوبة بالأهازيج الشعبية التي أضفت على المكان رونقاً خاصاً. وتجول العديد من الذين كانوا في المسيرة داخل أروقة القصر، وشاهدوا أعمال الترميم الجارية مع شرح مستفيض من بعض المختصين في أعمال الترميم والصيانة الذين تحدثوا عن الدراسات التي تُجرى حالياً لإتمام إزالة الطبقة البيضاء التي أُضيفت إلى القصر في الثمانينيات، إضافة إلى أن كل الذين شاركوا في هذه المسيرة تحركوا داخل الأركان المخصصة للفعاليات، وتوجهوا نحو السوق الشعبي الذي تميز بمعروضاته التراثية والمشغولات اليدوية التي تُعبر عن جزء أصيل من الموروث الإماراتي الوطني. وقال الدكتور الباحث الدكتور سليمان الجاسم خلال لقائه مع تلفزيون أبوظبي، إن هذه المسيرة الوطنية تُجسد رحلة الأسرة الحاكمة من ليوا إلى أبوظبي تؤكد التلاحم بين القيادة الحكيمة والشعب الإماراتي الذي احتشد للمشاركة في الاحتفاء بالمكانة التاريخية لقصر الحصن. وأضاف أن هذه المسيرة تؤكد أصالة الدولة، والتفاف أبناء الشعب حول التراث الوطني الذي يُعد خير شاهد على أن الدولة مرّرت بمراحل تاريخية كثيرة إلى أن وصلت إلى هذا التطور الكبير في المجالات كافة في ظل دولة الاتحاد. وتابع: كان لي الشرف في أن أُرافق المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 5 أسفار ومنه تعلّمت الكثير، فقد كان، رحمه الله، دائماً يسعى من أجل سعادة شعبه وكانت كل كلماته حِكماً يحفظها الدهر ويرددها الناس. ولفت إلى أن الروح التي بثها الشيخ زايد في أبناء الشعب تتضح بجلاء في هذه الاحتفالية الكبرى والعرس التاريخي الذي يُرسخ لمعاني الهوية الوطنية، ويُحفز الشباب على معرفة تاريخهم التليد. ومن جهة أخرى، عبّر الباحث والمؤرخ عمار السنجري عن مدى اعتزازه بفاعلية قصر الحصن، وهذه المسيرة الضخمة التي تؤكد الوحدة التي تجمع أبناء الإمارات حول قادتهم الكرام. وأشار إلى أن انطلاق مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية يُرسخ المعاني الوطنية ويُعطي فرصة كبيرة لكل جنسيات العالم من أجل التعرف على تاريخ الإمارات في الماضي، حيث إن الكثير من الناس، خاصة في الغرب كانوا يعتقدون أن الإمارات انتقلت بسرعة شديدة من البداوة إلى الحضارة من دون أية مقدمات سابقة، لكن حضارتنا وتاريخنا القديم هو خير دليل وشاهد على أن لنا جذوراً راسخة في عمق التاريخ والحضارة، وأن ما وصلنا إليه لم يكن من فراغ، وبهذه المناسبة الضخمة التي تكتمل فيها جميع عناصر الموروث الشعبي والتراث الأصيل من الممكن أن يتعرف العالم على مكنون الماضي الإماراتي، ودور قصر الحصن في تشكيل ملامح الحياة السياسية والاجتماعية والإنسانية في جزيرة أبوظبي، ومن ثم انطلاق المسيرة الاتحادية من هذا القصر أيضاً على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©