الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في أميركا··· لا داعي لإيقاظ الرئيس

في أميركا··· لا داعي لإيقاظ الرئيس
8 ابريل 2008 00:37
إنها الثالثة صباحاً· أتعرف أين يوجد الرئيس؟ إذا كان الأمر يتعلق بـ''هيلاري كلينتون'' فإنها كما تُطمئننا مراراً في حملتها الانتخابية، مستعدة لأن يتم إيقاظها، ومستعدة للتعامل مع أحدث أزمة تهدد أمننا القومي؛ أما إذا كان الأمر يتعلق بـ''باراك أوباما'' فإننا في طريقنا نحو الكارثة، مثلما توحي بذلك حملته؛ إذ يقال لنا إن ''التجربة'' هي أهم شيء عندما يرن هاتف الرئيس· بيد أنه إذا كانت لنا في التاريخ دروس وعبر، فعلى ''أوباما'' أن يعود للنوم، وكذلك الحال بالنسبة لـ''هيلاري''· أما إذا كنت تشكك في ذلك، فتأمل مثال الرئيس الذي فاز في الحرب التي أنهت جميع الحروب ''وودرو ويلسون'' فقد كان ''ملك النوم'' بامتياز، مثلما يشهد على ذلك ''آيك هوفر'' -الذي عمل في البيت الأبيض فترة طويلة- فقد كان ''ويلسون'' يذهب للقيلولة متى شاء أثناء النهار، لبضع دقائق ليس أكثر، ولكنه في الليل كان ''يلح على أن يرتاح و··· يأمر بألا يتم إزعاجه أبداً''؛ وعندما خرق مساعدوه هذه الوصاية مرة واحدة أثناء أزمة مع المكسيك، أجاب من أيقظوه بأنه سيجيب في الصباح بعد أن يبحث المسألة؛ وفي الصباح أخبر الشخصَ المكلف ''أنه لا ينبغي المناداة عليه مرة أخرى خلال الليل، ما عدا في حالة ''حياة أو موت''، وشرح أن لا أحد يستطيع أن يقوم بحكم سليم حين يتم إيقاظه فجأة من نوم عميق، وأنه لا ينوي تجربة ذلك· وعليه، فماذا عن كل هذه التفاهات التي تذاع حول حل أزمةٍ وسط الليل؟ فمثلما نقلت صحيفة ''واشنطن بوست'' هذا الشهر، فإن الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض في السنوات الأخيرة كثيراً ما كان يتم إيقاظهم من نومهم قصد إبلاغهم بتطورات هامة، إلا أنه قلما كانوا مطالَبين بفعل الكثير عدا الإصغاء، ثم العودة إلى النوم؛ ويقول وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي السابق ''هينري كيسنجر'': في تجربتي، لا أستطيع أن أفكر في قرار سريع وسط الليل''؛ وأضاف ''كيسنجر'' قائلاً: ''أعتقد أن على المرء أن يقلل عدد القرارات السريعة التي تُتخذ''· الأكيد أن النوم قد يكون مبالغاً فيه؛ فـ''كالفين كوليدج'' مثلاً لم يسمح أبداً لمطالب رئاسته الباهتة بأن تؤثر على نومه أثناء النهار، فكان ينام ما متوسطه إحدى عشرة ساعة في اليوم، حيث ينام في الساعة العاشرة مساء، ويستيقظ بين الساعتين السابعة والتاسعة صباحاً؛ أما بعد الظهر، يقول ''آيك هوفر'': كان يحرص على النوم في القيلولة، التي كانت تدوم لفترة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات، ويوضح ''هوفر''، الذي أمضى 42 عاماً في البيت الأبيض، أن لا رئيس آخر خدمه كان ينام مدة بهذا الطول؛ وبالمقابل، كان ''ليندون جونسون'' و''بيل كلينتون'' يحبان إخبار مساعديهما بأفكارهما، ومعرفة آرائهما في الصباح الباكر؛ غير أن ذلك ليس ضمانة على الحكم الرشيد والجيد، ومن جانبه، كان ''وارن هاردينج'' ينام متأخراً أيضاً، في كثير من الأحيان حتى الساعة الواحدة أو الثانية صباحاً· ومن السهل تخيل موقفٍ يتطلب قراراً يقتضي ذهناً صافياً في ساعة ضبابية؛ فمن بين السيناريوهات الكارثية مثلاً ''قنبلة قذرة''، قد يقال للرئيس في مثل هذه الحالة، إنه لدينا ستون دقيقة فقط لتفجير القنبلة التي يخطط الإرهابيون لتفجيرها؛ ولكن المرء يأمل أن يتساءل الرئيس: كم مرة سبق لأجهزة مخابراتنا أن أخطأت؟ وكم من البنايات والأشخاص الأبرياء فُجروا من قبل القوات الأميركية التي لم تصب أهدافها؟ وكم من الأسئلة يُفترض في رئيس استيقظ للتو أن يسأل في الساعة الثالثة صباحاً؟ وإلى أي مدى ينبغي أن يثــق في الإجابــات التي تقــدَّم لــه؟ لقد حصل إعلان ''هيلاري كلينتون'' المتعلق بالهاتف الذي يرن في الثالثة صباحاً على دعاية أكثر مجانية مما كان يمكن أن يشتريه القائمون عليه؛ ذلك أنه يمكن التعويل على وسائل الإعلام السياسية، التي تميل إلى التصديق أكثر من أي وقت مضى، من أجل الترويج لهجوم دون التساؤل بشأن أسسه؛ والحال أن هذا الإعلان التلفزيوني يستحق الخزي والعار بالنظر إلى ديماغوجيته الزائفة: ''شيءٌ مَّا في العالم يحدث·· صوتك سيقرر من يجيب هذه المكالمة··· ما إن كان شخصاً يعرف زعماء العالم، ويعرف الجيش، شخصاً ذا تجربة ومستعــداً للقيــادة في عالم خطير''· إذا كانت أصواتنا ستقرر من يجيب مكالمة في الثالثة صباحاً، فدعونا نكتب على بطاقات التصويت اسم ''هوفر''، الموظف الذي عمل فترة طويلة في البيت الأبيض، ذلك أن ''هوفر'' سيطلب من المسؤول الذي يوجد على الطرف الآخر من الخط، والذي يطمع عبر كونه الشخص الأول الذي يُطلع الرئيس على شيء سيعلمه قريباً جداً في استحسانه ورضاه، أن يتصل مرة أخرى في الصباح؛ ففي نهاية المطاف، إذا كان الأمر يتعلق بنهاية العالم، فلا يملك الرئيس شيئاً ليفعله حيال هذا الأمر· أما إذا كان غير ذلك، فيمكنه دائماً تقريباً أن ينتظر حتى الفطور، فبهذه الطريقة أنهينا الحرب العالمية الأولى، وانتصرنا فيها، أليس كذلك؟ جورج لاردنر جونيور زميل بـ مركز دراسة الرئاسة الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©