الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حلفاء أميركا في العراق··· لن يبقوا للأبد

حلفاء أميركا في العراق··· لن يبقوا للأبد
17 ديسمبر 2007 01:28
يضع قائد القوة العسكرية الكازاخية في العراق، البالغ قوامها 29 جندياً فحسب، مجموعة من الكتب التعليمية الإنجليزية على طاولة مكتبه، وينهمك في قراءتها على أمل تعلم الإنجليزية، ثم الانتقال منها إلى اللغة الصينية· وإلى جانب هاتين اللغتين اللتين يتطلع إلى تعلمهما، فهو يتحدث سلفاً كلاً من الروسية والتركية والكازاخية بالطبع· وقد أوكلت لهذه القوة منذ وصولها إلى العراق ضمن قوات التحالف الدولي، مهمتان رئيسيتان في هذا الهامش الجغرافي والاستراتيجي من الحرب الدائرة في العراق، هما تنظيف المنطقة وتخليصها من المتفجرات، إلى جانب عملها على نظام لتنقية المياه· وعلى إثر مصرع أحد جنودها في تفجير انتحاري قبل ثلاث سنوات، تلقت هذه القوة أوامر من حكومة بلادها، حظرت عليها مغادرة القاعدة العسكرية التي تقيم فيها· لكن وكما يرى النقيب ''سامات موخانوف''، فإنه لم تعد هناك ضرورة تذكر لبقاء هذه القوة· وعندما سئل الميجور ''شيخ حسان زازيكباييف'' -قائد القوة- عن مدى شعوره بالعمل في العراق، أجاب معبراً عن عدم ارتياحه لهذه المهمة، لكنه استدرك قائلاً: فماذا عسانا أن نفعل، فنحن جنود في نهاية الأمر، وقد أرسلتنا حكومتنا للعمل في العراق وها نحن هنا ننفذ أوامرها· تعليقاً على هذه الإجابة نذكر أن الرئيس ''بوش'' كان قد أطلق على تحالفه في العراق اسم ''تحالف الراغبين'' أي أولئك الذين أبدوا رغبة وعزماً على خوض القتال في العراق جنباً إلى جنب القوات الأميركية· وكانت قائمة هذه الدول المتحالفة قد بلغت 32 دولة بحلول منتصف عام ،2004 بينما بلغ عدد القوات الحليفة نحو 25 ألفاً و595 جندياً بحلول شهر نوفمبر من العام المذكور· بيد أن عدد الدول المتحالفة تقلص بعد ذلك ليصل إلى 26 دولة، بينما انخفض عدد القوات المشاركة إلى 11 ألفاً و755 جندياً فحسب· ويعادل هذا الرقم الأخير حوالي 7 في المائة من إجمالي عدد القوات الدولية البالغ قدرها 175 ألفاً، اعتماداً على بيانات الجيش الأميركي الصادرة في منتصف شهر نوفمبر الماضي· وخلال الفترة الممتدة بين 2003 إلى بدايات ،2007 أنفقت الولايات المتحدة الأميركية 1,5 مليار دولار في مساعدات مالية لعمليات الطوارئ التي تشارك فيها عشرون دولة من الدول المتحالفة في العراق، اعتماداً على التقرير الصادر عن ''مكتب المحاسبة الحكومية'' للعام الحالي، مع ملاحظة أن ثلثي المبلغ المذكور قد خصص لتمويل عمليات القوة البولندية هناك· وبينما تعرب غالبية القوات عن تقديرها لما تحصل عليه من معدات عسكرية من قبل الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنها تأمل في أن تكافأ على تحالفها ووقوفها إلى جانب القوات الأميركية، بأن يسمح لها بالانضمام إلى المنظمات العسكرية الدولية على سبيل المثال· وهناك بعض الضباط من يرى أن قوة التحالف الدولي لا يمكن قياسها بمجرد عدد الأحذية العسكرية الموجودة على أرض الميدان؛ فعلى سبيل المثال لم ترسل دولة مثل كندا أياً من جنودها إلى العراق، إلا أنها التزمت بمساعدات عسكرية تصل قيمتها إلى 300 مليون دولار، وبينما لا تشارك في العمليات القتالية الجارية في العراق، قوات دولية أخرى، مثل القوة الكورية البالغ قوامها 933 جندياً، إلا أنها تؤدي مجموعة متنوعة من المهام الأخرى التي لا تقل أهمية عن القتال، مثل إدارتها لمستشفى، وبرامج تدريب مهني تكنولوجي في كردستان، إلى جانب ترتيبها لبرامج زيارة الطلاب الجامعيين العراقيين إلى كوريا· ذلك هو تصريح الميجور جنرال الكندي ''ديلفين''، الذي يتولى الإشراف على المسائل المتعلقة بالتحالف الدولي في العراق، مضيفا قوله: إن هناك مزايا إيجابية عديدة لتعدد جنسيات القوات الدولية المتحالفة في العراق، منها تعدد العتاد والآليات الحربية المستخدمة في العمليات، ومنها التعدد الثقافي، وتعدد الوسائل والطرق الحربية نفسها، إلى جانب ما تضفيــه هذه التعدديــة مــن شرعيــة على الجهـــود الحربيــة الجارية· لكن وعلى رغم هذا الإطراء على التعددية، إلا أن عدد القوات الدولية المشاركة، واصل تقلصه باطراد منذ إعلان بريطانيا في شهر أكتوبر المنصرم عزمها على خفض عدد قواتها -وهي القوات الدولية الأكبر عدداً- إلى النصف لكي تبقي ما لا يزيد على 2500 جندي فحسب بحلول موسم الربيع المقبل· وإلى ذلك تقلص وجود جنود 16 دولة من الدول المتحالفة إلى 100 أو أقل، بينما لا تزيد قوات عشر منها على 5 جنود فقط· وتمثل في التحالف الحالي دول أخرى مثل لاتفيا بثلاثة جنود، وسلوفاكيا باثنين، وسنغافورة بجندي واحد لا أكثر· وإلى ذلك تواجه القوات الدولية هذه في العراق، ضغوطاً سياسية متعاظمة في بلدانها تحثها على الانسحاب من حرب لم يعد يعرف مداها، ولا ما إذا كانت ستحقق أهدافها التي شنت من أجلها أصلاً· وبسبب الضغوط هذه، فقد قررت حتى دول مثل جورجيا -المعروفة بقوة تحالفها مع واشنطن- خفض قواتها المشاركة في التحالف بمعدل 50 في المائة بحلول موسم الصيف القادم؛ وكلما امتد أمد الحرب، كلما تقلص هذا التحالف الدولي فيما يبدو· ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
المصدر: العراق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©