«الكايت سيرف» تجذب الجماهير والنجوم يتطوعون للتدريب

إذا كنت قد ضقت ذرعا بضوضاء وصخب المدن أيا كانت، وبات الحديث عن «انفلونزا الخنازير» يرافقك في صحوك وفي منامك، وتبحث عن واحة تلقي فيها بكل شيء خلف ظهرك وتعيش أياما متفردة، حافلة بالفعاليات الرياضية والاجتماعية، فما عليك إلا أن تحزم حقائبك على الفور وتتوجه إلى المرفأ في المنطقة الغربية، حيث الصورة مختلفة تماما، فلا مكان إلا للمتعة ولا مجال إلا لأن تعيش حالة متفردة، تناجي فيها الطبيعة، وتستمتع بفعاليات رياضية ملتهبة قد تكون فيها أنت البطل، وتسهر في أمسيات تتنفس فيها الماضي الجميل الممزوج بالحاضر. تلك هي الصورة كما اختزلتها النفس بعد ساعات من التواجد في مهرجان الغربية الأول للرياضات المائية والذي بدأ قويا، وأكد بعد أربعة أيام من دورته الأولى أنه لا يزال بإمكان البشر أن يخترعوا السعادة، مثلما تفننوا في اختراع «النكد»، فالرياضة هنا تقام بأسلوب مختلف، هنا عليك أن تعيش الرياضة وأن تتنفسها وأن تحياها، هنا لست متفرجا فحسب، فبإمكانك أن تكون مشاركا، وإن اكتفيت بالفرجة، فالمؤكد أنك لن تكون خاسرا على الإطلاق. وفي انطلاقة اليوم الرابع للمهرجان، تواصلت مسابقات كرة القدم الشاطئية والطائرة الشاطئية، بمشاركة 24 فريقا، كما تم أمس إطلاق مسابقة السباحة، وحضر الآلاف من الزوار للاستمتاع بالسوق الشعبي والنشاطات الأخرى المتاحة في المهرجان. وبعد مشاهدة مهارات الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان وهو يمارس رياضة الكايت سيرف، زاد اهتمام الزوار والمقيمين لتعلم هذه الرياضة الممتعة، وهي المهمة التي قام بها محترفو هذه الرياضة الذين قدموا دروسا مجانية للراغبين في التعلم، تستمر حتى نهاية المهرجان. ومن بين المحترفين الذين يقومون بمهمة التدريب حاليا، هناك المصري سامح الصغير، وهو من مدينة الاسكندرية الساحلية في مصر، وأيضا هناك البولندي جاكوب، وطوال فترة ما بعد الظهر أمس، انخرط الاثنان في تعليم الراغبين في معرفة أساسيات الكايت سيرف، وكان التدريب يبدأ على الشاطئ قبل أن يخوض المتدرب المغامرة المثيرة على صفحة ماء شاطئ المرفأ. وكانت منافسات «الكايت سيرف»، قد شهدت منافسة حامية، وقبل أن يحسم الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان الصراع لصالحه ويفوز بالمركز الأول ويصعد إلى الدور النهائي من البطولة الذي ستقام الجمعة المقبل لفئة المشاركين من الدولة. وبالنسبة لفئة الأجانب، فقد فاز ماكسيم جاك من لوكسمبورج بالمركز الأول في المسابقة الحرة لـ»الكايت سيرف» لفئة الوافدين، وتبعه أدريان موتي من فرنسا في المركز الثاني وويليام لي من جنوب أفريقيا في المركز الثالث. ومن جانبه، أكد محمد حمد بن عزان المزروعي، المدير العام لمجلس تنمية المنطقة الغربية، نجاح المهرجان في جذب الآلاف من الزوار والمقيمين من شتى البقاع للمشاركة في الرياضات المائية والشاطئية أو الاستمتاع بالحفلات الموسيقية والأنشطة الأخرى التي تبدأ قرب الغروب، وقال: «نحن في منتهى السعادة لتمكننا من إلقاء الضوء على مدينة المرفأ وإمكاناتها كوجهة سياحية واعدة على خريطة الدولة». وعلى هامش المسابقات والفعاليات الرياضية، أطلق المنظمون أول مسابقة للنحت على الرمال، حيث أطلق المشاركون العنان لمواهبهم وخيالهم لابتكار العديد من الأعمال الفنية باستخدام رمال شاطئ المرفأ البيضاء، واستطاع أحد المشاركين نحت أول «تنين رملي» على شواطئ الغربية. أما بالنسبة لمسابقة الغربية للتصوير الفوتوغرافي، التي أطلقها مجلس تنمية المنطقة الغربية - جهاز التنسيق المركزي المسؤول عن تنمية وتعزيز الفرص في الغربية بالشراكة مع جريدة «ذي ناشيونال»، فقد وجد المشاركون المحترفون والهواة الكثير من المناظر الخلابة لتخليدها بعدساتهم. وتهدف هذه المبادرة إلى تحفيز شباب الغربية والزائرين القادمين من باقي مناطق الدولة على تنمية مواهبهم، وفي الوقت ذاته إفساح المجال أمام العدسات المبدعة من أجل إبراز المقومات السياحية والطبيعية لشواطئ الغربية الهادئة وتسجيل فعاليات مهرجان الرياضات المائية المتزامنة مع المسابقة. وتتطلب المشاركة في المسابقة من المرشحين تقديم صور عن ثلاث فئات, وهي المغامرة، والمناظر الطبيعية، والحياة البرية، قبل يوم 20 مايو.