الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيش «مشروع كلمة»: عناوين ومترجمين

جيش «مشروع كلمة»: عناوين ومترجمين
16 فبراير 2012
أضاف (مشروع كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، انجازا جديدا إلى سجله الحافل بفوزه بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للترجمة في دورتها الخامسة، وذلك في مجال جهود المؤسسات والهيئات. وبحسب بيان مجلس أمناء الجائزة، الذي يرأسه الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فقد منحت الجائزة لـ(مشروع كلمة) نظرا لما يتميز به من “غزارة إنتاجه من الأعمال العلمية المترجمة، حيث صدر عنه أكثر من 500 عنوان من عدة لغات مثل: الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والهندية، والإيطالية، والإسبانية، واليابانية، والصينية، والروسية، والكورية، والكردية، والهولندية... وشملت موضوعاتها مختلف مجالات المعرفة مثل: العلوم الطبيعية، والاجتماعية، والتربوية، والتطبيقية، والفلسفة، والدين، والفنون، والأدب، وعلم النفس، والتاريخ، والجغرافيا... واتسمت الأعمال المترجمة في مجملها بجودة النص، ووضوح المعاني، وسلامة الإجراءات المتبعة إذ تخضع جميع الأعمال لإشراف لجان مختصة باختيار المادة المقترحة للترجمة والمراجعة والتدقيق”. وأشار بيان مجلس أمناء الجائزة إلى أن (مشروع كلمة) يلتزم “باحترام حقوق الملكية الفكرية ويهتم ببناء الشراكة والتحالفات الاستراتيجية مع المؤسسات والهيئات المعنية بالترجمة، فقد عقد سبع اتفاقيات دولية مع كل من معهد الشرق المتخصص في شؤون العالم العربي والعالم الإسلامي في روما بإيطاليا، والمركز الثقافي الهندي ـ العربي في الجامعة الوطنية في نيودلهي، ومع جامعة “يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز/ عرمرسهايم بألمانيا، والمؤسسة الهولندية لدعم الأدب الهولندي وصناعته، ومؤسسة الثقافة السويسرية “بروهلفتسيا”، واتفاقية مع مؤسسة “يوان ميديا” بكوريا الجنوبية، وكذلك اتفاقية مع المعهد الفرنسي، وأطلق مشروع كلمة في عام 2010م مبادرة “جسور” لدعم الناشرين العرب مادياً ومعنوياً لترجمة أعمال أصيلة إلى اللغة العربية”. ويأتي هذا التتويج لـ(مشروع كلمة) لكي يؤكد المبررات التي وقفت خلف إطلاقه أواخر العام 2007، من أجل التصدي لمشكلة مزمنة عمرها ألف سنة... إنها النقص الذي تعاني منه حركة الترجمة في العالم العربي والذي يتمثل في ندرة الكتب المتميزة المترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وقد أدّى هذا النقص إلى حرمان القرّاء العرب من الاستمتاع بأعمال أعظم المؤلفين والمفكرين على مرّ التاريخ، وحرمانهم من الإفادة من هذه الأعمال أيضاً، خصوصا وأنه لا يتوافر حالياً في معظم الدول العربية كثيرٌ من الأعمال الأدبية والعلمية العالمية البارزة إلا بلغاتها الأصلية، بحيث تقتصر الاستفادة منها على فئة محدودة من فئات المجتمع على الرغم من أن اللغة العربية لغة قادرة على استيعابها فهي لغة عالمية زاخرة بالجماليات. وعند النظر إلى قضية الترجمة من وإلى اللغة العربية في العصر الراهن، يتبين مدى القصور الذي يعتريها بالنظر إلى مسألتين: أولا دور الترجمة في تحقيق النهضة العربية في القرون الأولى وتوفير المصهر الإيجابي لتفاعل الثقافات والحضارات، وثانيا الحاجة الفعلية الراهنة عند الدارسين العرب والقراء العاديين للإطلاع على الثقافات المعاصرة للشعوب الأخرى. وقد تبدى خلال العقود الماضية قلة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية، وانخفاض مستوى المتوافر منها والتركيز على الكتب التجارية بدلاً من الكتب المعرفية المفيدة، وبقليل من البحث وبالرجوع الى بعض التقارير الدولية مثل تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو سنة 2003 وجد أن ما ترجم إلى اللغة العربية منذ عصر الخليفة المأمون إلى سنة 2003 لا يزيد عن 10000 كتاب، وهو الرقم الذي تترجمه إسبانيا في سنة واحدة، وأقل من خمس ما تترجمه اليونان للغة اليونانية، علما إن اليابان تترجم 50 مرة ضعف ما تترجمه الدول العربية مجتمعة. إن حاجات 350 مليون عربي، على صعيد الترجمة من اللغات الأخرى هي حاجات حياتية بالدرجة الأولى، قبل أن تكون حاجات معرفية. وتلك مسؤولية تتعدى قدرات الأفراد على تحقيقها، ما يستوجب جهدا مؤسسيا قادرا على الإيفاء بمتطلباتها، ومن هنا جاء تأسيس (مشروع كلمة)، الذي أصبح يتكئ على جيش من المترجمين الأكاديميين والأكفياء بلغ عددهم 500 مترجم، لم تقتصر أعمالهم على اللغات الأوروبية التقليدية (الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية) بل وصلت إلى اللغات الشرقية العريقة مثل الهندية، والتركية، واليابانية، والصينية، والروسية، والكورية، والكردية، فضلا عن اللغات الأوروبية المعاصرة مثل الإسبانية والإيطالية والهولندية وغيرها.. وقد بلغ عدد العناوين المترجمة حتى الآن 700 عنوان في مختلف صنوف المعرفة مثل: العلوم الطبيعية، والاجتماعية، والتربوية، والتطبيقية، والفلسفة، والدين، والفنون، والأدب، وعلم النفس، والتاريخ، والجغرافيا... ويعتني المشروع باختياراته لتحقيق الترجمة، مما يلبي احتياجات القارئ والدارس العربي، ما يضفي عليها مزيدا من التنوع، اعتمادا على عدة مصادر تسهّل عملية الاختيار، يسميها مدير المشروع الدكتور على بن تميم، في حوار سابق أجراه معه “الاتحاد الثقافي” مسارب. وهي خمسة مسارب يحدده الدكتور بن تميم على النحو الآتي: المسرب الأول يتمثل في الاتفاقات العالمية بيننا وبين مؤسسات دولية تهتم بثقافتها، ونتشارك معها في تبادل خيارات الكتب والمترجمين، ولدينا اتفاقات مع الهولنديين والإيطاليين والهنود والألمان (جامعة جوهانسبيرغ في ألمانيا، المؤسسة الهولندية لإنتاج الأدب الهولندي وترجمته وصناعته، معهد الشرق الإيطالي، والمركز الهندي العربي في نيودلهي)، وكذلك مع الفرنسيين والأسبان وغيرهم. هذه المؤسسات الدولية تطلعنا على الإصدارات الحديثة جداً في العالم، وهي تمتلك المعلومات المفيدة جداً فيما ترجم من آدابها إلى العربية. أما المسرب الثاني فيأتي من “كلمة” نفسها، فنحن لدينا فرق فنية تنظر في القوائم الأكثر مبيعاً التي تصدرها الصحف والمؤسسات ومراكز المعلومات المرموقة، علاوة على أهم الجوائز العالمية وتختار منها. ويأتي المسرب الثالث من اللجان الفنية المتخصصة التي تشكلها “كلمة” للنظر في موضوع ما، موضوع الطاقة، مثلاً، يعني القارئ المتخصص والقارئ العام، والمكتبة العربية تعاني نقصاً فيه، هنا، نختار ثلاثة متخصصين أو خبراء في هذا الموضوع ليرشحوا لنا الكتب التي سيترجمها المشروع. والمسرب الرابع هو المترجمون، فهؤلاء يعرفون ما يدور في حقل الترجمة، وبالتالي يرشحون لنا بعض القوائم التي ننظر فيها. ذلك أننا نحرص على إتاحة الفرصة للمترجم ليترجم كتاباً يحبه، بدلاً من أن يُرغم على كتاب معين، فإن كان لديه كتاباً جيداً ندرس اقتراحه. والمسرب الخامس يأتي من الناشرين العرب الذين يرسلون لنا قوائم مقترحة ندرسها وننتقي منها. علاوة على أننا نُشارك في أهم المعارض الدولية (فرانكفورت، لندن، نيويورك، معرض بولونيا للأطفال) وهذه المشاركة تجدد قوائمنا بشكل كبير علاوة على أنها ترسخ حضورنا وتعرفنا إلى صناعة الكتاب. كل هذه المقترحات ترسل إلى لجنة التحكيم لتدرسها، وقد تتجاوز أحياناً الـ 600 عنوان وتتقلص إلى 40 أو 60. وقد تمكن (مشروع كلمة) من تعزيز دوره في مجاله من خلال اتفاقيات الشراكة الدولية مع كبريات المؤسسات العلمية في العالم بهدف تطوير فكرة الترجمة لتكون بين مؤسستين عالميتين، والتي يمكن تبيانها على النحو التالي: 1 ـ اتفاقية تعاون مع معهد الشرق المتخصّص في شؤون العالم العربي والعالم الإسلامي في روما بإيطاليا، وبموجبها تم الاتفاق على ترجمة مجموعة من الأعمال القيّمة في ميادين الأدب والفن والشعر والفكر، وضمّت القائمة المتفق عليها نصوصًا روائية لكتّاب إيطاليين معاصرين نالت أعمالهم التقدير وترجمت لعدة لغات بالإضافة إلى ترجمة أعمال شعرية لأهم شعراء إيطاليا، ومجموعة من الأبحاث والدراسات التي تتناول الشأن الأكاديمي المعاصر في إيطاليا وأوروبا، إلى جانب الاهتمام بميدان السينما وأصول النقد السينمائي. ويشير الواقع إلى أن عدد الأعمال الإيطالية المترجمة إلى العربية سابقا يبلغ زهاء الثلاثمئة عمل فقط، 95 بالمئة منها أعمال أدبية. وبدأت بادرة (كلمة) بترجمة 25 عملاً في مجالات متنوعة خلال سنة واحدة، وكانت أولى ثمار هذه البادرة ثلاثة كتب صدرت، على رأسها كتاب “الإسلام الإيطالي” لستيفانو ألِيافي، والذي يتقصى واقع زهاء المليون ونصف المليون مسلم يقيمون على التراب الإيطالي، يليه رواية “المسيح توقف عند إيبولي” لكارلو ليفي والتي تعد من الكلاسيكيات الروائية الإيطالية، وتتناول أوضاع إيطاليا الاجتماعية أثناء الحقبة الفاشية، ومن ثم كتاب “كيف تصنع فيلمًا؟” للمخرج الإيطالي الراحل فيدِريكو فيلّيني، والذي يلخص تجربته السينمائية التي باتت مرجعًا في السينما العالمية، ويعرض الكتاب القصة الخفية وراء كل عمل من أعماله حتى عرضها على الشاشة. 2 ـ اتفاقية مع المركز الثقافي الهندي ـ العربي في الجامعة الوطنية الإسلامية في نيودلهي، لترجمة المؤلفات الهندية إلى اللغة العربية، وأثمرت هذه الاتفاقية عن ترجمة أكثر من تسعة كتب إلى الآن ومن بينها “تحت ظل السيوف: بين الإسلام والمسيحية” و”مسلمو الهند: بين التطرف والاعتدال” و”أجنحة من نار” و”نهرو: اختراع الهند” و”في أرض قديمة”. 3 ـ اتفاقية مع جامعة “يوهانيس غوتنبيرغ ماينتز/ غرمرسهايم بألمانيا، لترجمة النصوص الأدبية الألمانية من شعر ونثر وأنطولوجيا إلى اللغة العربية، والتي لم تترجم من قبل ولم تصل بعد إلى المكتبة العربية، إضافة إلى أدب الأطفال والناشئة، كان منها رواية “أرجوحة النفس” لهيرتا موللر التي حازت على جائزة نوبل، ورواية “سيلينا” لفالتر كباخر الذي حاز على جائزة بوشنر، وكتاب النقد الأدبي “فهود في المعبد” لميشائيل مار الذي حاز على أهم جائزة للنقد الأدبي، وإلما راكوزا التي حازت على جائزة الكتاب السويسرية على روايتها “بحر أكثر”. وهارالد هارتونغ الذي حاز على جائزة هاينريش ميرك للنقد الأدبي. 4 ـ اتفاقية مع المؤسسة الهولندية لدعم الأدب الهولندي وصناعته، لترجمة خمسة كتب تتناول موضوعات وقضايا متعددة لمؤلفين من خيرة الخبرات الأكاديمية في أوروبا والعالم وقد تقلدوا مناصب أكاديمية وعلمية مرموقة في أعظم الجامعات الأوروبية، وذاع صيتهم حول العالم، وحتى الآن تمت ترجمة ثلاثة كتب من هذه المجموعة هي: “الرائحة: أبجدية الاغواء الغامضة”، “ألوان مقدسة وشريرة”، و”كلمات العالم: منظومة اللغات الكونية “. 5 ـ اتفاقية مع مؤسسة الثقافة السويسرية “بروهلفتسيا”، ويحصل (كلمة) بموجبها على حقوق نشر مجموعة من الكتب السويسرية. يذكر أن “كلمة” سبق لها أن ترجمت بالفعل عدد من الكتب السويسرية في مجال أدب الأطفال، منها “هايدي” للمؤلف بيتر ستام، و”طاولة الأدغال” للمؤلف فرانتس هولر. 6 ـ اتفاقية مع مؤسسة “يوان ميديا” ـ كوريا، وبموجبها حصل (كلمة) على حقوق 68 كتاب في الرياضيات والعلوم للأطفال، ومجموعة أخرى تضم 13 كتاب في اللياقة البدنية مخصصة لجيل الناشئة، وقد تم توزيع الكتب على 10 دور نشر عربية ضمن مبادرة “جسور” التي أطلقها مشروع “كلمة” في عام 2010 على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والتي تهدف بالأساس إلى دعم الناشرين العرب وإيجاد منصة تواصل والتقاء وتفاعل بين الناشرين العرب والناشرين الدوليين. 7 ـ اتفاقية مع المعهد الفرنسي، وقد تعهد الجانب الفرنسي بموجب هذه الاتفاقية بتقديم الدعم اللازم لمشروع “كلمة” لترجمة روائع الأدب الفرنسي الكلاسيكي والمعاصر إلى اللغة العربية، وتنظيم دورات تدريبية في الترجمة من الفرنسية إلى العربية لبعض المترجمين العرب. كل هذا الجهد يقوم على دور أساسي للمترجم الكفء، وهو ما يتحدث عنه الدكتور علي بن تميم بقوله: “نحن نؤمن بأن المترجم له دور أساسي في عملية الترجمة، لذلك نسعى إلى إحياء دوره في إنعاش حركة الترجمة في العالم العربي، وإلى إبراز اعتزازنا بدوره الحضاري كونه يمثل القناة الأساسية التي تسهم ثقافيًا في عملية الربط بين الثقافة واللغة، وهنا تحضرني أسماء النماذج المشرفة من المترجمين العرب القدامى من أمثال حنين بن اسحاق، الذي يروى أنه أمضى سنوات مرتحلاً في بلاد الأرض باحثًا عن أعمال الفيلسوف والطبيب الإغريقي جالينوس، جامعًا الناقص من أعماله من بلد لآخر، حتى تمكن أخيرًا من ترجمة أهم أعماله التي لولا ذلك لكان مصيرها الضياع، وهو ما أنجزه وتلاميذه في مدرسة “دار الحكمة” الشهيرة مع الكثير من الأعمال التي كان لها الدور الأكبر في تطور الطب والعلم والفلسفة في العالم بأسره”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©