الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر الحصن يفتح أبوابه للزوار بمشاهد حية من الماضي

قصر الحصن يفتح أبوابه للزوار بمشاهد حية من الماضي
22 فبراير 2014 12:41
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تسافر فعاليات مهرجان قصر الحصن بالحضور إلى الزمن الماضي، من 20 فبراير حتى 1 مارس المقبل، عبر مساحة واسعة من الأنشطة تربط الحاضر بالماضي وتتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل، حيث يحقق المهرجان الذي يحتفي بمرور 250 سنة على تأسيس قصر الحصن، واحداً من أهم أهدافه، ألا وهو تعزيز التراث في قلوب هذا الجيل وبناء وعيه وتشكيله على قيم التراث ومفرداته، بالإضافة إلى أنه نثر البهجة في كل أركانه، فتحركت المشاعر لتنشد البنات وهن في أفضل زينتهن، ويؤدي الأولاد على أنغام الموسيقى والأهازيج الشعبية استعراضات لليولة. واعتزازاً بالهوية، عبّر الكبار والصغار عن حبهم للتراث من خلال أنشطة فردية وجماعية، حيث احتضن المهرجان الجميع في ساحات تعد مكاناً لإبراز سعادتهم، وكان من هؤلاء الأطفال الصغير سهيل مبارك 5 سنوات الذي أمتع الجمهور برقصة اليولة التي يحرص والده مبارك العتيبة على تعليمها له كموروث تراثي ولما لها من شعبية كبيرة على امتداد مناطق الدولة، حيث قال والد سهيل: «أمارس اليولة كهواية وأحاول تعليمها لابني وربطه بها، خاصة أن الإماراتيين يعتزون بها، ويحرصون على تعليمها لأولادهم في سن مبكرة، كما أنني أخذته في جولة في أحضان المهرجان ليتعرف على كل مكوناته وشرحت له بعض التفاصيل التراثية بما يتوافق مع وعيه». مباهج المهرجان مباهج العرس بكل تجلياتها ألقت بظلالها على ركن «زهبة العروس»، حيث جلست فيه عروس يدثرها الخجل تضرب بخمارها الشفاف على وجهها، وتمد يديها لتخضيبهما بالحناء، بين السيدات اللواتي انشغلن في نسج خيوط التلي على الطريقة القديمة، إذ كانت السيدات يجهزن كل ما تحتاجه العروس بأنفسهن في البيت، فأمامها صواني الحناء اليانعة والمخضبة، وعصير الليمون، مناديس وزهبة، بينما توسطت العروس النساء اللواتي احتضنها بكل حب وحنان، واحتوى المندوس على كل ما جادت اليد بإبداعه من أجل فتاة تزهو ليلة عرسها الذي يستمر ليالي عدة، من خلال مشاهد تجسد عادات وتقاليد أصيلة يعكسها مهرجان الحصن الذي يحتفل بمرور 250 سنة على تأسسيه، حيث يحضر العرس الإماراتي بكل ما يحمله من بهجة وفرحة ضمن فعاليات الاحتفال التي تحيي عادات وتقاليد ظلت تحتفظ في عمقها بكل التفاصيل التي كانت في السابق مع تغيير في الشكل فقط، على أن تتم إجراءات الزواج وحفلات الزفاف بالطريقة ذاتها في الإمارات. إلى ذلك، قالت شامية حسين عبد اللطيف أم حمد من الاتحاد النسائي العام إن من عادات العرس قديماً تجهيز العروس، بحيث تختفي عن الأنظار لمدة خمسة أيام أو أكثر قبل العرس، ويتم تدليك جسمها بالورس والنيل، ولا تغسل إلا ليلة الحناء التي تقام عادة ليلة الخميس، أما العرس فيتم ليلة الجمعة، موضحة أن هذه المواد تعمل على تبييض البشرة وتنقيتها، لافتة إلى أن العروس تقيم حفلتها في بيت أهلها. وأضافت أم حمد أن زهبة العروس تتكون من المحزم والمرتعشة، وحب الهيل، و2 مرامي، وشاهدين، وافتخ الذي يوضع في الأصبع الكبيرة من الرجل والكواشي، وكله من الذهب الخالص بالإضافة إلى العباية السويعية، والكندورة وشيلة مزراي والثوب مؤكدة أن يوم الصباحية تلبس كل ذهبها الذي أهداها إياه العريس، وأضافت: كان العرس بسيطاً، لكنه بهيج تعم الفرحة في الفريج كله، ويشارك في الحدث كل الناس الذين يعتبرون العرس عرسهم. «قهوة» لا يمكن لزائر مهرجان قصر الحصن أن يفوت فرصة ارتشافه فناجين القهوة الإماراتية التي تقدم على أصولها، ضمن بيئة متكاملة بالمجمع الثقافي في قصر الحصن الذي يشهد إقامة فعالية مميزة تعكس العادات والتقاليد الإماراتية وارتباطها بالقهوة، تحت عنوان «قهوة»، بحيث تأخذ الطابع الإماراتي وتوزع الجلسات داخل المبنى وخارجه في الهواء الطلق، لينعم الزوار بنسمات الهواء الباردة التي تعرفها الإمارات هذه الأيام. وتقدم تجربة «قهوة» فرصة للزوار للاضطلاع على عادات وتقاليد الإماراتيين في شرب القهوة وتظهر مدى ارتباطهم بها، بحيث تعد القهوة من أبرز عادات وتقاليد مجتمع الإمارات منذ مئات السنين، فهي ترمز عندهم للكرم وحسن الضيافة، كما ترمز للتقارب والتواصل الاجتماعي، وتقدم القهوة التي تخلط أمام الزوار، بعدة نكهات منها القهوة الإماراتية التقليدية، وهي قهوة خفيفة التحميص أو متوسطة التحميص أو غامقة مع الهيل، والقهوة الإماراتية المعطرة وهي قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والزعفران، والقهوة الإماراتية الخاصة وهي عبارة عن قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والزعفران وماء الورد، والقهوة الإماراتية مع الزنجبيل وهي عبارة عن قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والزنجبيل، والقهوة الإماراتية مع القرفة وهي قهوة متوسطة التحميص مع الهيل والقرفة والقرنفل. شباب وشابات يعملون يومياً خلال مدة المهرجان، على تقديم شروح للزوار، وبيع أنواع من القهوة، كما يعملون على دق البهارات بنفس الطريقة القديمة في مهراس حديدي لتفوح رائحة البن في كل النواحي وتعطر المكان، لتزيد شغف محبي القهوة بطلب المزيد من الفناجين، وصمم المكان بطريقة دائرية، وزوايا تحترم الخصوصية الشخصية لمن لا يرغب في الاختلاط، كما تسمح للزوار بالاستمتاع بالهواء الطلق من خلال تقديم فناجين القهوة وفق الطلب في الباحة الخارجية التي فرشت على الطريقة الإماراتية القديمة. قيمة التراث يبرز في الفعاليات اهتمام كبير يتعزز من خلال ورش عمل تديرها الجدات والأجداد، الذين غمرت الفرحة قلوبهم وهم يجلسون جنباً إلى جنب مع الشابات والشباب لنقل خبراتهم في مجالات تراثية شتى، وفي هذا الإطار قالت مريم الشحي من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إنها سعيدة بوجودها في المهرجان، وأعربت عن فخرها كونها تشكل جسراً بين الجيل القديم والحديث، وأضافت: «إننا نحمي تراثنا من الزوال، لهذا فإنه يجب تعليم هؤلاء الفتيات هذه الحرف التي تأبى أن تشيخ أوتندثر، يجب حفظها من خلالهن». الشرطة القديمة.. ذكريات في حراسة الأبواب والأسواق تمركزت نقطة الشرطة القديمة عند المدخل الرئيسي لقصر الحصن، لتتولى الأدوار نفسها التي كانت تقوم بها سابقاً، فعمل رجالها على حراسة الأسواق القديمة، وحراسة الأبواب، واستوقف مظهرهم، وتحركاتهم المنظمة جمهور مهرجان قصر الحصن، مما دفعهم لالتقاط صور تذكارية معهم، إذ شاركت القيادة العامة لشرطة أبوظبي في المهرجان في نسخته الثانية لتوضح للجمهور أن نواتها الأولى كانت من هذا المكان، بشعارها وزيها الرسمي، المستخدمَيْن في مرحلة التأسيس عام 1957، حيث يعتبر تاريخ الشرطة والأمن العام في الإمارة جزءاً مهماً من تاريخ دولة الإمارات. إذ تؤكد الحقائق التاريخية أن نقطة الشرطة كانت تقوم بأدوار عدة طلباً للأمن وتحقيق الأمان. ويجوبون الأسواق القديمة التي شكلت أيقونة بارزة هذه السنة في المهرجان، وشكلت حراكاً وتفاعلاً كبيرين، وهم يرتدون زيهم التقليدي في مشهد يمثل دور عناصر الشرطة قديماً والحراسة التي كان يطلق عليها اسم «الخفارة»، حيث كانوا يتمركزون أمام دائرة الشرطة لتوزع نظراتها على كل الأسواق، وتحمل التفاصيل ذاتها التي كانت عليها الشرطة قديماً. وتغير مكان مركز الشرطة هذه السنة، ليكون في حراسة المدخل الرئيسي، ويقود عناصر الشرطة في المهرجان العقيد سيف الشامسي المشرف العام على شرطة أبوظبي المشاركة في مهرجان قصر الحصن. وعن دورها وتاريخ تأسيسها، قال إن الشرطة لعبت دوراً كبيراً في استتباب الأمن، حيث تأسست سنة 1957 على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان وكان العدد لا يتجاوز 80 شرطياً في بداية النواة، وكان يطلق عليهم دائرة الشرطة وتحدد دورهم بداية في حراسة القصر، ثم تم بناء دائرة الشرطة التي كان موقعها في شمال الحصن، وزاد عددهم في تلك الفترة إلى 150 شخصاً، واشتملت الدائرة على ثلاثة مكاتب للقائد، ومكتب لنائب القائد، وسكن لأفراد الشرطة، بالإضافة إلى زنزانة صغيرة، موضحاً أن مهام الشرطة آنذاك تمثلت في حراسة قصر الحصن وحراسة الإنشاءات والسفن الصغيرة، والأسواق والبنوك، وحراسة البحر، وكان من مهام الشرطة أيضاً القبض على المطلوبين واستقدامهم إلى الحاكم. وعن لون زي الشرطة أضاف الشامسي: كان «الكاكي» من درجات اللون البني هو لون زي الشرطة، والغترة والعقال على الرأس من اللون الكركمي، بينما يستخدمون من السلاح «كند» موضحاً أن مهام الشرطة شملت إمارة أبوظبي ونواحيها، فيما تم تأسيس مركز في العين في مرحلة لاحقة من تاريخ تأسيس نواة الشرطة. وعن جديد عروض شرطة أبوظبي قديماً هذه السنة أشار الشامسي إلى أن السنة الماضية شمل المخفر عرض صور للشرطة قديماً، بينما ستعرض هذه السنة أفلام عن الشرطة قديماً، تتحدث عن بداية تأسيسها، بحضور وإشراف الشرطة أنفسهم كما ستمنح هدايا للجمهور من طرف القيادة العامة لشرطة أبوظبي، عبارة عن صور فورية يمكن التقاطها مع عناصر الشرطة يومياً من الرابعة عصراً إلى العاشرة ليلاً طيلة أيام المهرجان الذي يحتفي بالتراث والعراقة. سفراء القصر.. حفاوة وترحاب في استقبال الزوار اتخذت مكانها أمام خيمة كبيرة تقدم المأكولات الشعبية، تدعو الزوار لتذوق هذه الأكلات، والابتسامة لا تفارق محياها، حيث قالت شما الزعابي من كلية التقنية العليا من سفراء قصر الحصن الذين يصل عددهم إلى 200 طالب وطالبة من مختلف جامعات الإمارات، والذين تم تدريبهم لاستقبال الزوار والإجابة على استفساراتهم: «يتحدد دورنا في تعريف الجمهور أو الزوار بتراثنا ومكوناته، وقد توزعنا وفق البيئات، وأنا اليوم هنا أعمل على جلب الزوار لتعريفهم بالأكل التراثي الإماراتي وأقدم لهم وجبات لتذوقها وهي بالمجان ليكتمل استمتاعهم بأجواء المهرجان». وقالت الزعابي إن هذا الركن يقدم قرص، النخي، لقيمات، الجباب، خبز رقاق وغيرها من المأكولات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©