الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عدنان كزارة: القاصون الإماراتيون يجنحون إلى الرومانسية

عدنان كزارة: القاصون الإماراتيون يجنحون إلى الرومانسية
18 ديسمبر 2007 02:56
ضمن منشورات دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة صدر حديثا كتاب جديد للناقد عدنان كزارة بعنوان ''القصة القصيرة في أفق التلقي: نقد تطبيقي''، ويتناول الكتاب الذي يقع في 172 صفحة عددا من المجموعات القصصية، منها ''عصفور الثلج'' لإبراهيم مبارك، و''لفائف الربع الخالي'' لمحمد حسن الحربي، و''خلف الستائر المعلقة'' لمحسن سليمان حسن، و''الرحلة رقم ''8 لريا البوسعيدي، و''خروفة'' لعبدالحميد أحمد، و''شدة وتزول'' لناصر جبران، و''ماذا لو مات ظلي'' لباسمة يونس، و''أنامل على الأسلاك'' لشيخة الناخي، و''تثاؤب الأنامل'' لرحاب الكيلاني، و''الأمير'' لواسيني الأعرج، و''إليك الجواب يا بني''، و''مولود سعيد'' لمحمد عبدالملك، و''حفلة انتحار''، و''الآن عرفتك يا مدام''، و''طوق الرمال'' لفاطمة الشامسي، و''للأبيض تدرجات أخرى'' لعبير يونس، و''قبل أن تنطفئ النار'' لإبراهيم سعفان· في مقدمة الناشر نقرأ ''سيظل السرد الإماراتي - القصة القصيرة خاصة- بوابة لا تنضب ومتجددة بألقها باتجاه حياة الإنسان وحركة المعيشة في صيرورة النظام الأبدي المستمر· والقصة في كل حالاتها هي انعكاس لمفردة أو حركة أو لحظة لدى هذا الواقع رغم أنها منشغلة بالخيال وبالفن، وهذا التجدد يلاحقه مسبار التلقي الناهل من متعة الإبداع والتأمل في شروطه والباحث عن مكامن الجمال والتعالق مع المعيار والضابط لشروط القصة القصيرة التي بلغت أوجها منذ انطلاقتها في بداية السبعينيات من القرن الفائت وإن اعترضها أحيانا تذبذب يؤدي إلى ازدهار مرة ونكوص مرة أخرى، ولذلك فالتلقي والنقد والمكاشفة كلها مساحات تبحث دوما عن الأسباب وأوجه الخلل ومسارب التمكن خدمة لتألق هذا الجنس الأدبي وإسنادا له ورعاية لحركته وحدبا عليه··الخ''· ويفتتح المؤلف كتابه بعدم الاتفاق مع من يقولون إن العصر الراهن هو عصر الرواية، وإنها الجنس الأدبي الأقدر على تصوير هموم الناس واستشفاف أحلامهم، معلنا أن ''لكل جنس أدبي قدرته الفذة على التعامل مع الواقع، معتمدا على أدواته الفنية لرصد التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية الراهنة، والإرهاص للمستقبل بكل احتمالاته في إطار من المتعة الخلابة التي ترهف المشاعر وتصقل الحساسية الكونية، ومدار الأمر في هذا كله قدرة المبدع، منتج النص، على التقاط الزاوية المناسبة والتعبير عنها في جنس من الأجناس الأدبية وفقا لضرورات الفن وشروط الإبداع''· يميل المؤلف في كتابه هذا إلى القراءة الانطباعية المفتوحة دون منهج محدد، ويسميها القراءة الحميمة للنص، فيتساءل في قراءته لقصة من قصص إبراهيم مبارك إن كان القاص يقدم عرضا لصفحة ''من سفر البطولة الخالدة على ساحل الخليج؟ أم كان يقدم ماء البحر الممزوج بخضاب الدم طبقا من الحساء اليومي لأطفال أمته، كي لا ينسوا في غمرة النعيم الذي يعيشون فيه، قصة البدايات··؟''، ويتوقف الناقد عند البعد الآسيوي بوصفه ''البعد الأكثر قربا في حياة الإنسان الخليجي، فالصلة بينه وبين قارة الطوفان البشري قديمة ومتشعبة''· وفي تناوله قصص محمد حسن الحربي يبرز التفرد في التقانة الفنية والموضوع الجدير بالاهتمام، حيث تنتظم القصص وحدة فكرية من حيث الانتماء ''إلى عوالم موحشة مفعمة بالمعاناة، ممتدة في السعة والعمق، كصحراء خلت من الأنس والأنيس، وغدت رمزا لغربة الإنسان المادية والروحية''· وبخصوص تجربة الكاتبة ريا البوسعيدي يرى الناقد أنها اختارت لقصصها أسلوبا غير تقليدي في القص، بل اختارت مراكب مغايرة، وظفت خلالها أدوات عدة مناسبة لإيصال رسائلها الفنية، مغامرة في الشكل الفني تأكيدا منها على أهمية المضمون، فهي تتوسل الأسطورة والرمز والخرافة والحكاية الشعبية لتقدم من خلالها البؤرة الوجدانية في قصصها· كما يتناول الناقد البعد الوجودي في قصص إماراتية من خلال ''خروفة'' عبد الحميد أحمد وما تنطوي عليه القصة من غربة روحية وعزلة اجتماعية تحقق حريته الفردية المتمثلة في اتخاذ القرار المصيري، حيث يؤكد القاص أن ''خروفة'' نبتة شوكية في صحراء من البشر· ويختم الناقد باعتبار عبدالحميد أحمد ابن جيل ظل يجنح إلى ''الرومانسية والتوستالجيا، مؤكدا انتماءه إلى الجذور وتمسكه بالأصالة·· ويكشف عن إحباطاته العميقة إزاء الحاضر الذي ما زال يرزح تحت أعباء الآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة لحقبة الطفرة النفطية''· ونختم بحديث الناقد عن قصة لباسمة يونس بعنوان ''ماذا لو مات ظلي'' التي يرى فيها محاولة للتصالح مع الذات، حيث يكتشف الإنسان نفسه من الداخل، ويطرح تساؤلا فلسفيا غاية في الأهمية هو: من خلق أولا، أنا أم ظلي؟ من الأصل ومن الصورة؟ من السلب ومن الإيجاب؟ ويخلص الناقد إلى أن القصة هي ''تساؤل إنساني مشروع عن القوة الخفية الموجهة للإنسان في علاقاته الجدلية مع النفس ومع الآخر، مع الموت، مع الطبيعة، طرحته القاصة باسمة يونس في شكل درامي، وطوعت عناصره الفنية·· لخدمة مغزاه الفلسفي، في رحلة البحث عن الحقيقة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©