الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تاريخ الأدب الجزائري جديد محمد الطمار

تاريخ الأدب الجزائري جديد محمد الطمار
18 ديسمبر 2007 02:57
صدر مؤخراً كتاب بعنوان ''تاريخ الأدب الجزائري'' للكاتب محمد الطمار وهو يقع في 393 صفحة حاول فيها المؤلف التأريخ للأدب الجزائري، من خلال التركيز على أبرز النصوص الأدبية التي أصدرها ألمع الأدباء الجزائريين قديماً وحديثاً· وبدأ الطمار كتابه بفترة ما قبل دخول الإسلام إلى الجزائر وخصَّص لها فصلاً تمهيدياً تحدَّث فيه عن استيطان الأمازيغ للجزائر منذ 3 آلاف سنة وهم أبناء مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح، ولم يسجِّل هؤلاء قصائدهم وأغانيهم وفنونهم مما جعلها تندثر، كما لم يتعلموا لغة الرومان والمستعمرين الذين جاؤوا بعدهم كالوندال والبيزنطيين ليبدعوا بها، ولذلك كان تأريخ الكاتب لهذه المرحلة سيَّاسياً بالدرجة الأولى· ومع قدوم الفتح الإسلامي للجزائر ابتداءً من أواخر القرن السابع، تغيَّرت حياة الأمازيغ رأساً على عقب سواء على المستوى الديني أو الأدبي الفكري، فاقبلوا على الإسلام وتعلم العربية لكنهم كانوا حديثي عهدٍ بها فلم يبدعوا بها شعراً أو نثراً في تلك المرحلة· والغريب أن الحركية الأدبية والثقافية لم تبدأ فعلياً إلا في عهد الدولة الرستمية التي قامت سنة 776م على يد الخوارج الذين جاؤوا من المشرق إلى المغرب العربي لإقامة دولتهم وأيدهم البربر لتذمرهم من جور الحكم المركزي فأقام عبدالرحمن بن رستم أول دولة إسلامية جزائرية مستقلة عن حكم العباسيين وعاصمتها ''تيهرت'' غرب الجزائر وقرَّب إليه رجال العلم والشعراء والأدباء فأصبح هؤلاء يؤمونها من كل الأرجاء فأضحت مركزاً ثقافياً يضاهي قرطبة وبغداد، وظهر أول جيل من الأدباء الجزائريين الحقيقيين الذين عالجوا الشعر وأحسنوه، ومنهم الإمام أفلح، والبزاز، وأبوسهل، ويهودا بن قريش واضع أساس النحو التنظيري، وأحمد بن فتح، وبكر بن حماد، وغيرهم من الذين خلفوا دواوين عديدة نشر الكاتب نماذج من أفضل قصائدها· كما ذكر الكاتبُ أسماء عدة أدباء نبغوا في الإنشاء والنثر والنحو واللغة· كما تناول المؤلف مآثر شعراء وأدباء كثيرين في الفترات العبيدية والصنهاجية والفاطمية، ثم الحمادية التي اشتهر أمراؤها بتقريب أهل الأدب والعلم وجلبهم من مختلف الأقطار الإسلامية إليهم فازدهرت الحركة الفكرية والأدبية كماً وكيفاً، واشتهر ''ابن رشيق'' بنقده وشعره ومساجلاته للكتاب والشعراء وخلّف ثلاثين كتاباً في نقد الشعر أشهرها ''أنموذج الزمان في شعراء القيروان''· بعدها تطرق المؤلف إلى أهم الشعراء والأدباء في العهود اللاحقة كالمرابطين والموحدين والحفصيين الذين ظهرت في عهدهم ''الموشحات'' التي انتقلت إليها من الأندلس في القرن الخامس كفنٍّ جديد من فنون الشعر العربي كلف بالغناء· وخصص المؤلف للأدب الجزائري الحديث حيِّزاً معتبراً بداية بالعهد العثماني (1518-1830)، حيث تراجع دور الثقافة والأدب لانشغال العثمانيين بالجهاد البحري ضد الغزاة الأوربيين ولهذا غلب على عهدهم الجفاف الفكري، ومع ذلك برز بعضُ الأدباء كعبدالرحمن الثعالبي والأخضري والمقري· وفي عهد الاستعمار الفرنسي، برز الأمير عبدالقادر كشاعر كبير خلف دواوينَ وأشعاراً كثيرة بالرغم من اشتغاله بقيادة المقاومة ضد الفرنسيين طيلة 17 سنة، وخصص المؤلف مساحة لأفضل قصائده في الفخر والحماسة بتمجيد معاركه ضد الفرنسيين وتغزله بزوجته ''أم البنين'' وقصائد في الشوق والحنين قالها في سجنه الفرنسي· وبعد نهاية ثورة الأمير حمل شعراءٌ آخرون راية الدفاع عن هوية الجزائر، فبرز الأمين العمودي بعد الحرب العالمية الأولى وكذا حمود رمضان، ثم برز محمد العيد آل خليفة بقصائده ''الثورية'' التي يستنهض بها الهمم لتحرير الجزائر، وانتقد الفرنسيين على سياسة الفرْنسة والتغريب والتجويع التي مارسوها ضد الجزائريين، وبعده مفدي زكريا الذي كتب قصائد كثيرة حاول فيها إثارة الجزائريين ضد المستعمر وهو صاحب النشيد الوطني الجزائري ''قسماً''، كما خلد الشعراءُ ثورة 1 نوفمبر 1954 ودعوا الشعب إلى الالتفاف حولها، وخصص المؤلف حيزاً كبيراً لأجمل قصائدهم الثورية ومنهم صالح خباشة والأخضر السائحي ومفدي زكريا، وتطرق لكتابات عبدالحميد بن باديس رائد النهضة الجزائرية ونائبه البشير الإبراهيمي صاحب المقالات الأدبية الرفيعة التي يقول المؤلف إنها أثرت الأدب العربي وطوَّرته، كما ساهمت في النهضة الجزائرية الحديثة·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©