السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صالح».. سلم الرئاسة واحتفظ بالسلطة!

14 فبراير 2015 05:26
لأكثر من ثلاثة عقود، كان «علي عبد الله صالح» يحكم قبضته على السلطة في هذا البلد العربي الفقير، حيث انتصر في الحرب الأهلية (حرب انفصال الجنوب)، وأدار بمهارة القبائل المضطربة، وتفوق بذكاء على المعارضين السياسيين. لكن جاءت الثورة لتقصيه عن الرئاسة في 2012. «لقد كنت محقاً تماما عندما سلمت السلطة»، هكذا قال «صالح» خلال مقابلة معه في ساحة مسكنه مترامي الأطراف. وأضاف أنه يمضي وقته في القراءة والعلاج الطبيعي ليتعافى من الجروح التي أصيب بها أثناء الثورة. بيد أن الكثير من اليمنيين يعتقدون أن «صالح» لم يتخل حقاً عن السلطة. كما أنه يُتهم على نطاق واسع باستغلال ثروته وصلاته العائلية ونفوذه على الجيش وزعماء القبائل.. لمساعدة المتمردين الذين أطاحوا بحكومة «عبد ربه منصور هادي»، المدعومة من الولايات المتحدة الشهر الماضي. والآن، وبينما تواجه اليمن مستقبلا غامضاً قد يشهد حرباً أهلية وتقسيماً للبلاد، فإن الرئيس السابق (72 عاماً)، يعد لاعباً رئيسياً، كما يرى نقاد ومحللون ودبلوماسيون أجانب. كما أن أصداء الأزمة تتعدى اليمن، حيث تخشى الحكومة الأميركية أن تؤدي الاضطرابات إلى تعزيز موقف متمردي «القاعدة» والإضرار ببرنامج الطائرات من دون طيار الأميركي. وفي علامة أخرى على مسار البلاد المثير للقلق، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا إغلاق سفارتيهما في صنعاء، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة عن خطط مماثلة. ويرى «فارس المسليمي»، وهو محلل يمني، أن «صالح قد سلم الرئاسة ولم يسلم السلطة»، وأن الجزء الأكبر من نفوذه لم يتأثر بسبب عملية الانتقال السياسي المدعومة دولياً والتي منحته حصانة ضد الملاحقة القضائية وسمحت له بالبقاء في البلاد بعد تنحيه. كما أنه ما زال يرأس الحزب القوي الذي أسسه، وهو حزب «المؤتمر الشعبي العام». ووفقاً لدبلوماسي غربي مقيم في المنطقة ف«من الواضح أن صالح يلعب دوراً كبيراً في هذه الفوضى. وليس من شك أن هناك مشروعاً مشتركاً يجمعه بالحوثيين». وقد استولى الحوثيون، وهم أتباع الطائفة الزيدية، على عاصمة البلاد ذات الأغلبية السنية الشافعية في شهر سبتمبر، وأحكموا سيطرتهم بشكل مطرد على السياسة. ويوم الجمعة، قامت الجماعة بحل البرلمان وأعلنت تشكيل حكومة انتقالية. وخلال المقابلة معه، أنكر «صالح» اتهامات بأنه ساعد على سيطرة الحوثيين أو أنه لعب دوراً في الفوضى التي تشهدها اليمن حالياً. ووصف هذه الاتهامات بأنها «دعاية» تصدرها أحزاب سياسية منافسة. ورغم ذلك، اعترف «صالح» بأنه لا يزال نشطاً سياسياً، وأنه يعقد نقاشات يومية مع مسؤولين وشخصيات قبلية في منزله المحاط بالأسوار والحراسات الأمنية. وقال إنه لم يتواصل مطلقاً مع زعيم الحوثيين «عبد الملك الحوثي». بيد أن حزب الرئيس السابق يشارك في حوار تدعمه الأمم المتحدة مع الحوثيين وجماعات أخرى، بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة. وأكد «صالح» أنه يأمل في إقناع الجماعة المتمردة بإلغاء قرار حل البرلمان. وهو يلقي باللوم في هذه الأزمة على «هادي»، قائلا: «من الطبيعي أن يسيطر الحوثيون في ظل غياب دولة قوية»، مستشهداً بضعف هادي» كسبب للفوضى. ويتفق محللون أن الاستياء العام من «هادي» كان، في الواقع، أحد الأسباب التي مكنت الحوثيين من دخول العاصمة دون مقاومة تقريباً. كما أن الفساد كان متفشياً ولم تحقق الحكومة سوى تقدم بسيط في إنعاش الاقتصاد المشلول. كما قام «هادي» بإبعاد العديد من ضباط الجيش في محاولة لإعادة هيكلة القوات المسلحة. بيد أنه كانت هناك علامات، منذ أن تولى «هادي»، على أن «صالح» ربما يشجع على حدوث اضطرابات. ففي شهر نوفمبر الماضي، فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على «صالح» واثنين من قادة المتمردين الحوثيين، واتهمهم بعرقلة العملية السياسية وتهديد استقرار اليمن. وقد وصف «صالح» عقوبات الأمم المتحدة بأنها مناورة سياسية تدعمها الحكومة الأميركية. وذكر «عبد الغني الأرياني»، وهو محلل سياسي يمني، أن الموالين لمصلحة، ومنهم ضباط جيش سابقون، بدؤوا التدريب مع المقاتلين الحوثيين في معقل المتمردين الشمالي، مباشرة عقب تولي «هادي» السلطة في مطلع 2012. وأضاف أن «صالح» أقنع مجموعة من القبائل الزيدية في الشمال بدعم الحوثيين. وغالباً ما تنافس هذه القبائل بعضها البعض من أجل النفوذ، لكن «صالح»، وهو من الزيدية، استغل قلقهم من فقدان النفوذ في حكومة «هادي». هيو نايلور* * كاتب صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©