الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات كوريا الجنوبية··· الاقتصاد عنوان الساعة

انتخابات كوريا الجنوبية··· الاقتصاد عنوان الساعة
18 ديسمبر 2007 03:16
اشتهرت الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية بشراستها وتنافسها المحتدم بين المرشحين، كما عرفت بتعبيرها عن الانقسامات الأيديولوجية والمشاعر المتضاربة بشأن علاقة بلدهم مع جارتهم الشمالية، وبحليفهم البعيد الولايات المتحدة· لكن هذه المرة فشلت حملة الانتخابات الرئاسية في استقطاب اهتمام الرأي العام، حيث لم يطغَ على الحدث سوى موضوع واحد تمثل في الاقتصاد· أما الحدث الوحيد في الحملة الانتخابية الذي ينطوي على بعض التشويق، فقد اقتصر على ما إذا كانت التهم الموجهة إلى المرشح الأول حول تلاعبه بأسهم إحدى الشركات ستؤثر فعلا على مسيرته شبه الأكيدة نحو الظفر بمنصب الرئاسة· فبينما اختتم المرشحون جولاتهم إلى مناطق البلاد المختلفة لوضع اللمسات الأخيرة على حملاتهم الانتخابية، بدا واضحاً أن ''لي ميانج باك'' -العمدة السابق لمدينة سيئول ومدير إحدى شركات البناء- الملقب ''بالبلدوزر'' لأسلوبه المندفع، هو الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة· ومع تصدر ''لي ميانج'' للسباق الانتخابي متقدماً على خصومة بحوالي 30 بالمائة حسب استطلاعات الرأي التي أجرتها ثلاث منظمات إخبارية كبرى في الشهر الماضي، بدأ مساعدوه يتحدثون بثقة عن احتمال تجاوزهم نسبة 50 بالمائة من الأصوات الشعبية· ومع أن الانتخابات في كوريا الجنوبية تمنح الفوز لمن يحصل على أغلبية الأصوات، إلا أنه لا أحد في المشهد السياسي استطاع تجاوز 50 بالمائة منذ دخول كوريا الجنوبية في المسار الديمقراطي أواخر الثمانينات· يعبر عن هذه الثقة ''تشانج دو أون'' -أحد كبار مساعدي المرشح ''لي ميانج''، والعضو في الجمعية الوطنية- بقوله: ''إننا نتوقع أن نحصل على 50 إلى 55 بالمائة من الأصوات، وأعتقد أن الأمر غير مسبوق في الحياة السياسية بكوريا الجنوبية''· لكن في يوم الأحد الماضي تعرضت ثقة ''لي ميانج'' للاهتزاز بعدما أمر الرئيس الحالي ''روه مون هيون'' وزارة العــدل بإعــادة فتح تحقيق حول تورط ''لي ميانج'' في تهمة التلاعب بأسهم إحدى الشركات الاستثمارية· وفي صباح يوم الأحد ظهر شريط فيديو يبرز ''لي ميانج''، الذي سبق أن نفى أية علاقة له مع الشركــة، وهو يقر بتأسيسها في العام ·2000 وفي صبيحة يوم الإثنين الماضي أعلنت وزارة العدل، التي برأت ''لي ميانج'' من التهم الموجهة في وقت سابق، أنها مازالت متمسكة بقرارها· ورد المتحدث باسم ''لي ميانج'' أن تحرك الرئيس الحالي إنما يأتي بدافع سياسي، مشيراً إلى أن شريط الفيديو تعرض ''لعملية مونتاج'' مقصودة· ورغم ذلك ليس واضحاً كيف سيؤثر قرار الرئيس بإعادة فتح التحقيق على حظوظ ''لي ميانج''، لا سيما وأنه لا يزال يحتل موقعاً متقدماً في السباق الانتخابي· وفي ما عدا مفاجــآت اللحظــة الأخيرة من المرجــح أن يواصل ''لي ميانج'' نجاحه ليخلف الرئيس الحالي الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية رئاسية أخرى· وقبل خمس سنوات فاز ''روه ميون هيون''، المحامي المدافع عن حقوق الإنسان والمشرع السابق، بالانتخابات الرئاسية على أجندة تكريس استقلال القرار السياسي للبلاد عن الولايات المتحدة والمضي قدماً في عملية التصالح مع كوريا الشماليـــة، فضـــلا عــن ترسيـــخ العـــدل الاجتماعي، لكن شعبيته تراجعت كثيراً في السنوات اللاحقة بسبب الاستياء الشعبي تجاه سياساته الاقتصادية· وقد استغل ''لي ميانج''، المرشح عن ''الحزب الوطني الكبير''، هذا الاستياء الشعبي اتجاه سياسات ''روه ميون'' الاقتصادية لانتقاد إدارته وطرح نفسه باعتباره المرشح الأقدر على معالجة المشاكل الاقتصادية· وفي لقاء جمعه بحشود من الجماهير في مدينة ''تايجو'' بجنوب شرق البلاد قال ''لي ميانج'' أمام جمهوره ''إني سأخلق عالما يستطيع فيه الشباب اختيار الوظائف الجيدة، وبالنسبة للذين يديرون أعمالا صغيرة ومتوسطة فإني سأساعدهم وسأعيد إحياء الاقتصاد''· تتوزع أجندة ''لي ميانج'' لتحقيق وعوده الاقتصادية بين الإجراءات الأرثذوكسية مثل خفض الضرائب على الشركــات إلى المشاريــع الكبرى وحفر قنــاة ضخمــة للربط بين نهرين، وفتح طريق مائي من الجنــوب الغربي إلى الشمال الشرقي للبلاد· وتعهد ''لي ميانج'' أيضاً بإنجاز ما يسميه ''رؤية كوريا ''747 التي تعني رفع النمو الاقتصادي إلى 7 بالمائة في السنة، ومضاعفة الدخل الفردي ليصل إلى 40 ألف دولار خلال عقد من الزمن، ودفع اقتصاد البلد من مرتبته الثالثة عشرة عالميا إلى المرتبة السابعة· وقد وجدت هذه الوعود صدى إيجابياً في بلد يواجه منتجات التقنية العالية القادمة من اليابان والمنتجات الرخيصة المصنعة في الصين؛ ورغم أن الشركات الكبيرة مثل ''سامسونج'' تحقق نجاحات مستمرة في الأسواق العالمية، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه منافسة شرسة مع نظيرتها الأجنبية بسبب التكلفة العالية للأيدي العاملة· وفيما تزدهر أسواق الأسهم في كوريا الجنوبية شهد الاقتصاد تباطؤاً في نسبة النمو، كما ارتفعت أسعار العقارات ما جعل الحصول على سكن أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للكوريين، فضلا عن البطالة التي مازالت نسبتها مرتفعة بين الشباب· ومع أن الكثير من تلك المشاكل الاقتصادية تبقى خارجة عن تحكــم الرئيس، إلا أن معظم الكوريين يلومون الرئيس الحالي على الركود الاقتصــادي· ويعبر عن هذا الاستياء ''لي يونج يول'' -أحد العاملين في مكتبة بوسط العاصمة سيئول- بقوله: لقد كنت متحمساً جداً خلال انتخابات عام ،2002 لكني أشعر اليوم أن الرئيس ''روه ميون'' لم يحقق ما كان مطلوبا منه· ويراهن المرشح ''لي ميانج'' على القضايا الجوهرية التي تهم الكوريين الجنوبيين المرتبطة بمتطلبات الحياة اليومية في اختلاف واضح مع الرئيس الحالي، أو مــع سلفــه ''كيم داي يانج'' اللذين ركزا على دمقرطة كوريــا الجنوبيــة والتقارب مع جارتهم الشمالية· ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
المصدر: كوريا الجنوبية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©