السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المارينز الأميركي··· إلى افغانستان

المارينز الأميركي··· إلى افغانستان
18 ديسمبر 2007 03:17
يدفع القائد الأعلى لسلاح المارينز الأميركي، باتجاه الحصول على موافقة رسمية على نشر المزيد من قواته في أفغانستان، في ذات الوقت الذي يخطط فيه لسحب بعضها قريباً من العراق· وقد طرحت هذه الخطة للمناقشات داخل البنتاجون سلفاً، إلا أنها تواجه معارضة قوية من قبل بعض الجنرالات في الوزارة· لكن وفي حال إجازة الخطة المذكورة التي تقدم بها الجنرال ''جيمس كونواي'' القائد الأعلى لسلاح المارينز، فإنها سوف تفتح الطريق أمام نشر قوة احتياطية كبيرة من المارينز في أفغانستان، في وقت مبكر من العام المقبل؛ وسوف تستغل هذه التعزيزات العسكرية في محاربة قوات طالبان، التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنها حصنت دفاعاتها والمناطق التي تسيطر عليها الآن أكثر من أي وقت مضى، ضد قوات التحالف الدولي والقوات الأفغانية· أثارت خطة الجنرال ''كونواي'' جدلاً واسع النطاق داخل أروقة البنتاجون، حول أي القوات الإضافية هي الأنسب للنشر في أفغانستان، فيما لو تقرر نشر تعزيزات كهذه من حيث المبدأ، في بلد ازدادت قناعة معظم المسؤولين المدنيين والعسكريين في واشنطن، بأنه يبدو أكثر وعداً وإغراء لتكثيف الجهود الحربية والسياسية فيه، قياساً إلى العراق· غير أن الأدميرال ''مايك مولين'' -رئيس هيئة أركان الحرب المشتركة- أوصى سلفاً برفض هذا المقترح، وإن كان ذلك في الوقت الحالي على الأقل، حسب إفادة أحد المسؤولين العسكريين الأسبوع الماضي· وبما أن ذلك هو موقف الأدميرال المذكور، فقد أصبحت إجازة هذه الخطة متروكة لقرار وزير الدفاع الجنرال ''ديفيد بترايوس''؛ ومضى المسؤول العسكري -الذي رفض ذكر اسمه لحساسية الأمر- إلى القول إن هذا المقترح بدا للأدميرال مسألة توقيت، إذ لم ير أن الخطة قد قدمت في الوقت المناسب· أما من وجهة نظر الجنرال ''كونواي'' فإنه يمكن إعادة نشر قوة المارينز التي أسهمت بدرجة ملحوظة في تهدئة محافظة الأنبار العراقية في أفغانستان أو إعادتها إلى الولايات المتحدة، وكان هذا الجنرال قد عاد لتوه الأسبوع الماضي من زيارة لكل من العراق وأفغانستان، ولاحظ أنه لا توجد خطة محددة سواء لإعادة نشر القوة نفسها في أفغانستان، أم لإعادتها إلى اميركا· أما منتقدو هذه الخطة، فيساورهم القلق من أن تضع قوات المارينز هذه، الجيش الأميركي في العراق أمام خطر عظيم إثر مغادرتها له، خاصة وأن موجة العنف قد عادت لتضرب محافظة الأنبار نفسها تارة أخرى· وعلى هذه الشكوك والمخاوف، يرد الجنرال ''كونواي'' بالقول إن كل المؤشرات في ساحة القتال الأفغاني، تشير إلى حاجة ماسة لزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان؛ ومن رأيه أن المجتمع الدولي سوف يقدم -تحت أفضل الاحتمالات- المزيد من العون والدعم لقوات التحالف الدولي المنتشرة حالياً في أفغانستان، والتي يقدر عددها بحوالي 50 ألف جندي، نصفهم أميركيون، خاصة من وحدات الجيش الأميركي· وضمن هذا العدد هناك نحو 300 فحسب من سلاح المارينز· لكن وفيما لو احتجنا إلى إرسال المزيد من التعزيزات الحربية إلى هناك، فإنه لا بد لنا من العودة إلى الخطة المقترحة، أي نشر المزيد من قوات المارينز في أفغانستان· وإلى ذلك ذكر مسؤول عسكري آخر أن الجنرال ''ويليام فالون''، رئيس القيادة المركزية الأميركية، الذي يتولى الإشراف على العمليات الجارية في كل من العراق وأفغانستان، قد عبر عن تأييد قوي لخطة الجنرال ''كونواي'' هذه، وأضاف المسؤول نفسه أن الأمر برمته أصبح متروكاً لإعادة النظر الشامل في تركيب وتوزيع القوات الأميركية الموجودة حالياً في أفغانستان، قبل اتخاذ أي قرار نهائي بشأن الخطة المقترحة من قبل الجنرال ''كونواي''؛ وأوضح أن الجانب الإيجابي في اقتراح نشر المزيد من قوات المارينز في أفغانستان، سيساعد في تشكيل أفضل لمجموع القوة القتالية المنتشرة حالياً هناك، إلى جانب ما سيوفره من فرص تدريبية وتنوع واسع في العتاد الحربي· وفي المقابل فإن من الواضح أن كل اهتمام وزير الدفاع ''ديفيد بترايوس''، ينصب في الوقت الحالي، على الحصول على المزيد من الدعم الدولي، وخاصة المدربين وغيرهم، من أجل تصعيد القتال ضد قوات حركة طالبان· يذكر أن البنتاجون نفسها كانت قد أعلنت عن نجاح عملياتها في أفغانستان، بما فيه بسط الأمن والاستقرار هناك قبل عامين، غير أن هذا الاطمئنان قد تراجع كثيراً خلال العام الحالي، بسبب تصعيد حركة طالبان المتمردة لعملياتها المناوئة لقوات التحالف الدولي هناك، إلى جانب تأثره بانصراف اهتمام وجهود أميركا عن أفغانستان، وتحولها بدلاً منه إلى العراق· ويضاف إلى عوامل التراجع هذه، تعويل أميركا أكثر مما يجب على القوات الدولية· فعلى رغم النصر الميداني الذي حققته قوات الناتو المنتشرة في أفغانستان، بفضل التعاون المشترك بينها وقوات الجيش والشرطة الأفغانية الناشئتين، إلا أن الولايات المتحدة تنظر إلى بعض قوات التحالف الدولي هذه، على أنها أكثر تجنباً لتعريض جنودها لخطر الموت والإصابة، ولذلك فكثيراً ما يتكرر رفضها للمشاركة في العمليات الحربية الكبيرة والخطيرة، استناداً الى توقيعها بالموافقة على المشاركة في هذه المهمة الأفغانية، باعتبارها قوات لحفظ الأمن والسلام لا أكثر· لكن المشكلة أن العمليات الانتحارية وغيرها من هجمات طالبان تتصاعد الآن بوتائر أسرع وأشد عنفاً وضراوة، ما يجعل من نشر المزيد من القوات الأميركية ضرورة لا غنى عنها لضمان استقرار هذا البلد وأمنه· ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©