خليفة يؤدي صلاة العيد غداً في مسجد الشيخ زايد

يؤدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة '' حفظه الله '' صلاة عيد الأضحى المبارك يوم غد الأربعاء وجموع المصلين في مسجد '' المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه '' وذلك بعد اكتمال المراحل الأخيرة من تشييده· وأكد سعادة المهندس جمعة مبارك الجنيبي مدير عام بلدية مدينة أبوظبي أن دولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' تولي الجانب الروحي والديني المعتدل كل الرعاية والعناية، وتسعى إلى تأصيل مبادئ التسامح والمحبة وحرية المعتقد لدى كافة شرائح المجتمع، كما تؤسس لثقافة التسامح والتواصل الحضاري من خلال عنايتها ورعايتها المنشآت الدينية الكبيرة، مشيدا بالبيئة المستقرة والآمنة وحريات ممارسة الشعائر والمعتقدات الدينية التي توفرها الدولة في جو من التوافق واحترام الآخرين· وفي تصريح خاص لـ ''الاتحاد'' قال سعادته إن هذا الصرح الإسلامي العملاق الذي سيستقبل المصلين من جموع المسلمين اعتبارا من اليوم الأول من أيام عيد الفطر يصنف من الناحية العمرانية ضمن أكبر عشرة مساجد في العالم الإسلامي وبطاقة استيعابية تصل إلى 40 ألف مصلٍ· وقال الجنيبي: ''إن حرص قيادتنا الرشيدة وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي ومتابعة سموه الحثيثة لمراحل تشييد ثالث أكبر مسجد على مستوى العالم بعد الحرمين الشريفين من حيث الاتساع، أدى إلى إعطاء هذا الصرح الديني الكبير معايير ومواصفات جمالية وهندسية وتصميمية بديعة ومتناسقة مع الهدف والأثر الروحي والديني الذي أنشئ من أجله هذا المسجد الكبير· وأشار سعادته إلى أن المسجد الذي اختار موقعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' في موقع يتوسط مدينة أبوظبي وضواحيها يحتوي على العديد من الزخارف بالغة الدقة والجمال في كافة أرجائه بداية من البناء الخارجي الكبير وصولا إلى اصغر أجزاء المسجد من الداخل· وحول مراحل إنشاء المسجد ومواصفاته، أوضح الجنيبي أن العمل جرى بوتيرة متصاعدة في مسجد الشيخ زايد، مشيرا إلى أن أعمال التشطيبات النهائية قد انتهت مؤخرا· وأكد أن هذه التحفة المعمارية الإسلامية من الصعب جدا أن تتكرر نظرا لمواصفاتها الهندسية الفائقة ومزاياها الجمالية عالية الدقة والتناغم· وأكد مدير عام بلدية أبوظبي أن مسجد الشيخ زايد ومن خلال تحطيمه للأرقام القياسية فيما يتعلق باحتوائه على أكبر سجادة في العالم وأعلى قبة في العالم وأكبر اتساع لمسجد في العالم بعد الحرم المكي الشريف، فإنه يعتبر بكل المقاييس معجزة معمارية تفخر بها الإمارات، وسيكون معلما دينيا وسياحيا ومقصدا للمهتمين بالتصميمات المعمارية غير العادية، بل وسيشكل مادة بحث لعلماء الهندسة ودور التصميم الهندسي والزخرفي في العالم، والدليل على ذلك الكم الهائل من زيارات الوفود المحلية والخارجية للمسجد أثناء مراحل تشييده والذين أكدوا جميعا أنها مفخرة هندسة العمران العربي والإسلامي· وأشار إلى أن مسجد الشيخ زايد بعد اكتماله أصبح مصدر فخر واعتزازاً لنا جميعا، كونه أولا يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني نهضة الإمارات وكونه أيضا يشكل معجزة معمارية عالمية تضاف إلى المعالم البازرة على مستوى العالم· مواصفات المسجد يحتوي المسجد على أربع مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار للمئذنة مكسوة كاملة بالرخام الأبيض· وروعي في تصميم أرضية الصحن الخارجي للمسجد أن تكون بنظام بلاطات خراسانية ضخمة محمولة على ركائز خراسانية ومكسوة بأجود أنواع الرخام المزخرف بتصاميم نباتية ملونة وباستعمال الفسيفساء لتغطية مساحة الصحن بالكامل البالغة 17 ألف متر مربع من ضمن أكبر المساحات المكشوفة الموجودة في المساجد بالعالم الإسلامي· كما يصل عدد الأعمدة داخل قاعة الصلاة الرئيسية 24 عمودا تحمل الأسقف والقباب الضخمة وصممت بحيث يكون العمود الواحد مقسما إلى أربع ركائز تحمل العقود الحاملة للقباب وتم تكسية هذه الأعمدة بالرخام الأبيض المطعم بالصدف بأشكال وردية ونباتية، مما يجعلها تضفي جمالا ورونقا في القاعة· أما عدد أعمدة الصحن الخارجي الموجودة بالأروقة المحيطة بالصحن فيبلغ ألفا و48 عمودا مكسوة بالرخام المطعم بالأحجار شبه الكريمة وبتصميمات نباتية وأزهار ملونة، ولها تيجان معدنية مطلية بالذهب· وأحيطت الأروقة الخارجية ببحيرات مائية تعكس واجهات المسجد، مما يضيف إليه تميزا من الناحية التصميمية، وأرضياتها مكسوة بالرخام الأبيض مع استعمال رخام أخضر في الممرات التي تؤدي إلى الصحن، كما روعي أن تكون أعمدة الأروقة الخارجية من الرخام الأبيض المطعم بالأحجار شبه الكريمة، وقام بتثبيتها عمال مهرة اســـــتقدموا خصيصا من الهند، بالإضافة إلى تاج الأعمــــدة والمصمم بشكل رأس نخلــــة من الألمنيوم المذهب· وقعت بلدية أبوظبي اتفاقية مع شركة فاوستك الألمانية قامت بموجبها الشركة بتصميم وتركيب عدد من الثريات في المسجد· وتستوحى تصاميم الثريات من روح التراث العربي والمحلي الأصيل وتتماشى مع القيم الروحية لهذا الصرح الديني الكبير· ويبلغ قطر الثريا الكبيرة في القبة الرئيسية 10 أمتار وبارتفاع 15 مترا وتزن 9,5 طن، وتجدر الإشارة إلى أن الثريا الكبيرة تعتبر الأكبر في العالم من ناحية الحجم والتصميم، بالإضافة إلى ست ثريات أخريات بأحجام مختلفة منها ثريتان بقطر 7 أمتار وارتفاع 12 مترا، و3 ثريات بقطر 3,5 متر وارتفاع 5,5 متر وثريا واحدة بقطر 4,3 متر وارتفاع 6,5 متر، بحيث تأتي هذه الثريات منسجمة مع الديكور الداخلي وألوانه ومع تصاميم السجادة العملاقة في القاعة الرئيسية للصلاة· وتم تكسية الثريات بالكريستال الشفاف واللونين الأخضر والأحمر من نوع سوارفسكي، فيما صنع الهيكل الرئيسي من النحاس المطلي بالذهب عيار 24 قيراطا· بني المسجد على مرحلتين: الأولى شملت أعمال الأساسات والهيكل الخرساني والثانية تضمنت أعمال التشطيبات والزخرفة الإسلامية الخارجية والداخلية، حيث قام على تسيير الأعمال أجهزة فنية من عشرة مهندسين من كافة الاختصاصات يمثلون دائرة البلديات والزراعة والاستشاريين والشركة المنفذة للمشروع· وبلغت تكلفة المرحلة الأولى لتنفيذ مشروع المسجد 750 مليون درهم تقريبا، بينما بلغت القيمة المعتمدة للمرحلة الثانية مليار و267 مليون درهم وقيمة تكلفة الأعمال الخارجية للموقع 150 مليون درهم، لتبلغ التكلفة الإجمالية مليارين و167 مليون درهم· توفير إمامين ومؤذنين للمسجد الشؤون الإسلامية: الجامع مركز إشعاع ديني وحضاري للإمارات سامي عبدالرؤوف: قال الدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إن الهيئة اتخذت كافة الاستعدادات لإقامة صلاة العيد في جامع الشيخ زايد بن سلطان ''رحمه الله''، مؤكدا أن الجامع أصبح تحفة معمارية وواحة إيمانية يستطيع المسلم الشعور فيها بروحانية خلال أداء الصلاة، مشيرا إلى أن الهيئة ستقدم كافة الاحتياجات اللازمة للجامع، مشيدا باهتمام الحكومة الرشيدة بالجوانب الدينية والمساجد على وجه الخصوص· وأشار إلى أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية وفرت إمامين ومثلهما من المؤذنين والمصاحف اللازمة للجامع، كما تم توفير آلاف المصاحف من نوعية معينة بشكل مؤقت لتوزيعها في أرجاء الجامع وتحديدا في الأماكن المحددة لذلك كالأرفف والمكتبات الداخلية· ولفت الكعبي إلى أنه سيكون هناك مصحف خاص بالمسجد يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، ويتوقع ان يتم إنجاز ذلك المصحف خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى انه بعد إنجاز هذا المصحف سيتم سحب المصاحف الحالية، واستبدالها بالمصحف المقترح الذي سيخلد اسم وذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''· وأكد الكعبي أن الجامع سيصبح مركزاً للإشعاع الحضاري والديني والثقافي بالنسبة لدولة الإمارات، حيث ستفعل الهيئة دور هذا الجامع في أوجه كثيرة كاستدعاء العلماء لإلقاء الدروس والمحاضرات، مشيرا إلى ان الاجتماعات الشهرية للأئمة ستكون في هذا الجامع الكبير، كما سيضم محاضرات ودروس ومواعظ 3 مرات في الأسبوع، منوها ان خطبة الجمعة الأسبوعية ستبث مباشرة من جامع الشيخ زايد سواء كانت للإذاعة أو للتلفزيون، منــوها ان الأذان الموحد سينطلق خلال الفترة المقبلة من جامع الشيخ زايد· ودعا مدير الهيئة العامة للشؤون الإســـــلامية، الجمهــــور إلى أداء صلاة العيد في مسجد الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله· أكبر سجادة عقدت بلدية أبوظبي مع شركة السجاد الإيراني اتفاقية نفذت بموجبها الشركة أكبر سجادة يدوية في العالم لمسجد الشيخ زايد· وتعد السجادة العملاقة الأكبر على مستوى العالم حتى الآن، حيث يبلغ حجمها 5700 متر مربع وفرشت في قاعة الصلاة الرئيسية، حيث استمر العمل في نسج السجادة 24 شهرا وعمل عليه أكثر من 1000 نساج ماهر ومتخصص من إيران· كما تم استخدام حوالي 30 طنا من الصوف و15 طنا من القطن لإنتاج هذه السجادة الهائلة، بإشراف أكثر من 50 خبيرا في مجال صناعة السجاد الفاخر· وتحتوي السجادة على خمس ميداليات ضخمة مزينة بالزهور الإيرانية التقليدية التي تضفي طابعا من الفخامة على السجادة الخضراء، وتم استخدم 25 لونا تم استخلاصها من الأعشاب التقليدية متعددة المصادر مثل جذور المدر المزروعة محليا وقشور البوميقرانيت والنت وعروق أوراق الشجر· كما يبلغ عدد العقد 40 عقدة لكل 6,5 سنتيمتر بمجموع 2,5 مليار عقدة لكامل السجادة· وتم تنفيذ السجادة في 3 ورش ضخمة تحتل مساحة مبنية قدرها 5000 متر مربع بمقاطعة خرسان شرق إيران· وبلغ وزن السجادة بعد اكتمالها حوالي 45 طنا وتم حياكتها من 15 قطعة وتم توصيلها وجمعها يدويا لإنجاز القطعة الكاملة ولتغطي 5700 متر مربع بقاعة الصلاة الرئيسية·